ترامب "غير المتوقع".. 4 مواقف فاجأت الحلفاء والخصوم
في الأيام المئة الأولى من الولاية الثانية للرئيس الجمهوري للولايات المتحدة، وما تبعها حتى جولته للشرق الأوسط هذا الأسبوع، قلب دونالد ترامب السياسة الخارجية الأميركية رأسا على عقب، مسببا حالة متناقضة من الصدمة والترحيب تفاوتت درجاتها بين الخصوم والحلفاء على حد سواء.
ترامب صدم العالم في الـ4 من فبراير، عندما قال خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض، إن غزة يمكن أن تصبح "ريفييرا الشرق الأوسط"، ليعود ويتراجع عن هذا التصريح.
وقبيل جولته للشرق الأوسط، وفي بداية مايو، فاجأ الرئيس الأميركي المؤسسة الأميركية العسكرية وحليفته إسرائيل، بإعلانه عن اتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين.
وبرز "تأثير" ترامب مجددا في ملف الإفراج عن الرهينة الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر بعد مباحثات مباشرة مع حركة حماس، متخطيا إسرائيل ومستبعدا إياها من جولته للسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة.
كذلك فاجأ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كثيرين في المنطقة، عندما أعلن في السعودية الثلاثاء، أنه سيرفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا.
تلك القرارات غير مسبوقة للرئيس الجمهوري البالغ 78 عاما والذي يقدم نفسه على أنه "صانع سلام".. فهل ستقوّض التحالفات الأميركية التقليدية التي عرفناها؟
غزة "ريفييرا الشرق الأوسط"
أذهلت دعوة ترامب لإخلاء غزة من شعبها خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده في البيت الأبيض في السادس من فبراير مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي ابتسم عدة مرات بينما كان الرئيس الأميركي يشرح بالتفصيل خطته لبناء مستوطنات جديدة للفلسطينيين خارج قطاع غزة، وأن تتولى الولايات المتحدة "الملكية" في إعادة تطوير القطاع الذي مزقته الحرب وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
ووسط إدانة واسعة عربيا ودوليا لمقترح ترامب، أعلن البيت الأبيض أن ترامب كان يقصد بتصريحه نقل الفلسطينيين مؤقتا من غزة للسماح بإعادة الإعمار.
ورغم أن بعض الخبراء اعتبر أن اقتراح ترامب قد يكون تكتيكا للتفاوض، إلا أن الفلسطينيين في جميع أنحاء القطاع رأوا فيه محاولة لمحوهم تماما من وطنهم، واستمرارا لطرد وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين من منازلهم.
هدنة مع الحوثي تستثني إسرائيل
بحلول يوم الثلاثاء الـ6 من مايو، أعلن ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار مع جماعة الحوثي في اليمن، قبل توجهه إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع. وقال ترامب للصحفيين "قالوا من فضلكم توقفوا عن قصفنا مجددا ولن نهاجم سفنكم".
ووفقا لأربعة مسؤولين أميركيين، فإنه قبل أيام من اتفاق وقف إطلاق النار المفاجئ بين الولايات المتحدة والحوثيين، بدأت المخابرات الأميركية في رصد مؤشرات على أن الجماعة اليمنية تبحث عن مخرج بعد القصف الأميركي الذي استمر لسبعة أسابيع.
وأفاد مصدران بأن إيران لعبت دورا مهما في تشجيع الحوثيين المتحالفين معها على التفاوض، وذلك في الوقت الذي تمضي فيه طهران في محادثاتها الخاصة مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي الرامية إلى إنهاء العقوبات الأميركية، والحيلولة دون تنفيذ ضربة عسكرية من الولايات المتحدة أو إسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع إن نهج ترامب غير التقليدي، كان من شأنه تجاوز إسرائيل الحليف الوثيق للولايات المتحدة التي لا يشملها الاتفاق ولم يتم حتى إبلاغها مسبقا.
مباحثات في الدوحة بين واشنطن وحماس
أفرجت حماس الإثنين، عن عيدان ألكسندر الذي كان محتجزا في قطاع غزة عشية جولة ترامب للشرق الأوسط. وألكسندر البالغ 21 عاما، بقي محتجزا لأكثر من 19 شهرا، وهو آخر الرهائن الأحياء ممن يحملون الجنسية الأميركية.
وقالت الحركة الثلاثاء في بيان إن الإفراج عنه جاء نتيجة "اتصالات جادة" مع واشنطن وليس الضغوط العسكرية الإسرائيلية، خلافا لما قاله رئيس وزراء إسرائيل.
وقال مسؤول في حماس لفرانس برس إن المحادثات بين قيادة حماس والولايات المتحدة "تهدف للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة"، مضيفا أن المحادثات "تركزت على تأمين هدنة تستمر لسبعين يوما، وقابلة للتمديد لتسعين يوما".
وتعد هذه الخطوة مكسباً دبلوماسياً واضحاً لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكنها أثارت ردود فعل متباينة في إسرائيل، بحسب وول ستريت جورنال.
وتحتجز حماس وفصائل أخرى 58 إسرائيليا في قطاع غزة، بينهم 34 رهينة يقول الجيش الإسرائيلي إنهم أموات.
عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السعودية يوم الثلاثاء أنه سيرفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، فاجأ القرار كثيرين في المنطقة.
إلا أن القرار الذي من شأنه أن ينهض ببلد دمرته حرب استمرت 13 عاما فاجأ أيضا البعض في إدارة ترامب نفسه.
وقال 4 مسؤولين أميركيين مطلعين إن كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة هرعوا في محاولة لاستيعاب كيفية إلغاء العقوبات، وبعضها مفروض منذ عقود.
وأوضح مسؤول أميركي كبير لرويترز أن البيت الأبيض لم يصدر أي مذكرة أو توجيه لمسؤولي العقوبات في وزارة الخارجية أو وزارة الخزانة للتحضير لإلغاء العقوبات، ولم ينبههم إلى أن هناك إعلانا وشيكا من الرئيس بهذا الشأن.
وبدا الإلغاء المفاجئ للعقوبات مماثلا لما يفعله ترامب دوما، قرار مفاجئ وإعلان دراماتيكي وصدمة ليس فقط للحلفاء، ولكن أيضا لبعض المسؤولين الذين ينفذون السياسة التي يتم تغييرها.
وبعد الإعلان، كان المسؤولون في حيرة من أمرهم حول الكيفية التي ستلغي بها الإدارة الأميركية حزما ومستويات من العقوبات، وأي منها سيتم تخفيفها ومتى يريد البيت الأبيض بدء العملية.
وذكر المسؤول الكبير أنه وحتى الوقت الذي التقى فيه ترامب بالرئيس السوري أحمد الشرع في السعودية يوم الأربعاء، كان المسؤولون في الخارجية والخزانة لا يزالون غير متأكدين من كيفية المضي قدما.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين "يحاول الجميع استكشاف كيفية تنفيذ ذلك"، في إشارة لإعلان ترامب.