تستعد الولايات المتحدة الأميركية لتنصيب رئيسها الجديد المنتخب، دونالد ترامب، في حفل بالعاصمة واشنطن، الإثنين 20 يناير، يحظى بترقب الشعب الأميركي وكبار المسؤولين في الحكومتين السابقة والمقبلة، وغرفتي الكونغرس.
يوم تنصيب ترامب لن يكون يوما عاديا، فهو يتزامن هذا العام مع يوم "مارتن لوثر كينغ" الذي تحتفل به الولايات المتحدة الإثنين المقبل، كما أنه سيشهد العديد من الإجراءات الاستثنائية، والتي من بينها نقل الاحتفال إلى قاعة الكابيتول بدلا من الحديقة الغربية بسبب الرياح الجليدية والطقس شديد البرودة.
وسيشهد الاحتفال أداء القسم من الرئيس المنتخب، ليتسلم مهمته رسميا، وفي نفس الوقت سيكون هناك سيناريو هوليودي يُطبخ سرا لإعداد "الناجي المُعين" لتسلم الحكم حال تعرض الحفل لكارثة أو هجوم، فما أبرز 5 أشياء يجب معرفتها عن يوم تنصيب ترامب؟
اعرف أكثر
يتضمن حفل تنصيب الرئيس الأميركي كل 4 سنوات، مراسم خاصة لا تتغير، أبرزها قيام الرئيس المنتخب بأداء القسم، الذي يتحول بعده مباشرة إلى الرئيس الجديد للولايات المتحدة، وفقا للبروتوكول.
ورغم فوز الرئيس بالانتخابات قبل حفل التنصيب، لا يصبح رئيسا رسميا للبلاد إلا عندما ينطق القسم نصا، ومن بعده يقوم نائبه بأداء القسم قبل أن يحصل على منصب نائب الرئيس لمدة 4 سنوات، وفقا لما نشرته "بي بي سي".
وسيؤدي ترامب يوم الإثنين المقبل، نص القسم كالتالي: "أقسم أنني سأقوم بأداء مهام منصب رئيس الولايات المتحدة بأمنة، وسأبذل قصارى جهدي للحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه".
وقبل أداء القسم سيبدأ حفل التنصيب بعروض موسيقية وكلمات افتتاحية على المسرح الرئيسي للحدث، الواقع في الحديقة الغربية لمبنى الكابيتول الأميركي، في تمام الساعة 9:30 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة 2:30 مساء بتوقيت غرينتش.
تصاحب الأحداث الكبرى في الولايات المتحدة دائما "سيناريوهات هوليودية" خاصة عندما تتجمع الحكومة وأعضاء مجلس النواب، وكل قيادات البلاد في مكان واحد، الأمر الذي دفع الإدارة الأميركية للتفكير في سؤال "ماذا لو تعرض التجمع للهجوم؟".
وتخطط أميركا دائما للسيناريو الأسوأ، وتعين شخصا من الحكومة تسميه "الناجي المُعيّن" لا يحضر الخطاب الاتحادي، أو حفل تنصيب الرئيس الجديد، وترافقه قوة عسكرية في مكان خارج العاصمة.
لكن لا يُعرف بالضبط متى بدأ هذا التقليد، وفقا لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية، لكنها أشارت إلى أنه يعتقد أنه بدأ في فترة الحرب الباردة، ثم أعلن عن أول ناجي معين عام 1981، وقد يُعلن بعد حفل تنصيب ترامب عن الشخص الذي لعب دور الحاكم الاحتياطي، أو "الناجي المُعيّن".
قبل آخر حفل تنصيب في الولايات المتحدة الأميركية، في يناير 2021، طُبق أحد أشهر البروتوكولات، بتفعيل "الكود النووي المشفر" الخاص بالرئيس المقبل وقتها جو بايدن، وأبطلت الشفرات النووية الخاصة بالرئيس المنتهية ولايته آنذاك دونالد ترامب.
وتزامنا مع حفل التنصيب الجديد، سيحدث العكس، إذ سيحصل ترامب مرة أخرى على الشفرة النووية، التي تمكنه من استخدام السلاح النووي الأميركي بقرار لا يمكن لأي شخص في البلاد اتخاذه سواه، وستبطل أكواد بايدن.
ويحصل الرئيس الجديد حقيبة تعرف باسم "الكرة النووية" تحتوي على أجهزة رقمية بقياس 3 بوصة، يطلق عليها "البسكويت"، وتحتوي على كود إطلاق الضربات النووية التي يمكن أن تؤدي إلى وفاة ملايين البشر بضغة زر واحدة.
وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركية السابقة، نانسي بيلوسي، قد حذرت من حصول ترامب على الشفرة النووية، في نوفمبر الماضي عقب فوزه بالانتخابات، ودعت إلى تقييد وصوله إلى استخدام السلاح النووي، أو شن هجوما عسكريا، مؤكدة أن الوضع معه "سيكون خطيرا".
تحتفل الولايات المتحدة في يوم الإثنين الثالث من يناير كل عام بيوم الزعيم الأميركي مارتن لوثر كينغ، وهو التقليد الذي بدأ للمرة الأولى في عام 1986، ولم يُحتفل به في جميع الولايات بشكل موحد حتى عام 2000، وفقا لموقع "أكسيوس".
ويتزامن الإثنين الثالث في شهر يناير هذا العام، مع حفل تنصيب ترامب، الأمر الذي خلق تعارضا بين الحدثين الكبيرين، في مشهد يحدث لثالث مرة في تاريخ الولايات المتحدة، إذ حدث للمرة الأولى عام 1997 مع تنصيب بيل كلينتون، وعام 2013 مع باراك أوباما.
وبسبب الاحتفال بيوم مارتن لوثر كينغ، أعلنت المتاجر والمطاعم أنها ستعمل بصورة طبيعية في هذا اليوم، على الرغم من اعتياد غلقها خلال الأحداث الفيدرالية الضخمة مثل يوم التنصيب.
بعد وفاة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر يوم 29 ديسمبر الماضي، وإعلان تنكيس الأعلام في الولايات المتحدة لمدة 30 يوما، ظهرت أزمة جديدة تتعلق بيوم التنصيب، إذ أبدى ترامب اعتراضه على تنكيس الأعلام في يوم توليه الرئاسة، ورفض بايدن منحه استثناء.
وقال ترامب عبر منصة "تروث سوشيال" التي يمتلكها: "الديمقراطيون سعداء للغاية باحتمال تنكيس علمنا الأميركي الرائع خلال التنصيب، لكن لا أحد يريد ذلك، ولا يوجد أي أميركي سيسعد بهذا، لنرى كيف ستسير الأمور".
وتحدى حكام بعض الولايات من الجمهوريين قرارات بايدن، وأعلنوا رفع الأعلام خلال تنصيب ترامب، ومن بينها ولايات آيوا وتكساس وفلوريدا، كما أعلن رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون رفع الأعلام بالكامل في الكابيتول، وفقا لموقع "يو إس إيه توداي".