صراعات‎

"فجوة استخباراتية" أشعلت الحرب.. مبررات إسرائيل لم تقنع واشنطن

نشر
blinx
بينما كانت إسرائيل تتحضّر لهجومها الأخير على إيران، كانت تقدّم لحليفتها، الولايات المتحدة، معلومات استخبارية وُصفت بأنّها "خطيرة": طهران تُجري أبحاثًا نووية متقدّمة تشمل نظام تفجير متطوّر يُستخدم عادة في صناعة القنابل النووية.
لكن الرسالة الإسرائيلية لم تُقنع واشنطن. فرغم التفاصيل التي عرضتها تل أبيب، لم تجد الأجهزة الاستخباراتية الأميركية دليلاً على أن إيران اتخذت قرارًا ببناء قنبلة نووية.
هنا تكشفت فجوة جديدة وعميقة في التقديرات بين الحليفين، فجوة تلقي بظلالها على المواقف المتباينة بين واشنطن وتل أبيب في التعامل مع التصعيد الإيراني الأخير، بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.

معلومات حساسة.. وتقييمات متباينة

وفقًا لمسؤولين أميركيين مطلعين على النقاشات الأخيرة، قدّمت إسرائيل خلال الأسابيع الماضية ملفات استخبارية تتحدث عن أبحاث إيرانية على "نظام تفجير متعدد النقاط"، وهو تقنية تُستخدم لتفجير مادّة انشطارية بشكل متزامن داخل قنبلة نووية.
كما أوردت معلومات عن تجارب تتعلق بجزيئات النيوترون، المتفجرات البلاستيكية، ودمج الموادّ الانشطارية في جهاز متفجر.
لكن ردّ واشنطن كان حازمًا: ما قدمته إسرائيل لا يعني أن طهران قررت تصنيع قنبلة، بل يُظهر أنها تواصل أبحاثًا نووية بدأت فعليًا قبل وقف برنامجها العسكري عام 2003.

ترامب يختلف مع أجهزته الأمنية

الجدل لم يبقَ داخل غرف الاستخبارات، فحين سُئل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن شهادة مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، التي أكدت في مارس أن إيران لم تتخذ قرارًا ببناء قنبلة، ردّ بحدة: "لا يهمني ما قالته. أعتقد أنهم قريبون جدًا من الحصول عليها".
وجاء تصريح ترامب ليكون أكثر انسجاما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي وصف إيران المسلحة نوويا كتهديد وشيك، مقارنة بمستشاره الاستخباراتي الأعلى.
والتقى ترامب بمسؤولي الأمن القومي، بما في ذلك غابارد، في غرفة العمليات يوم الثلاثاء وهو يخطط للخطوات التالية.
هذا الموقف يعكس تصاعد الخلاف داخل الإدارة الأميركية نفسها. فبينما تتمسّك المؤسسات الاستخباراتية بتقييمها المتحفظ، يرى ترامب وبعض مستشاريه أن إيران "تمتلك كل المكونات اللازمة لتجميع سلاح نووي".

إسرائيل: إيران على بُعد أشهر من قنبلة نووية

رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قدّم، من جهته، الصورة الأشد قتامة: إيران تُخفي مساعي لتخصيب اليورانيوم بغرض عسكري، وستتمكن من إنتاج "جهاز اختباري وربما جهاز أولي" خلال أشهر.
وفي تصريح لافت، قال إن إيران تسعى لتسليم سلاح نووي لجماعة الحوثي، وهو ادعاء وصفه مسؤولون أميركيون بالاستهجاني، مؤكّدين أنهم لا يملكون معلومات تدعمه.
ويقول فيليب غوردون، المستشار السابق لنائبة الرئيس، كامالا هاريس، إن "الإسرائيليين قد يكونون يستندون إلى أسوأ السيناريوهات أو يضخّمون المعطيات لخدمة أهدافهم".

الأبحاث الإيرانية: نوايا عسكرية؟

الخبراء النوويون يرون أن ما تقوم به طهران يمكن أن يُفسَّر بطريقتين: إما أنه برنامج سلاح نووي نشط، أو أنه مجرّد استعداد تقني يهدف إلى إبقاء "الخيار النووي" على الطاولة.
يقول ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، إن إيران لم تُركّب بعد العناصر اللازمة في رأس حربي، وهي خطوة حاسمة.
أما الجنرال الأميركي، إريك كوريللا، قائد القيادة المركزية، فأكّد أن إيران "على بُعد خطوات قليلة" من الوصول إلى نسبة التخصيب المطلوبة، 90%، وقادرة على إنتاج 25 كيلوغراما من اليورانيوم عالي التخصيب في أسبوع، وكمية تكفي لـ10 قنابل خلال 3 أسابيع.

نتائج محدودة

حتى الآن، تقيّم واشنطن أن الهجمات الإسرائيلية ألحقت ضررًا بالبرنامج النووي الإيراني يعادل تأخيرًا من 5 إلى 6 أشهر، مع احتمال تصاعد الأثر في حال استمرت العمليات.
لكن استهداف مواقع مثل منشأة "فوردو" المحصّنة تحت الأرض، قد لا يكون ممكنًا من دون دعم أميركي مباشر، وفق ما يرى مسؤولون إيرانيون وأميركيون.
من جهتها، تُلمّح طهران إلى استعدادها لاستئناف المفاوضات النووية مع واشنطن مقابل وقف الهجمات الإسرائيلية، وهو ما قد يفتح نافذة دبلوماسية وسط التصعيد.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة