بعد الضربات الإسرائيلية القاسية والمدمّرة التي أضعفت حركة حماس وحزب ، يبدو المتمردون الحوثيون في اليمن اليوم وكأنهم آخر ركائز ما يعرف بـ "محور المقاومة" المدعوم من إيران، ويتعهّدون مواصلة مواجهة إسرائيل.
ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوتاوا الكندية توماس جونو المتخصص في الشؤون اليمنية إن الحوثيين "أصبحوا أقوى وأصبحوا الآن عضوا لا غنى عنه في محور المقاومة"، بعد أن ضعفت قدرات حزب الله وحركة حماس بعد أكثر من سنة على حرب دامية مع إسرائيل في لبنان وفي قطاع غزة، بحسب فرانس برس.
ويضيف "لذلك، أصبحوا أكثر أهمية بالنسبة لإيران".
ويشير الى أن قتالهم ضد إسرائيل والولايات المتحدة في حرب غزة أكسبهم شعبية متجددة في اليمن، الدولة الفقيرة التي يدعم سكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة إلى حد كبير القضية الفلسطينية.
القيادي السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين الله كرم، كان قد أشار في تصريحات نقلتها
مواقع يمنية إلى أن اليمن أصبح محور التحركات لطهران بعد خسارة سوريا بسقوط نظام بشار الأسد.
ووصف كرم، سوريا بأنها كانت العمود الفقري لما يعرف بـ"محور إيران"، ولكن مع فقدانها أصبح اليمن الذي تسيطر فيها جماعة الحوثي على أجزاء كبيرة منه الركيزة الجديدة في العقيدة الأمنية لإيران.
وقد كشف سقوط الأسد في سوريا مع انسحاب إيران المفاجئ عن الضعف الاستراتيجي والعسكري لطهران، إذ أن "المحور الإيراني" تعرض إلى ضربات كبيرة من إسرائيل التي تشن حربا في غزة منذ أكتوبر ٢٠٢٣، علاوة على ضرب حزب الله واستهداف قياداته وعلى رأسهم الأمين العام للحزب حسن نصر الله في غضون شهور ثلاثة، بحسب ما تشير
سانام فيكيل مدير برنامج الشرق الأوسط في تشاتام هاوس.
على عكس ما شهدته الجماعات المتحالفة مع إيران فيما يعرف بـ"محور إيران" وعلى رأسها حزب الله الذي شهد تدمير قياداته وتراجع قدراته نتيجة الهجمات الإسرائيلية، فإن جماعة الحوثي كانت المستفيد الأكبر من الحرب الدائرة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، بحسب
وول ستريت جورنال.
الحوثيون استطاعوا توسيع نفوذهم خارج اليمن بالارتباط مع مجموعة من الفاعلين في الشرق الأوسط وأفريقيا وحتى روسيا، فيقول تيموثي ليندركينغ المبعوث الأميركي الخاص لليمن: "إحدى النتائج المؤسفة للصراع في غزة هي أن الحوثيين ضاعفوا اتصالاتهم مع فاعلين خبيثين في المنطقة وما وراءها".
وحينما اغتيل الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في ٢٧ سبتمبر سارعت الجماعة الموجودة في اليمن إلى ملء الفراغ السياسي والعسكري داخل ما يعرف بـ"المحور الإيراني" بحسب ما يشير محمد الباشا، المحلل الأمني في الشرق الأوسط المقيم في الولايات المتحدة، للصحيفة في أكتوبر ٢٠٢٤.