في تقرير سابق لها، نقلت صحيفة "
جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن انسحاب جيش بلادهم من جنوب لبنان قد يتم بوتيرة أبطأ من المتوقع، بسبب الانتشار البطيء للجيش اللبناني في المنطقة.
من ناحيتها، قالت صحيفة "
هآرتس" الإسرائيلية إن الجيش الإسرائيلي يخطّط للبقاء في جنوب لبنان، بعد انقضاء فترة الـ60 يوما، وذلك في حال لم يتمكّن الجيش اللبناني من الوفاء بالتزاماته في فرض السيطرة الكاملة على المنطقة الجنوبية.
البلدة اللبنانية الوحيدة التي انسحبت إسرائيل منها هي الخيام، والتي دخلها الجيش اللبناني وزارها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الإثنين الماضي، برفقة قائد الجيش اللبناني، جوزيف عون.
وكانت هذه البلدة القريبة من الحدود بين لبنان وإسرائيل، شهدت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي "حزب الله" وإسرائيل، ما أسفر عن خسائر كثيرة، في حين أن الدمار عمّ المنطقة وأرجاءها.
ما يتبيّن، بحسب اللواء شحيتلي، هو أن إسرائيل تحاول البقاء في جنوب لبنان مدة أطول، لكي تضمن وجود منطقة آمنة وعازلة داخل لبنان على مدى 5 كيلومترات، خالية من أي منشآت تابعة لـ"حزب الله".
ويؤيّده العميد جابر الذي قال إن "إسرائيل تسعى لتدمير ما تبقّى من بنى تحتية لحزب الله"، مستغربا مما يقوله الإسرائيليون بشأن أن عدم تحقيق الانسحاب سببه بطء انتشار الجيش اللبناني، مضيفا: "ما هذه الذريعة؟ فلتنسحب إسرائيل، وعندها سيدخل الجيش إلى هناك، وهذا الأمر منصوص عليه في بنود الاتفاق، وأصلا، فإن إسرائيل لا تلتزم بأي اتفاقية وتنقض على الشرعية الدولية".
أمام كل ذلك، يبقى التساؤل الأساسي وهو: أين حزب الله من كل ما يجري؟ شحيتلي يقول إن "حزب الله بات في منطقة شمال نهر الليطاني التي طالبت إسرائيل بانسحابه إليها"، موضّحا أن لدى الحزب الآن مشكلة داخلية تتعلق بجدوى بقاء سلاحه.
وتابع إن "إسرائيل تسعى الآن للتوغل وشن خروقات جديدة لدفع الموفد الأميركي آموس هوكستين، للمجيء، إلى لبنان، وفرض شروط جديدة على الاتفاق القائم، انطلاقا من رؤيتها بأن المنطقة تغيّرت بعد سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وتحوّل حزب الله إلى عنصر ضعيف، بسبب ما شهدته سوريا وإثر الخسائر التي مُني بها إبان حربه الأخيرة".
من ناحيته، انتقد جابر الطريقة التي فاوض بها الطرف اللبناني، مشيرا إلى أن الاتفاق تشوبه ثغرات كثيرة، وقال "لم نشهد على موقف لبناني صلب للأسف، ويجدر على الدولة اللبنانية أن تعلن الاستنفار بعد الخروقات والتوغلات الإسرائيلية وإعلام دول القرار بأن الأمور ستخرج عن السيطرة في أي وقت".
وللتذكير، فإن "حزب الله" نفّذ مطلع الشهر الجاري، عملية إطلاق صواريخ، طالت مركز رويسات العلم الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وذلك ردا على الخروقات الإسرائيلية، ومنذ ذلك الحين لم ينفذ أي عملية أخرى.
وبعد التوغلات الأخيرة، تحدث مسؤولو الحزب عن أن المسؤولية تقع على عاتق الدولة اللبنانية والجيش ولجنة المراقبة الدولية المنوط بها متابعة وقف إطلاق النار ومواجهة الخروقات الإسرائيلية.