أزمة محروقات بشمال سوريا.. والنفط تحت الأرض

"الإدارة الذاتية" هي الجسم المدني والسياسي لقوات سوريا الديمقراطية، قسد، التي تسيطر على مناطق واسعة في شمال وشرق سوريا.

بوادر أزمة المحروقات بدأت في شهر أبريل الماضي وما تزال مستمرة حتى اليوم، بعد أن أصدرت "الإدارة" قرارات تتعلق برفع سعر المشتقات النفطية وخفض حصص عدد من القطاعات لديها.

وتُرجع "الإدارة" أسباب الأزمة إلى "القصف التركي على الحقول النفطية وارتفاع أسعار الدولار".

لكن في المقابل تذهب تعليقات مواطنين تحدثت إليهم بلينكس في اتجاه مختلف. فيقول ماهر العمر، وهو صاحب إحدى سيارات النقل الداخلي: "نحن نعيش على بحر من النفط، هل يعقل أننا لا نجد المحروقات هنا؟".

ويضيف أن "القرارات الأخيرة ظالمة وغير منطقية. لا يمكننا العمل بهذه الطريقة".

إضرابات سائقي النقل الداخلي امتدت إلى الرقة ودير الزور الخاضعتين لسيطرة "قسد"، فيما تقول "الإدارة الذاتية" إنها تبحث عن حل للمشكلة.

وتوسعت الدائرة شيئاً فشيئاً خلال الأيام الماضية لتضرب قطاع المياه عقب توقف عدة محطات مخصصة لمياه الشرب في ريف دير الزور الشرقي عن الضخ.

ويأتي ذلك بعد رفع الدعم من قبل لجنتي الخدمات والمحروقات التابعتين لـ"الإدارة الذاتية"، حسبما ذكر موقع "نورث برس" المحلي.

من جهته يشرح الباحث في مركز عمران للدراسات، سامر الأحمد، الأسباب الكامنة وراء الأزمات الحاصلة.

ويوضح الأحمد لبلينكس أن "استراتيجية الإدارة الذاتية مشابهة للحكومة السورية، إذ تقوم على إشغال الناس بالوضع المعيشي".

وتسيطر "قسد" على 80 بالمئة من النفط السوري بإنتاج 100 ألف برميل تقريباً، وفق أرقام تقديرية سبق أن نشرت عنها وسائل إعلام عربية وغربية.

ويعتبر الأحمد أن "الأزمة مرتبطة بالفساد في مؤسسات الإدارة الذاتية".

ويتابع أن "الأزمات في المياه والمحروقات هي لإشغال الناس وعدم الالتفات إلى الملفات الأخرى".

الأزمة الجديدة التي تمس القطاعين الرئيسيين في المنطقة آخذة في التوسع، وسط إعلانات من "الإدارة الذاتية" بأنها تعمل على إيجاد حل وسط.

وفي هذا الصدد أعلن "مجلس الرقة المدني" التابع للإدارة الذاتية بدء عقد سلسلة اجتماعات لبحث أزمة المحروقات وإنهاء الإضرابات في قطاع النقل الداخلي.

لكن وإلى جانب "الإدارة الذاتية" يوضح "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الأزمة الحادة في المحروقات "تأتي بعد الهجمات التركية الأخيرة على محطات النفط".