"طيور غزة" تغني.. صوت الموسيقى يقاوم أزيز المسيرات الإسرائيلية
وسط أصوات القنابل، وأزيز المسيرات الذي لا ينقطع عن سماء قطاع غزة، يخرج صوت أوتار الغيتار تتلاعب به أصابع معلم الموسيقى أحمد أبو عمشة الذي اتخذ وعائلته خيمة في ساحة الجندي المجهول، التي كانت نابضة بالحياة في مدينة غزة، منزلا لهم.
خلال الحرب التي دخلت غزة في أتونها منذ قرابة عامين نزحت عائلة أبو عمشة 12 مرة، اضطر خلالها لحمل غيتاره وآلاته الموسيقية الأخرى في كل مرة اضطر فيها للفرار.
لم تسكت القنابل صوت الموسيقى، فأسس أحمد فرقة موسيقية تدعى (طيور غزة تغني) لتضم أطفالا نازحين موهوبين موسيقيا.. فكيف يحاول أبو عمشة نشر البهجة وسط هذه الأوضاع؟
نشر الموسيقى رغم سوء الوضع
بين الخيام يبحث المعلم أبو عمشة عن الأطفال الموهوبين ممن يجيدون الغناء والعزف على الجيتار، وانضم لمشروعه خمسة زملاء آخرين يعلمون العزف على الآلات الموسيقية، في محاولة لنشر البهجة وحب الموسيقى رغم الحرب ليؤسس(طيور غزة تغني)، بحسب ما يحكي لأسوشيتد برس.
يعزف ابن أحمد، معين أبو عمشة، على الناي، ويحكي للوكالة "نزحت أكثر من ١١ مرة، وكلما أنزح أحمله معي فهو ينسيني الحرب وكل شئ، وحينما نعزف قد لا نجد مكانا أو وقتا مناسبة، ونحاول أن نجد مكانا مناسبا لنعزف فصوت الموسيقى يريح النفس".
يارا تتخلص من خوفها بالموسيقى
على آلة الكمان تعزف يارا أبو عمشة التي اضطرت إلى النزوح 12 مرة كان الخوف هو ما يعتريها خلالها، ولا شيء ينهيه سوى آلة الكمان التي تعزف عليها.
وتقول يارا "نزحنا من بيت حانون لجباليا للنصر لمدينة للجنوب، خلصت الحرب ورجعنا بيت حانون لكن عادت، كلما شعرت بالخوف عزفت الموسيقى".
قالت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة الجمعة إن 4058 شخصا على الأقل قتلوا منذ أن استأنفت إسرائيل العمليات العسكرية الكثيفة في 18 مارس، مما يرفع إجمالي عدد القتلى في الحرب إلى 54321 شخصا معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال. وهي بيانات تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
ومنذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، قتل أكثر من 54300 فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في قطاع غزة.
يقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن إسرائيل تمنع دخول جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، باستثناء القليل منها، حيث لا يدخل أي طعام جاهز للأكل تقريبا إلى ما وصفه المتحدث باسم المكتب بأنه "أكثر بقاع الأرض جوعا".
ويشير المتحدث باسم المكتب ينس لايركه إلى أن 600 شاحنة مساعدات فقط من أصل 900 صُرّح لها بالوصول إلى حدود إسرائيل مع غزة، ومن هناك، جعلت مجموعة من العوائق البيروقراطية والأمنية من شبه المستحيل إدخال المساعدات بأمان إلى القطاع.
وأضاف في مؤتمر صحفي دوري اليوم الجمعة "ما تمكنا من إدخاله هو الدقيق (الطحين). هذا ليس جاهزا للأكل، أليس كذلك؟ يجب طهيه... 100% من سكان غزة معرضون لخطر المجاعة".
وذكر توماسو ديلا لونجا المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر أن نصف مرافقها الطبية في غزة توقفت عن العمل بسبب نقص الوقود أو المعدات الطبية.