صراعات‎

مفاوضات "الفرصة الأخيرة".. الاتفاق والقنبلة على الطاولة

نشر
blinx
مع تدهور دفاعات إيران الجوية، وتناقص ترسانتها الصاروخية، يواجه النظام الإيراني احتمال الخضوع لمفاوضات أكثر صرامة بشأن برنامجه النووي، باعتباره السبيل الوحيد للخروج من وضع متدهور.
وقد تحدد الخطوات القادمة لإيران ما إذا كانت السلطات ستتغلب على ما يُقال إنه أخطر أزمة تواجهها منذ حربها مع العراق في ثمانينيات القرن الماضي. ويرى دبلوماسيون ومحللون أن طهران تتطلع إلى المحادثات كمنفذ محتمل للنجاة، ووسيلة لحفظ ماء الوجه والحفاظ على سلطاتها، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال".
مصادر مطلعة كشفت لموقع أكسيوس الأميركي أن البيت الأبيض يناقش إمكانية عقد لقاء هذا الأسبوع بين المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في إطار مبادرة دبلوماسية تهدف إلى بحث اتفاق نووي جديد والتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
وكان وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قال إن إيران لن تقبل إلا باتفاق يسمح لها بتخصيب اليورانيوم. واتهم إسرائيل بضرب إيران لمنع تقدم المحادثات النووية.
ورغم أن اللقاء لم يُحسم بعد، إلا أنه يُعد جزءاً من محاولة أخيرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب للابتعاد عن شبح الحرب والعودة إلى سياسة عقد الصفقات. فهل تكون الجولة السادسة من المفاوضات بين واشنطن وطهران آخر فرصة لاحتواء المواجهات الإسرائيلية-الإيرانية؟

اعرف أكثر

قنوات الدبلوماسية مازالت قائمة

ألغت إيران محادثاتها مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي، والتي كانت مقررة يوم الأحد الماضي في سلطنة عمان، لكن مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية، تُشير طهران إلى انفتاحها على الدبلوماسية. كما صرّح الرئيس ترامب بأنه يريد التوصل إلى اتفاق وإنهاء الحرب، وأكد أن إيران تواصلت مع واشنطن عبر وسطاء.
وقال ترامب في قمة مجموعة الدول الصناعية السبع في كندا: "إنهم يرغبون في التحدث، لكن كان ينبغي عليهم فعل ذلك من قبل".
وفي وقت لاحق، صرّح ترامب بأنه سيغادر اجتماع مجموعة الدول السبع قبل يوم واحد من موعده لمعالجة الأزمة في الشرق الأوسط.
وتضغط عدة دول عربية على ترامب لحث الإسرائيليين على وقف حملتهم. وتقول إيران إنها مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات إذا أوقفت إسرائيل هجماتها.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لدبلوماسيين أجانب يوم الأحد في طهران: "في المستقبل، إذا توقف العدوان، فمن الواضح أن الأرضية ستكون مهيأة للعودة إلى الدبلوماسية". لكن مسؤولاً إسرائيلياً صرّح يوم الاثنين بأنّ ترامب لم يضغط على الإسرائيليين لوقف حملتهم العسكرية.

هل من تنازلات إيرانية أو إسرائيلية؟

في حين أن الهجمات قد أضعفت إيران، إلا أنه لا يزال من غير الواضح مدى استعدادها للتنازل عن ظروف أو جوهر المفاوضات.
وأعرب كبار المسؤولين الإيرانيين علناً عن عدم ثقتهم بترامب ورفضوا مزاعمه بأن الولايات المتحدة لم تكن متورطة في الهجوم الإسرائيلي على إيران. ومع ذلك، فقد حرصوا أيضاً على عدم مهاجمة إدارة ترامب بشدة أثناء إدانتهم لإسرائيل، حذرين من اتخاذ أي إجراءات قد تستفز الولايات المتحدة إلى المواجهة.
وقالت سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تشاتام هاوس، وهو مركز أبحاث مقره لندن: "ليس لديهم خيار سوى إبقاء الباب مفتوحاً أمام حل دبلوماسي، سواء أحبوا ذلك أم لا، فإن الأمر يتعلق بالولايات المتحدة وإدارة ترامب. عليهم أن يكونوا حذرين للغاية، وألا يكونوا مستفزين للغاية"، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وأضافت أن على إسرائيل أيضًا أن تتوخى الحذر من العواقب غير المتوقعة لحملتها العسكرية، مثل احتمال تشجيع المتشددين في إيران الذين يفضلون التكافؤ النووي مع إسرائيل كرادع وحيد ضد أي هجمات مستقبلية. وقد يُطلق ذلك شرارة سباق لبناء قنبلة نووية حالما تتاح لإيران الفرصة، شريطة أن تصمد منشآتها النووية في وجه الهجمات الإسرائيلية.

مفاوضات تحت ضغط القنابل الخارقة

بحسب مسؤول أميركي رفيع، فإن ترامب يرى في القنابل الخارقة للتحصينات، التي تمتلكها الولايات المتحدة وتفتقر إليها إسرائيل، نقطة قوة يمكن استخدامها كورقة ضغط لإرغام إيران على توقيع اتفاق، وفقا لما كشفته "أكسيوس".
وقال: "القرار بشأن القنابل الخارقة هو نقطة تحول. ترامب يفكر بعقلية الصفقات والضغط، وهذه الورقة تشكل ضغطاً حقيقياً".
وأضاف المسؤول: "الإيرانيون يرغبون في الحوار، لكن ما لا نعرفه هو: هل وصلوا إلى نقطة الانهيار التي يدركون فيها أنه لا يمكنهم الحفاظ على بلدهم دون التفاوض؟ وإذا وصلوا إلى هذه النقطة، فهل ستقبل واشنطن بأي مستوى من التخصيب النووي؟".
ورغم رفض ترامب حتى الآن المشاركة المباشرة في الهجمات الإسرائيلية على إيران، إلا أنه شدد على ضرورة منع طهران من امتلاك سلاح نووي بأي وسيلة.
ويواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الضغط على ترامب للانضمام إلى الحرب وقصف منشأة فوردو النووية الإيرانية. لكن ترامب لا يزال يراهن على إمكانية التوصل إلى اتفاق، مستفيداً مما يعتبره ضعفاً في الموقف التفاوضي الإيراني.
وفي تطور لافت، دعا ترامب عبر منشور على منصة "تروث سوشال" مساء الإثنين، المدنيين الإيرانيين إلى إخلاء العاصمة طهران فور.

إسرائيل لا تريد أي استئناف للمفاوضات

صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن الضربات كانت ضرورية لمنع إيران من صنع سلاح نووي. ويتفق معظم الخبراء الغربيين على أن إيران لم تكن تصنع قنبلة، بل كانت تمضي قدمًا، وكان بإمكانها صنع واحدة في غضون بضعة أشهر. ومن غير المرجح أن تقبل إسرائيل أي استئناف للمفاوضات إذا ظل تخصيب اليورانيوم مطروحًا.
لكنّ الخبراء الذين تابعوا إيران لعقود يقولون إنّه من غير المُرجّح أن تتخلى طهران عن أيّ قدرة على تخصيب اليورانيوم، على الرغم من ضعفها. وقال علي فايز، مدير مشروع إيران في مجموعة الأزمات الدولية: "إنهم يعلمون أن ترامب حريص على إبرام اتفاق. لكن من غير المرجح أن يتنازلوا عن موقفهم لإرضائه خشية أن يؤكد ذلك يأسهم".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة