خليل يحكي نزوح غزة.. وأم علاء: لم نذق طعم النوم من شدة القصف
تنزح العديد من العائلات الفلسطينية من مدينة غزة نحو جنوب القطاع، سيرا أو باستخدام سيارات وعربات وجرارات زراعية، مع تكثيف الجيش الإسرائيلي ضرباته في كبرى مدن القطاع المدمّر بعد نحو عامين من الحرب.
وأظهرت لقطات لوكالة فرانس برس في نهاية الأسبوع، أرتالا من النازحين على الطريق الساحلي قرب النصيرات وسط القطاع، تنقلهم شاحنات صغيرة أو حافلات تكدست عليها أمتعة وأغراض.
وإلى جانب المركبات، سار مئات من الفلسطينيين من مختلف الأعمار وقد غلبت عليهم علامات التعب والإرهاق الشديدين.
وبدا رجال ونساء يحملون صغارهم أو يمسكون بيدهم، وآخرون مصابون أحدهم جلس على كرسي متحرك وطفله في حضنه، بينما استخدم رجل بترت ساقه اليسرى عكازين للتحرك.
"حياتنا كلها نزوح وتشريد"
وقال النازح خليل مطر "نريد أن ننزح أيضا إلى خانيونس (في جنوب القطاع). لا نعرف ماذا سنفعل، حياتنا كلها نزوح وتشريد، ومعنا مرضى، ولا نعرف إلى أين نذهب، وأين هو المكان الآمن".
وكان الجيش الإسرائيلي الذي أنذر سكان مدينة غزة بإخلائها، قد قدّر السبت عدد النازحين بأكثر من 250 ألف شخص.
لكن الدفاع المدني أكّد أنّ عدد النازحين إلى الجنوب يقارب 68 ألفا فقط، مشيرا إلى أن كثيرين ما زالوا متشبثين بالبقاء، في حين لا يجد آخرون مكانا للإقامة في الجنوب حيث أعلنت إسرائيل إقامة "منطقة إنسانية".
وقال بصل لفرانس برس مزاعم إسرائيل "حول نزوح ربع مليون مواطن من مدينة غزة وضواحيها إلى الجنوب، كاذبة".
ويأتي النزوح في وقت تتعرض مدينة غزة ومحيطها لضربات مكثفة في إطار الخطة الإسرائيلية للسيطرة على المدينة الواقعة في شمال القطاع الفلسطيني.
وقالت أم علاء شعبان، 45 عاما، المقيمة في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، إن القصف لم يهدأ الأحد.
وأوضحت لفرانس برس: "لم نذق طعم النوم طوال الليل.. أصوات القصف والانفجارات لم تتوقف حتى هذه اللحظة"، مضيفة إسرائيل "قصفت الكثير من المنازل.. شعرنا بالخوف الشديد، وأولادي صرخوا كثيراً من شدة الرعب".
وأكدت "نحن لا نعرف إلى أين نذهب، فالقصف في كل الاتجاهات".
بدوره، أكّد محمد غزال، 32 عاما، الذي نزح من حي الشجاعية في مدينة غزة إلى جنوبها الغربي، كثافة القصف.
وقال "نعيش حاليا في حالة ذعر وخوف شديد فالقصف لم يهدأ منذ الفجر، الانفجارات كثيفة وإطلاق النار مستمر"، مشيرا إلى أن إسرائيل "تستخدم أساليب مخيفة ومرعبة وتزيد من شدة القصف لتخويفنا وإجبارنا على النزوح المتكرر إلى الجنوب".
أضاف غزال "لا يوجد متّسع في الجنوب ولم نعثر على مكان حتى الآن".
وتواصل القصف الإسرائيلي في أنحاء مختلفة من القطاع، الأحد، في يوم بدأ وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، زيارة إلى إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن عدد القتلى إثر القصف الإسرائيلي منذ فجر اليوم (الأحد وصل) إلى 20 شخصا في القطاع.
وجدد الجيش الإسرائيلي، الأحد، إنذار سكان مدينة غزة بوجوب إخلائها، بعدما كثّف في الآونة الأخيرة تدمير المباني العالية بذريعة أن حماس تستخدمها لغايات عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، "إنذارين عاجلين" على منصة إكس، طلب فيهما من المتواجدين في ميناء غزة وحي الرمال الجنوبي والخيام القريبة، بالإخلاء الفوري والتوجه لجنوب القطاع.
وأعلن الجيش الأحد أنّه قصف مبنى شاهقا "استخدمته" حماس في المدينة. وزعم في بيان أنّ الحركة "زرعت وسائل لجمع المعلومات الاستخباراتية"، وأقامت نقاط مراقبة لرصد مواقع قوات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، ولتنفيذ هجمات ضد إسرائيل وقواتها.
ومدينة غزة هي أكبر مدن القطاع والتي كان يقطنها وفق الأمم المتحدة نحو مليون شخص قبل تكثيف الجيش الإسرائيلي هجماته وبدء تدميره للأبراج العالية.