صراعات‎

طريق "خاص بالفلسطينيين".. خطة فصل عنصري جديدة في الضفة؟

نشر
blinx
 & 
تزايدت مخاوف سكان الخان الأحمر الواقعة في تلال قاحلة في الضفة الغربية المحتلة، من أن تضم إسرائيل قريتهم قريبا، خصوصا بعدما أقرت سلطات إسرائيل أخيرا إقامة طريق خاص بالفلسطينيين.

عملية مسح أراض "لضمّ" الضفة الغربية

بالمقابل، ندّدت منظمة حقوقية إسرائيلية الإثنين بقرار إسرائيل إطلاق برنامج ضخم لمسح الأراضي في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، محذّرة من إمكانية أن يستخدم لضمّ أراض فلسطينية.
وقرّرت الحكومة الأمنية الإسرائيلية الأحد إطلاق عملية تسجيل الأراضي في المنطقة (ج) الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة في الضفة الغربية، والتي تغطي أكثر من 60% من مساحة الضفة.
وعلى سبيل المثال، فإنّ بعض سكّان الضفة لديهم سندات ملكية تعود لما قبل الاحتلال الإسرائيلي ولا يتم تسجيلها دائما لدى السلطات الإسرائيلية.
وعلى سبيل المثال، فإنّ بعض سكّان الضفة لديهم سندات ملكية تعود لما قبل الاحتلال الإسرائيلي ولا يتم تسجيلها دائما لدى السلطات الإسرائيلية.

طريق جديد مخصص للمركبات الفلسطينية

ووافقت إسرائيل في مارس على بناء طريق جديد مخصص للمركبات الفلسطينية، لتجنب المرور في هذا الجزء المركزي من الضفة الغربية، والذي يعد من أكثر محاور المرور المتنازع عليها في المنطقة.
ويرى الفلسطينيون أن الطريق الذي يستخدمونه حاليا، أساسي لضمان التواصل مع القدس الشرقية التي يريدونها عاصمة لدولتهم المستقبلية.
وتتضمن المنطقة حيث يقع الطريق القائم حاليا، مساحات من الأراضي غير المطورة التي كانت إسرائيل تطمح للبناء فيها لتشكل جزءا من حزام أمني من المستوطنات حول القدس.

تطهير المنطقة هدف إسرائيل

يقول عيد الجهالين من قرية الخان الأحمر البدوية، إن هدف إسرائيل يتمثل في "تطهير المنطقة" من الفلسطينيين.
والقرية المؤلفة من أكواخ وخيام، محاطة بالمستوطنات، وتقع على بعد نحو 10 كيلومترات إلى الشرق من البلدة القديمة في القدس الشرقية.
ويخشى الجهالين من أن يكون تحويل حركة مرور الفلسطينيين بعيدا عن المنطقة، ما هو إلا تمهيد إسرائيلي لتوسيع السيادة على التلال.
ويضيف "إذا أقاموا الطريق هناك، هذا يعني أنهم ضمّوا المنطقة"، موضحا "سيكون الوضع صعبا جدا. سيكون التواصل مع العالم الخارجي، الفلسطينيين، الخدمات، مستشفى، جامعة، أغراض... كل ذلك سينقطع".
ويتابع "ستكون تحت أمرة الجندي الإسرائيلي... اذا أردت أن تحضر ملابس أو أكلا الى منزلك، يفتح لك الطريق لتحضر الطعام. اذا لم يرد ذلك، تبقى بلا طعام وتموت".
وشهدت خان الأحمر عام 2018 مواجهات بين الشرطة الاسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين حاولوا منع إخلاء القرية خشية هدمها، بعدما طوّقها جنود. وقالت حينها منظمة "بتسيلم" الاسرائيلية المناهضة للاحتلال، إن الجيش سلم سكان القرية أمرا بطردهم، يعلن فيه السيطرة على الطرق المؤدية الى خان الأحمر، وعدد سكانها 173 شخصا.

استكمال بناء الجدار

تعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي. وهناك الكثير من التجمعات الاستيطانية غير المرخصة أو العشوائية، لكن أعدادها في ازدياد منذ تولي اليميني بنيامين نتنياهو الحكومة الإسرائيلية أواخر العام 2022 وقيادته لائتلاف متطرف مؤيد للاستيطان.
ويقول الجهالين إن المستوطنين باتوا "يحيطون بنا من كل جانب"، وذلك عقب إقامة نقطة استيطانية على بعد حوالي 100 متر بعيدا عن القرية.
وتفرض إسرائيل قيودا مشددة على حركة ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، يتوجب عليهم الحصول على تصاريح خاصة تخولهم عبور الحواجز العسكرية نحو القدس الشرقية أو الى داخل إسرائيل.
والممر البديل يعني أن المركبات الفلسطينية التي تتحرك شمالا وجنوبا عبر الضفة الغربية، يمكنها أن تنتقل مباشرة بين المدن الفلسطينية بدلاً من المرور عبر مستوطنة معاليه أدوميم.
وستتمكن إسرائيل بهذه الخطوة من تطوير المستوطنات الواقعة بين معاليه أدوميم والقدس في المنطقة بالغة الأهمية تعرف باسم "إي وان" (E1).
ولطالما كانت إسرائيل تطمح بالبناء على مساحة تناهز 12 كيلو مترا مربعا من هذه المنطقة، لكنها واجهت تحذيرات من المجتمع الدولي الذي يعتبر أن ذلك سيكون ضربة قاصمة لإقامة دولة فلسطينية.

مبررات إسرائيلية

قال رئيس مجلس مستوطنة معاليه ادوميم غيا يفراح إن الطريق الفلسطيني سيقلل من الازدحام على الطريق السريع الحالي بين المستوطنة والقدس، و"سيسمح باستمرارية حضرية طبيعية" بينهما.
ووفقا ليفراح، هناك خطط لبناء أربعة آلاف وحدة سكنية ومدارس وعيادات صحية ونادٍ ترفيهي في منطقة E1، لافتا إلى عدم الحصول على موافقة بعد.
وتقع قرية الخان الأحمر ومنطقة E1 ومعاليه أدوميم ضمن جزء من مخطط جدار الفصل الإسرائيلي، لكن تم تجميد البناء فيه لسنوات.
وتؤكد إسرائيل أن هدفها من إقامة الجدار منع هجمات الفلسطينيين، بينما يعتبره هؤلاء "عنصريا" ويعمّق الفصل ويحدّ بشكل كبير من حرية حركتهم.

"نظام أشبه بالمخيمات"

بالنسبة لمنظمة "عير عميم" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان، فإن الطريق الجديد قد يفسح المجال أمام إسرائيل لاستكمال بناء الجدار الفاصل.
ويقول آفي تاتارسكي من المنظمة "يريدون جعل الضم أمرا واقعا، ما يعني الاستحواذ على المساحة حول معاليه أدوميم وجعلها جزءا لا يتجزأ من القدس ومن إسرائيل".
وبشقها الطريق البديل، يمكن لإسرائيل أن تحاجج بأن توسيع المستوطنات في المنطقة لا يؤثر على تواصل الأراضي الفلسطينية، بحسب تاتارسكي.
ويرى محمد مطر من لجنة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية أن الطريق الجديد "لا علاقة له بالفلسطينيين، لا بتسهيل تنقّلهم ولا تسهيل حياتهم".
ويشير إلى أن الطريق الالتفافي سيمر عبر الجهة الشمالية لبلدة العيزرية، وأنه "سيحولها فعليا من مدينة تتربع على بوابة القدس الشرقية، الى نظام أشبه بالمخيمات".
ويخشى مطر أن يؤدي ذلك إلى المزيد من العزل للفلسطينيين.
ويقول إن رؤية إسرائيل تتمثل بأنهم "يريدون بأن يمشي الإسرائيليون فوق، والفلسطينيون يمشون في الأودية أو الأنفاق".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة