بُترت ساق ليان إثر قصف إسرائيلي على قطاع غزة قبل عام، ولم تكن الفتاة الفلسطينية تظن أنَّ بإمكانها خوض تجربة السير مرّة أخرى، لكنها فعلت ذلك بالاستعانة بطرفين اصطناعيين، بعد تلقي الرعاية الطبية.
الفتاة البالغة 14 عاما، ليست الوحيدة التي تتلقى الرعاية الطبية في الإمارات، فقد سبقها أكثر من 2000 حالة، بعضهم نُقل جوا من غزة مع عائلاتهم، منذ بداية الحرب.
وبعد أن نجحت النصر في السير لبعض خطوات قليلة، متّكئة على عكازين، قالت إنها لم تكن تعرف أن هناك إجراءات طبية يمكن أن تساعدها على المشي من جديد.
وبينما تعلو الابتسامة وجهها، في أثناء حديثها عن العمليات الجراحية التي خضعت لها، وإعادة التأهيل في دولة الإمارات، تحوّلت مشاعرها فجأة وانفجرت بالبكاء عندما تذكَّرت أسرتها، وتقول: "أخاف فقدان إخوتي وأخواتي وأبي في غزة".
وتُضيف النصر عن أسرتها: "لا يهمني ما يحدث لي، المهم ألا يحدث لهم (أسرتي) شيء"، بعدما خلّفت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة أكثر من 45 ألف قتيل، وما يزيد على 108 آلاف جريح.
وفي مركز صحي بأبوظبي، يتلقى الجرحى القادمون من غزة العلاج اللازم، وسط رعاية صحية كاملة تشمل الطب النفسي.
ومن بين المرضى النزلاء في المركز، الطفلة قمر، البالغة 10 أعوام، التي جاءت مع والدتها، فاتن أبوخوصة، لتلقي العلاج والدعم الطبي في دولة الإمارات.
وتقول والدة الطفلة إن "قمر" كانت تسير في غزة أثناء توجهها لشراء كيس من رقائق البطاطس، لكنها تعرضت لقصف إسرائيلي لتفقد ساقها.
وتتابع الأم: "قمر تحب اللعب على دراجتها، الأمر لا يزال صعبا للغاية بالنسبة إليها، لكنها تشعر بالوحدة في غياب إخوتها وأخواتها الموجودين في مصر".
وعن حالة المرضى، يقول الطبيب المعالج مصطفى أحمد ناجي: "بفضل الأطراف الاصطناعية والرعاية المقدّمة، استعاد المرضى استقلاليتهم، لكن أصعب شيء يمكن التعامل معه هو التأثير النفسي الواقع عليهم بسبب الحرب".
وبينما كان الفتى أحمد مازن، البالغ 15 عاما، ينعم بالفرصة الجديدة التي حصل عليها للعيش بصورة طبيعية، بعد تركيب طرف اصطناعي من تحت الركبة، عقب إصابته في غزة، تلقَّى خبرا سيئا.
كان مازن ينتظر وصول والده وشقيقه ليلتم شمل العائلة من جديد، لكن بعد وقت قصير من وصوله، عرف أنهم قتلوا في قصف إسرائيلي.
ويقول مازن إن عزاءه الوحيد أنه حصل على فرصة جديدة، إذ استعاد شغفه بكرة القدم، وبات قادرا على ركل الكرة مرة أخرى، مؤكدا أنه يمر "بشعور لا يوصف".