صراعات‎

"جنود من أجل الرهائن".. معضلة نتنياهو الجديدة في غزة

نشر
AFP
 & 
رفض الجندي الإسرائيلي ناتان روشانسكي بعد أن أنهى نحو 3 أشهر من الخدمة العسكرية في لبنان خلال الحرب مع حزب الله، الاستجابة لاستدعاء جديد للقتال في غزة، مؤكدا أن ذلك نابع من اعتبارات أخلاقية.
وروشانسكي، 36 عاما، مخرج أفلام وأب لطفلين، استُدعي إلى لجنة تأديبية الخميس، وحُذف اسمه من الكتيبة التي ينتمي اليها وتمّ تجريده من مهامه القتالية.
وكثّفت إسرائيل في الأسبوعين الأخيرين ضرباتها في محيط غزة، المدينة الأكبر في القطاع المدمّر، تمهيدا للسيطرة عليها بالكامل، وفق خطة جديدة للحكومة، وذلك رغم تصاعد الضغوط الدولية والداخلية لوقف الحرب والتراجع عن الخطة.

معارضة الحرب المتواصلة في غزة

ويعتبر روشانسكي واحدا من مجموعة صغيرة من جنود الاحتياط المعارضين للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 23 شهرا.
ويقول روشانسكي لوكالة فرانس برس "نرى الضرر الكبير الذي تسبّبت به هذه الحرب على الصعيد الدولي، والضرر الاقتصادي والأذى النفسي والجسدي الذي يلحق بالعديد من أصدقائنا من جنود الاحتياط والنظاميين".
ويؤكد جندي الاحتياط أن الخدمة العسكرية "تبقى جزءا من هويتي"، لكن في الوقت نفسه، يرى أن الحرب المستمرة منذ نحو عامين "ليست لها أي علاقة بالدفاع عن بلدنا" الذي يشدّد على أن سلامته أمر في غاية الأهمية بالنسبة اليه.

استدعاء 40 ألف جندي احتياط لاقتحام غزة المدينة

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية باستدعاء 40 ألف جندي احتياط في المرحلة الأولى من العملية.
ويقبل قادة الجيش أحيانا انسحاب جنود احتياط بسبب تأثير القتال الطويل على صحتهم وعائلاتهم وحياتهم.
وقد يكون السجن عقوبة رفض الخدمة العسكرية التي تستند لاعتبارات أخلاقية، علما أن هذا الرفض من حالات نادرة.

"جنود من أجل الرهائن"

وينخرط روشانسكي في مجموعة "جنود من أجل الرهائن"، وهي مجموعة تضم 400 عضو تأسست في مايو 2024 بسبب القلق على الرهائن المحتجزين في رفح في جنوب غزة التي تعرّضت لهجوم إسرائيلي حينها.
وعقدت أول فعالية عامة للمجموعة في تل أبيب الثلاثاء، دعا خلالها جنود احتياط إلى رفض أوامر التجنيد.
وقال الرقيب والمسعف العسكري ماكس كريش خلال مؤتمر صحافي "بصفتنا قدامى المحاربين في الجيش الإسرائيلي الذين خدموا في هذه الحرب ونهتم بمستقبل بلدنا، من واجبنا الوطني أن نرفض المشاركة في هذه الحرب".
ودفع إعلان الجيش عن خطته للهجوم على مدينة غزة، المجموعة، إلى توسيع نشاطاتها إلى خارج وسائل التواصل الاجتماعي.
ويقول كريش "نحن الجنود أنفسهم الذين تركوا كل شيء وذهبوا إلى الجبهات في ذلك اليوم"، في إشارة إلى السابع من أكتوبر 2023، تاريخ الهجوم الذي نفذته حماس على جنوب إسرائيل وأودى بحياة 1219 شخصا، وفق تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وردّت حكومة بنيامين نتنياهو بإعلان الحرب، وأدّت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة إلى مقتل 64605 شخصا على الأقل، وفق أرقام وزارة الصحة التي تديرها حركة حماس.
وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 محتجزا في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصا خُطفوا في الهجوم.
ويضيف كريش "نفس الشعور بالواجب يدفعنا إلى الرفض والحديث بصوت عال ومقاومة محاولات رئيس الوزراء (بنيامين نتانياهو) للتضحية بكل شيء من أجل بقائه السياسي".
ويدرك النشطاء أنهم قلّة، لكنهم يقولون إن هدفهم الوصول إلى الجنود الذين يشككون في هدف استمرار الحرب.
وتقول شكيد روغيل من المجموعة "لا نقيس تأثيرنا بعددنا، بل بكوننا صوتا للجنود الذين يشعرون أنهم وحيدون تماما".
وأنشأت المجموعة خطا ساخنا لدعم الجنود الذين يفكرون برفض أوامر الاستدعاء.

"جنود احتياط لإنهاء الحرب"

كذلك، تشكّلت مؤخرا مجموعة أطلقت على نفسها اسم "جنود احتياط لإنهاء الحرب" تعمل على جمع تواقيع على عريضة تحث القادة على وقف الهجوم المرتقب على مدينة غزة.
مساء السبت، وقف دان حافريلي، العضو في المجموعة، على رصيف في تل أبيب حاملا مكبّر صوت حضّ عبره المارة على التوقيع على العريضة التي تطالب أيضا بإعادة الرهائن.
وقال "جنود الاحتياط الأعزاء، لا يوجد وقت للتوقيع، انضموا إلى عريضتنا". وجاء في العريضة "الآن، هناك حاجة إلى خطوات سياسية لترجمة الثمن الذي دفعناه إلى تغيير حقيقي، هذا بالضبط ما خرجنا للقتال من أجله".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة