صراعات‎

هل تدفع غزة المستنزفة ثمن خلاف ترامب-نتنياهو؟

نشر
AP
 & 
في ظل فتور العلاقات بين دونالد ترامب، وبنيامين نتنياهو بشأن إطالة زمن الحرب في غزة، والذي بدا واضحا للعلن خلال جولة الرئيس الجمهوري للشرق الأوسط دون أي يتوقف في تل أبيب، يبدو أن إسرائيل تسعى لترك نافذة للحوار من ناحية، ولكن من ناحية أخرى يصعد جيشها على الأرض من خلال قصف مكثف أثار تساؤلا بشأن بداية الخطة التي وعد بها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأمهلها إلى ما بعد انتهاء زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط.
وكان مكتب نتنياهو قد أعلن في بيان يوم الإثنين الماضي إن إسرائيل ستواصل خطة لتصعيد هجومها في غزة، ولكنها لن تبدأ تنفيذ تلك الخطة إلا بعد زيارة ترامب إلى الشرق الأوسط، وذلك لإتاحة الفرصة لإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار جديد.
وتهدف خطة إسرائيل إلى السيطرة على القطاع والاحتفاظ بالأراضي والقضاء على حماس والإفراج عن الرهائن.
ترامب نفسه كان تجاهل أي تلميح إلى أي قطيعة مع إسرائيل، وقال للصحفيين المرافقين له في جولته الخليجية قبل الوصول إلى السعودية، إن زيارته ستعود بالنفع في نهاية المطاف على بلد يعتبره حتى الآن من أشد مؤيديه، بعد أن تفاجأت إسرائيل بالمباحثات المباشرة بين واشنطن وحماس والتي أدت إلى الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، الإثنين الماضي.
وتحت عنوان "الفرصة الأخيرة"، ركز موقع "أوول إسرائيل نيوز"، على زيادة الضغط من قبل واشنطن من أجل التوصل إلى إتفاق بشأن الرهائن قبل بدء الهجوم الإسرائيلي الواسع على غزة، "والذي قد يحدث بمجرد انتهاء زيارة ترامب إلى الخليج".

اعرف أكثر

عداد القتلى لا يتوقف

وأعلن الدفاع المدني الجمعة مقتل 50 شخصا على الأقل جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة منذ منتصف الليل.
وكشف يوسف السلطان (40 عاما) الذي يقطن منطقة السلاطين في غرب بيت لاهيا لفرانس برس "نجوت أنا وعائلتي قبل قليل بأعجوبة"، مضيفا "الجيش الإسرائيلي قصف المنزل الذي بجانب منزلي على رؤوس ساكنيه".
وتحدث عن "حركة نزوح كبيرة جدا بين صفوف المواطنين. الخوف والهلع في منتصف الليل لا يفارقانا".

موقف المتفرج

ووقف المسؤولون الإسرائيليون موقف المتفرج بينما كانت الولايات المتحدة تتفاوض للتوصل إلى اتفاق مع حماس لإعادة عيدان ألكسندر، آخر الرهائن الأميركيين في غزة، إلى الوطن.
ووجد الإسرائيليون أنفسهم منذ وصول ترامب إلى دول المنطقة، يستمعون إليه هو يعلن إنهاء العقوبات على سوريا ويدعو إلى تطبيع العلاقات مع الحكومة الجديدة في دمشق، بحسب رويترز.
وقال جوناثان بانيكوف، وهو نائب سابق لمسؤول شؤون الشرق الأوسط في المخابرات الأميركية، إن أحداث الأسبوعين الماضيين تشير إلى وجود "تباين واضح في الأولويات" وإن المعاملة الخاصة التي كانت تتمتع بها إسرائيل عادة من الإدارات الأميركية ربما لم تعد قائمة.

عطلة نهاية أسبوع ضاغطة "على نتنياهو"

بينما لم يتم تحقيق أي اختراقات وسط العديد من الاجتماعات والمحادثات رفيعة المستوى، نقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن مسؤولين إسرائيليين وعرب قولهم إن الضغوط الأميركية ستزداد حدة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
إلا أن الرئيس الأميركي، وخلال زيارته لقطر، أطلق تصريحا يكتنفه الغموض بشأن مستقبل غزة، وأعرب عن رغبته مجددا في "أخذ غزة وجعلها منطقة حرية".
وتحت ضغط مكثف من قبل الوسطاء لإحياء فرص التفاوض والابتعاد عن تصعيد عسكري من شأنه زيادة تأزم الموقف المعقد أساسا في المنطقة، تصر إسرائيل على عدم مناقشة أي مقترح لا يتماشى مع رؤيتها، مشددة على أن الوفد المفاوض الموجود في العاصمة القطرية، لن ينخرط في أي مفاوضات خارج إطار المقترح القديم الذي طرحة ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط.

إسرائيل بدأت في التراجع؟

وفي ظل فتور في العلاقات بين ترامب ونتنياهو، جاء إعلان هيئة البث الإسرائيلية عن أن تل أبيب تدرس تقليص نطاق المرحلة الأولى من خطة توسيع العمليات في غزة، من أجل منح فرصة إضافية لمحادثات التفاوض كجزء من هذا التوجه، موضحة أنه سيتم تقليص حجم القوات التي ستعمل داخل القطاع، وكذلك تقليص مهامها مقارنة بما كان مخططا له مسبقا.
وتزامن ذلك مع لقاء جمع زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لابيد بنتنياهو، جدد خلاله لابيد تعهده بمنح رئيس الحكومة "شبكة أمان سياسية" كاملة من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، تضمن إعادة باقي الرهائن.
وكتب لابيد عبر منصة إكس: "يمكن التوصل إلى صفقة تبادل أسرى، نحن على بعد قرار واحد فقط للكابينت - المجلس الوزاري الأمني المصغر- لإتمام الصفقة".

تهديد من المتشددين في حكومة نتنياهو

ويهدد وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش والأمن القومي إيتمار بن غفير بالانسحاب من الائتلاف الحكومي وإسقاط حكومة نتنياهو حال التوصل إلى اتفاق مع حماس، وعدم إعادة احتلال قطاع غزة وفرض حكومة عسكرية فيه.
ويرى مراقبون أن مماطلة إسرائيل تشي بأنها أميل لتوسيع عملياتها العسكرية، وأن ما ينشر عن تأخير العملية الشاملة أو تقليصها ما هو إلا مجرد ذرا للرماد في العيون، وهو تحليل خلصت إليه حركة حماس التي اتهمت نتنياهو بالسعي إلى الاستمرار في حرب بلا نهاية، دون الاكتراث بمصير باقي الرهائن، لتحقيق أهداف شخصية تتمثل في الحفاظ على تماسك حكومته اليمينية المتطرفة.

حماس منفتحة على التخلي عن حكم غزة؟

وفي تصريحات لشبكة سكاي نيوز البريطانية، كشف باسم نعيم عضو المكتب السياسي رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في غزة ، انخراط الحركة في محادثات "مباشرة" مع الولايات المتحدة، وأنها تعتقد أن الرئيس الأميركي ترامب قادر على التوسط في اتفاق.
وقال إن الحركة عرضت مقترحا عبر وسطاء ومباشرة مع بعض الشخصيات في الإدارة الأميركية، يدعو إلى "تبادل أسرى، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية، والسماح بدخول جميع المساعدات إلى غزة، وإعادة إعمار القطاع من دون هجرة قسرية"، وذلك بعد وقف الحرب.
وتطرق نعيم إلى انفتاح حماس على التخلي عن حكم غزة، قائلا: "أبلغنا الأميركيين أيضا أننا مستعدون مجددا لتسليم الحكم فورا إذا وصلنا إلى نهاية لهذه الحرب".
وأضاف أن حماس "قبلت مقترح السلام المصري، الذي يتحدث عن تشكيل هيئة فلسطينية مستقلة وغير تابعة سياسيا لإدارة قطاع غزة".
وجاء موقف حماس في وقت تتزايد فيه الضغوط على نتنياهو، لا سيما في ظل الانتقادات الدولية المتزايدة للحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع ومنعها إدخال أي مساعدات منذ حوالي شهرين، وتفاقم الأوضاع الإنسانية لمئات الآلاف من سكان القطاع، وسط تحذيرات من حدوث مجاعة وشيكة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة