في جانب آخر، أكد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، من أنقرة، رفض الإدارة الجديدة في دمشق لأي "تهديد" يستهدف تركيا من أراضيها، في إشارة إلى المقاتلين الأكراد في شمال سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن وزير الخارجية السوري قوله خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي هاكان فيدان، "نرفض أن تكون سوريا منطلقا لأي تهديد للجوار التركي".
رغم ذلك، فإن دعوة أطلقها حزب العمال الكردستاني على لسان أحد مسؤوليه في العراق تشير إلى "مغادرة شمال شرق سوريا حال احتفاظ قسد بدور مهم في قيادة مشتركة هناك".
وذكر المسؤول في المكتب السياسي للحزب بشمال العراق "أي مبادرة تؤدّي إلى حكم شمال شرق سوريا تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية أو إلى أن يكون لها دور كبير في قيادة مشتركة، ستقودنا إلى الموافقة على مغادرة المنطقة"، مع وضع شرط مفاده "المراقبة" والرد على تركيا بحسب الحاجة.
في هذا السياق، يشير محمد صالح، زميل معهد السياسات الدولية للأبحاث بالولايات المتحدة، إلى أن عدم الثّقة المتبادل بين الأكراد ودمشق عميق، مما يجعل احتمال التوصّل إلى اتفاق غير مُؤكَّد، إذ لا يرجّح، بحسب
مقالته على موقع المعهد، أن يتخلّى الأكراد عن مكاسبهم، من دون ضمانات لبعض أشكال الحكم الذاتي المحلي في الشؤون الإدارية والأمنية واحترام حرياتهم.
وتجري حاليا، بحسب رياض درار، حوارات بين القيادة السورية الجديدة في دمشق حول آليات الانضمام للجيش السوري بعد تكوين الجيش وليس قبل ذلك، واصفا ما تقوم به هيئة تحرير الشام حاليا بأنّه "استيلاء على وزارة الدفاع ومحاولة التَّحكُّم في ما يمكن أن يُدعى بالجيش السوري".
وأكد درار في حديثه لبلينكس أن الجيش السوري يجب أن يكون من كل مكونات الشعب السوري وعناصره، ويشمل المنشقين من ضباط الجيش السوري عن نظام الأسد، لكن لم يتم التجاوب معهم، في المقابل، تجاوبت الهيئة مع فكرة أن تكون قسد جزءا من الجيش السوري، إلا أنه لا يمكن تسجيل تقدم في الوقت الحالي.
وختم: "الأفكار الأخرى حول طبيعة العلاقة، بين السلطة السورية الجديدة وشمال شرق سوريا تتطلّب وجود لجان تناقش بنية الدستور وبناء الدولة على مفهوم اللامركزية، لأنه موقف تأسيسي لشمال شرق سوريا، وتوزيع الثروات بشكل عادل".