صنبور المياه يُهدد ذكاء طفلك

كشفت مجلة الجمعية الطبية الأميركية لطب الأطفال، عن نتائج الدراسة التي توصلت إلى وجود تأثير سلبي من مادة الفلورايد في ذكاء الأطفال، بعد تحليل 52 دراسة سابقة.

وأجريت أغلب الدراسات في الصين، وعددها 45 دراسة، إذ توجد مناطق عدة تحتوي على فائض من الفلورايد في المياه الجوفية، ما يزيد من فرص تعرض الأطفال للمادة.

واستندت الدراسة إلى بحث علمي متعمق حول علاقة الفلورايد بالتطور العصبي، العام الماضي، وقد خضع البحث لجولات متعددة من المراجعات، وسط اتهامات كثيرة طالته، وفقا لشبكة "سي إن إن".

ومن المفترض أن تعمل مادة الفلورايد المضافة للمياة على تحسين صحة الفم وجودة الماء، لكن التعرض للمادة بالنسبة للأطفال والنساء الحوامل مرتفع للغاية، مما قد يؤثر في نمو الجهاز العصبي، وفقا للمعهد الوطني للصحة في بيان نشره موقع أكسيوس.

وشهدت الدراسة أبحاثا في كندا والدنمارك والهند وإيران والمكسيك ونيوزيلندا وباكستان وإسبانيا وتايوان، وتم تصنيف 52 دراسة من بين 74 على أنها حملت "مخاطر عالية"، و22 دراسة على أنها ذات "مخاطر منخفضة".

كما أثبتت الدراسات وجود حالات لتسمم الأسنان من خلال مادة الفلورايد، وكشفت 31 دراسة في المراجعة عن تأثير سلبي في معدل ذكاء الأطفال نتيجة لإضافة نسبة من الفلورايد في مياه الشرب.

وجه روبرت إف كينيدي جونيور، المرشح السابق للرئاسة في أميركا، وسليل عائلة كينيدي الشهيرة في الولايات المتحدة، الدعوة لممارسة تعليمات الصحة العامة فيما يتعلق بإضافة الفلورايد إلى الماء.

ويُعد كينيدي على رأس المرشحين لإدارة وزارة الصحة في الولايات المتحدة الأميركية، ضمن إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي تبدأ ولايته في 20 يناير الجاري.

وكان كينيدي قد كتب على حسابه عبر منصة "إكس" في نوفمبر الماضي: "بداية من 20 يناير المقبل، سينصح البيت الأبيض جميع المؤسسات العاملة على أنظمة المياه في الولايات المتحدة بإزالة الفلورايد من الماء".

وقال كينيدي إن الفلورايد "نفايات صناعية"، تتسبب في تأثيرات سلبية من أهمها "التهاب المفاصل وكسور العظام وسرطان العظام، وفقدان الذاكرة واضطرابات النمو العصبي وأمراض الغدة الدرقية".

ودعا كينيدي، الرئيس ترامب، وزوجته السيدة الأولى ميلانيا ترامب، إلى "جعل أميركا صحية مرة أخرى"، من خلال تنفيذ خطة إيقاف وضع الفلورايد في الماء.

لكن الخبراء يقولون إن إضافة الفلورايد للماء كانت بمثابة إنجاز هائل في مجال الصحة العامة في القرن الماضي، وحدت من أمراض الأسنان، وخاصة بين الأطفال، وفقا لما قالته ديانا وينترز نائبة مدير مركز ريسنيك لقانون وسياسة الأغذية الأميركي، في تصريحات نشرها موقع "أكسيوس".

لم تكن دراسة التأثير السلبي في ذكاء الأطفال من خلال الفلورايد جديدة، فقد كشف برنامج علوم السموم الوطني في أميركا عن نتيجة مماثلة في تقرير سابق له.

وفي سبتمبر الماضي، أصدرت محكمة فيدرالية في كاليفورنيا حكما ضد وكالة حماية البيئة، وأمرت باتخاذ إجراءات بشأن المخاوف حول المخاطر الصحية المحتملة الناجمة عن المستويات الموصى بها حاليا من الفلورايد في ماء الشرب.

وعلى العكس، تؤكد جمعية طب الأسنان الأميركية، أن الفلورايد له تأثير إيجابي كبير في منع تسوس الأسنان، وتؤكد أن هذه المادة "آمنة للأطفال والكبار".

وقالت الجمعية الأميركية إن أبحاثها جرت على مدار 70 عاما، من خلال أكثر من 210 ملايين أميركي، وكانت النتائج إيجابية في صحة الفم والأسنان.

وأشارت جمعية طب الأسنان إلى أن حكم كاليفورنيا لم يستند إلى أي أساس علمي حول التأثير السلبي للفلورايد، وأكدت أن إضافته لمياه الشرب آمنة ومفيدة تماما.