صراعات‎

"قتلى مساعدات غزة".. تحقيق إسرائيلي ومراجعة أميركية وإدانة أممية

نشر
blinx
 & 
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مساء الثلاثاء مقتل 27 شخصا إثر إطلاق نار فجرا قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب غزة، الأمر الذي سبق أن أعلنه الدفاع المدني في القطاع المحاصر والمدمر، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق عيارات تحذيرية باتجاه "مشتبه بهم".
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "دان" اطلاق النار معتبرا أنه "من غير المقبول أن يخسر مدنيون حياتهم لمجرد أنهم يسعون الى الحصول على غذاء"، مكررا الدعوة الى إجراء تحقيق مستقل في ما جرى.
من جهته أعلن البيت الأبيض أنه "ينظر في مدى صحة" معلومات تحدثت عن إطلاق نيران وسقوط قتلى قرب مركز لتوزيع المساعدات في جنوب قطاع غزة، ولفتت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولين ليفيت إلى أنه "بخلاف ما ذكرته بعض وسائل الإعلام، نحن لا نثق تماما بما تقوله حماس".
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء إن "الهجمات القاتلة على مدنيين يائسين يحاولون الحصول على كميات زهيدة من المساعدات الغذائية في غزة غير مقبولة. الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقا جسيما للقانون الدولي وجريمة حرب".

بالدبابات والمسيرات

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان إنه "في وقت مبكر هذا الصباح، استقبل مستشفى الصليب الأحمر الميداني في رفح (جنوب) والذي تبلغ قدرته 60 سريرا، دفقا من 184 مصابا، أعلنت وفاة 19 منهم لدى وصولهم، وقضى ثمانية آخرون متأثرين بجروحهم بعيد ذلك. معظم الجرحى كانوا مصابين بالرصاص".
وقال محمود بصل المتحدث باسم الدفاع المدني في وقت سابق إن "قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار من الدبابات والطائرات المسيرة على آلاف المواطنين الذين تجمعوا منذ فجر اليوم قرب دوار العلم ... كانوا في طريقهم إلى مركز المساعدات الأميركي في رفح للحصول على مساعدات غذائية".

إسرائيل: سنكشف الحقيقة

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في حادثة وقعت الثلاثاء، وقال إن قواته أطلقت خلالها "عيارات نارية تحذيرية" باتجاه سكان في غزة قرب مركز لتوزيع المساعدات.
وقال المتحدث باسم الجيش إيفي ديفرين في بيان متلفز "في وقت سابق اليوم، أطلقت القوات (الإسرائيلية) عيارات نارية تحذيرية على بعد حوالى نصف كيلومتر من منطقة توزيع المساعدات، باتجاه مشتبه بهم كانوا يقتربون في شكل عرض سلامة الجنود للخطر. يجري التحقيق في الحادثة، وسنكشف الحقيقة".
تواجه إسرائيل ضغوطا دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة الذي تحوّل إلى أكوام من الركام، فيما تقول الأمم المتحدة إن كل سكان القطاع المحاصر معرّضون للمجاعة، وإن المساعدات التي سُمح بدخولها منذ أيام بعد حصار خانق استمرّ أكثر من شهرين، ليست سوى "قطرة في محيط".
في مستشفى ناصر، كان زوج وأولاد ريم الأخرس التي قُتلت في دوار العلم، في حالة حزن شديد.
وقال ابنها زين بينما كان يبكي فوق جثّتها التي لُفّت بغطاء أبيض، "كيف أتركك يا أمي؟". وأضاف "ذهبت تحضر لنا بعض الطعام وهذا ما حصل لها".
يقع دوار العلم على بُعد نحو كيلومتر واحد من مركز توزيع أقامته "مؤسسة غزة الإنسانية" بالتعاون مع إسرائيل.
وتدير المؤسسة شركة أمنية خاصة أميركية ورفضت الأمم المتحدة وهيئات إغاثة أخرى التعاون معها قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية وأن الهدف منها تنفيذ أهداف إسرائيل العسكرية في غزة.
بدأت مؤسسة غزة الإنسانية عملياتها قبل أكثر من أسبوع، بعد رفع جزئي للحصار المطبق الذي تفرضه إسرائيل منذ أكثر من شهرين والذي حرم سكان غزة من أي مساعدات إنسانية. وترفض الأمم المتحدة العمل مع هذه المنظمة بسبب المخاوف المتعلقة بإجراءات المؤسسة وحيادها.
ومساء أعلنت المؤسسة تعيين القس جوني مور وهو أميركي إنجيلي رئيسا لها.

إطلاق نار على الحشود

قالت رانيا الأسطل، وهي نازحة في الثلاثين من عمرها في منطقة المواصي، لوكالة فرانس برس إنها خرجت مع زوجها لمحاولة الحصول على طعام من المركز تاركة أطفالها مع والدتها في خيمتهم.
وأضافت "بدأ إطلاق النار بشكل متقطع نحو الخامسة فجرا. كلما اقترب الناس من دوار العلم، كانوا يُستهدفون بإطلاق النار، لكن الناس لم يبالوا واندفعوا جميعا في الوقت نفسه. حينها بدأت القوات بإطلاق النار الكثيف".
وقال محمد الشاعر، وهو أحد سكان المنطقة (44 عاما) وكان بين الحشود، إن المواطنين بدأوا بالتحرك نحو مركز المساعدات "وفجأة، أطلقت القوات الإسرائيلية النار في الهواء، ثم بدأت تطلق النار مباشرة على الناس".
وأضاف "بدأت طائرة هيلكوبتر و(مسيَّرة) كواد كابتر بإطلاق النار على الحشود لمنعهم من الاقتراب من حاجز الدبابات. ووقع قتلى وجرحى".
وقال ردا على سؤال "لا. لم أصل إلى المركز، ولم نحصل على طعام".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة