يقول سلامة "يجب أن تنحني وتظل على الأرض"، مشيرا إلى إصابة أشخاص في الرأس والصدر والساقين، مضيفا: "رأيت جثثا قريبة، منها جثة امرأة، إلى جانب الكثير من المصابين".
يشير آخر من الساعين للحصول على المساعدات تحدثت معه رويترز، والذي سار أيضا إلى رفح في صباح الثالث من يونيو، إلى حدوث إطلاق نار متكرر خلال الرحلة.
وفي إحدى المرات، اضطر هو وكل من حوله الزحف على الأرض لمئات الأمتار خوفا من التعرض لإطلاق نار. وقال إنه رأى جثة بها إصابة في الرأس على بعد نحو 100 متر من موقع توزيع المساعدات.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إن مستشفى ميدانيا تابعا لها في رفح استقبل تدفقا كبيرا من المصابين الذين بلغ عددهم 184 في الثالث من يونيو، غالبيتهم أصيبوا بأعيرة نارية، ووصفت ذلك بأنه أكبر عدد من المصابين بأسلحة نارية يستقبله المستشفى في واقعة واحدة. وبلغ عدد الوفيات 27.
وأضاف البيان "قال جميع المصابين إنهم كانوا يحاولون الوصول إلى موقع توزيع المساعدات".
وعندما وصل سلامة أخيرا إلى نقطة توزيع المساعدات في الثالث من يونيو، لم يجد شيئا متبقيا، قائلا إن الجميع كانوا يسحبون صناديق الكرتون الفارغة من الأرض وللأسف لم يجد شيئا يذكر.
وعلى الرغم من نفاد المساعدات، لم يتوقف توافد الناس الساعين للحصول على أي غذاء، قائلا إن تدفق الناس كان يدفعه إلى الأمام وهو يحاول العودة أدراجه.
وأضاف أنه بينما كان مدفوعا نحو مكان تواجد حراس المؤسسة، رآهم يستخدمون رذاذ الفلفل على الحشد.
وقالت المؤسسة إنها لا تعلم شيئا عن واقعة استخدام رذاذ الفلفل، لكنها أوضحت أن موظفيها يستخدمون وسائل غير مميتة لحماية المدنيين.
يشرح سلامة إنه بدأ يصرخ بأعلى صوته من أجل إفساح مجال له للمغادرة، مشيرا إلى أنه لا يريد سوى مغادرة المكان. وأضاف أنه غادر خالي الوفاض مكتئبا وحزينا وغاضبا وجائعا أيضا.