"تخضيب الدم".. عادات جزائرية "غريبة" في العيد

"كسر لعنة الأجداد" من أقدم عادات أمازيغ الجزائر وأكثرها غرابة، لها طقوس خاصة نقطة ثقلها "طبق الكسكسي"، أما مكانها فمنطقة القبائل شرقي الجزائر، وتقام في أول أيام عيد الاضحى.

ملخص هذه العادة أنه "يمنع منعاً باتاً" على جميع سيدات البيوت في منطقة القبائل "نسيان تفوير الكسكسي" أي طهي الكسكسي على البخار، وعدم الالتزام بذلك يعني في معتقداتهم "تحل عليهم لعنة الأجداد".

ومهما كانت وجبة عشاء اليوم الأول لعيد الأضحى من لحم الأضحية والذي يكون عادة "البوزلوف" وهو طهي رأس الخروف، فإنه يتوجب على ربات البيوت "تفوير الكسكسي" لأن ذلك "طارد للعنة الأجداد"، وتسمى هذه العادة في لهجة القبائل الأمازيغ "ذَدَّعَة".

عادة أمازيغية أخرى بالجزائر لا تقل غرابة وهي "تخضيب ما بين الحاجبين بقطرة من الدم"، وهي عادة "ملزمة للبنات" ويتم ذلك بـ"رأس السكين الذي ذبحت به الأضحية".

تعني هذه العادة في معتقداتهم "إزالة الشرك" وتسمى في لهجتهم "سَكْسَغَاكُنْتْ ثْشَرْكَا"، وإن رفضت الفتاة الامتثال لهذه العادة، ينتظرها عقاب من والدتها، لكن بعد مرور عشرة أيام على العيد.

وعلى ذكر الفتيات، هناك عادة جزائرية أخرى في عيد الأضحى مستمدة من أساطير أمازيغية، فحواها "منع تقديم عين وأنف الخروف للفتيات".

وعلى ذمة الأسطورة فإن للعادة "مبررات مقنعة" وتقول الأسطورة إن "أكل البنت لعين الأضحية سيجعلها تحت أعين الجميع، وستكون ورقة مفتوحة أمام الجميع في أخطائها".

وإذا كان ذلك عن العين، فإن الأسطورة التي تمنع على الفتاة أكل الأنف، مرده أن "أنف الخروف يوحي بالعبوس بينما يشترط على الفتاة أن تكون مبتسمة دائما خصوصا في الأعياد" في عادات ومعتقدات الأمازيغ.

عادة جزائرية أخرى يجهل مصدرها عند أهل منطقة القبائل، تتمثل في "نزع الكتف الأيمن والجزء الأيمن من الرقبة للأضحية، وجزء من الكبد وتحضيرها لوجبة العشاء"، لكن الغريب فيها أنها تشترط أن يتم ذلك "قبل أذان المغرب".

للأطفال أيضا نصيب من هذه العادات الجزائرية، فعند الأمازيغ "يرتفع دلال الأطفال إلى الذروة لمنعهم من البكاء" خلال كامل أيام عيد الأضحى، وفي معتقدهم أن منع بكاء الطفل في هذه الأيام يعني "سعادة دائمة في حياته خالية من الحزن".

التكافل الاجتماعي من العادات القديمة والراسخة في المجتمع الجزائري خصوصا في المناسبات الدينية، وفي عيد الأضحى هناك عادة تسمى "عيدية اللحم"، تكون من مهام الرجال خلال زيارتهم لوالداتهم أو شقيقاتهم.

العادة مركزها منطقة القبائل أيضا، إذ تتهادى العائلات فيما بينها بـ"قفة مغطاة بقطعة من القماش" تحتوي على الجهة اليمني من كتف الأضحية، وسكبة من أكلات تقليدية مثل "البوزلوف" و"الكرشة"، وكذا كيس من الطحين وعلبة حناء وقطعة صابون وعلب من القهوة والسكر.

عادة تكافل أخرى لكنها بصبغة غريبة، إذ تفرض قوانين بعض العائلات الأمازيغية على الإخوة الرجال أن "يقدموا الكتف الأيسر للشقيقة المتزوجة"، وفي حال وجود شقيقات أخريات يقدمون لهن "الفخذ بجهتيه اليمني واليسرى".

عادة أخرى تتمسك بها كثير من العائلات الجزائرية في عيد الأضحى تسمى بالأمازيغية "مَرْزِي إَغَسَانْ" وتعني "مُكسر العظام"، لكن ما سرها؟

العادة هي نزع اللحم من الفخذ والكتف وتحضر وجبة للغداء في أول أيام عيد الأضحى، أما ما هو غريب فيها فهو ترك تلك العظام وعدم رميها، لأنها ستكون وجبة لعشاء اليوم الثالث لعيد الأضحى.

ومن بين العادات القديمة التي لا يزال أمازيغ الجزائر يتمسكون بها، عادة "نحر التيس" لكن في يوم عرفة، يمكن أن يكون ذلك لكل عائلة أو بشكل مشترك بين العائلات أو أهالي تلك القرية، وكل ذلك لتحضير وجبة عشاء "ليلة العيد" التي هي في الوقت ذاته وجبة إفطار يوم عرفة كون صيامه إلزامياً عندهم، حيث يتم تحضير طبق "الكسكسي" بلحم التيس مع الخضار ويسمى بالأمازيغية "إمَنْسي لعيد".