العوالم الموازية.. فيلم مصري يخترق الحد الفاصل

يتبنى بعض العلماء فكرة وجودة أكوان موازية، في حين ذهب البعض الآخر إلى نفي هذه النظرية، بسبب أنه لا توجد فرصة للذهاب إليها واختبار إذا ما كانت حقيقية بالفعل، ومن بين هؤلاء جادل بول ستينهاردت وجورج إليس.

ونشرت مجلة العلوم الأميركية بحثا حول الأسس العلمية التي توصل إليها علماء أثبتوا أن هناك ما يسمى بالفعل تعدد الأكوان، إذ بدأت أبحاثهم استنادا إلى نظرية الانفجار العظيم الذي شكّل الكون الحالي.

ويعتبر علماء نظرية تعدد الأكوان، أنه مع الانفجار الكوني تحول العالم إلى فقاعة، وتشابهت معه العديد من الفقاعات والأوتار المتشابهة، في حين دخل كوكب الأرض في إحدى هذه الفقاعات لنعيش عالمنا الحالي، وتنتشر الفقاعات الأخرى في الفضاء العظيم دون الوصول إليها حتى الآن.

ومن أبرز العلماء الداعمين لنظرية تعدد الأكوان، أنتوني أغيري، ومات جونسون، ومات كليبان، إذ أشاروا إلى أن الفقاعة التي تحمل عالمنا الحالي يمكن أن تصطدم في وقت ما مع فقاعة أخرى، محذرين من أن ذلك سيتسبب في إنتاج إشعاع ضخم يؤثر في الحياة بصورة عامة على كوكبنا.

ويعكف العلماء على إيجاد طريقة للوصول إلى الأكوان الموازية عن طريق اكتشاف الفقاعات الأخرى التي تحمل كواكب مشابهة لكوكب الأرض، لكن حتى الآن لم ينجحوا في التوصل إلى دليل مادي.

ويرى الكثير من علماء الفيزياء أن هناك أسبابا علمية تؤكد وجود أكوان موازية، بدأت منذ 13.8 مليار سنة عند وقوع الانفجار الكبير، لينطلق نحو 90 جسيما في الفضاء الواسع، مر كل منها بتفاعلات لا نهائية، وفقا لبحث نشرته "فوربس" الأميركية.

ويشير البحث إلى أن كوكب الأرض، والكواكب القريبة منه التي توصل إليها علماء الفضاء، والمجرات والنجوم، كل هذه تأتي ضمن كون واحد فقط هو الذي نعرفه، مع وجود احتماليات كبرى لوجود أكوان أخرى مماثلة لا نعرف عنها شيئا حتى الآن، وأن التكوين الدقيق الذي حدث لعالمنا الحالي قد يكون وقع مرات لا حصر لها بالطريقة نفسها.

وكشفت دراسة لعلماء الفيزياء، حول تفسير ميكانيكا الكم، عن احتمالية وجود أعداد لا نهائية من الأكوان الموازية لعالمنا الحالي، إذ إنه في أي وقت تحدث به عملية كمومية في أي مكان بالكون، تنقسم هذه الدالة الموجية إلى قسمين، ما يعني إنشاء عمليات موازية باستمرار.

آمن عالم الفيزياء الشهير ألبرت أينشتاين بفكرة وجود أكوان متعددة، عن طريق نظرية الفقاعات المتوازية التي تنقسم باستمرار إلى قسمين وتصطدم بفقاعات أخرى، ما يشير إلى أن الانفجار الكبير يحدث بصورة دائمة في مناطق بعيدة المدى، وفقا لبحث نشرته "نيويورك تايمز".

وشرح عالم الفيزياء الحائز على جائزة نوبل، ستيفن واينبرغ، فكرة الأكوان الموازية بمثال الراديو، إذ قال إن الأمر يشبه الجلوس في غرفة وسماع محطة إذاعية على موجة ترددية محددة، في حين هناك الكثير من الموجات الأخرى، كل منها يمكن أن يعيشه شخصا آخر إذا ضبط الموجة الترددية الخاصة به.

هناك الكثير من الأفلام العالمية ناقشت نظرية تعدد الأكوان، وصنعت منها حقيقة على الشاشة، ليتمكن الجمهور من عيش التجربة التي لم ينجح العلماء في التوصل إليها على أرض الواقع، مكتفين بنظريات علمية وفيزيائية دون وجود مادي لحالة واحدة من اكتشاف عالم موازٍ.

وقدمت السينما الأميركية عام 2010 فيلم "إنسبشن - Inception" الذي ناقش فكرة الدخول في أكوان موازية عن طريق تقنية حديثة تسمح للبشر بالتنقل بين العوالم والسفر الزمني عن طريق مشاركة الأحلام.

وقُدم فيلم "أرض أخرى - Another Earth" فكرة الأكوان الموازية عام 2011، ودارت قصته عن اكتشاف فتاة تعمل في برنامج علوم الفلك بالجامعة لكوكب آخر يماثل كوكب الأرض، وتحاول الوصول إليه للخلاص من حياتها الأولى والعيش في العالم الموازي.

ويعد المسلسل الألماني "ظلام - Dark" هو أكثر الأعمال الفنية التي ناقشت فكرة الأكوان الموازية، إذ قدّ١م العمل العديد من الخطوط الزمنية التي تنقل عبرها الأبطال، مع السعي لتغيير أشياء في عوالم أخرى لتفادي كوارث قد تحدث في العالم الحالي.

وجاء فيلم "Avengers: Endgame" عام 2019 ليقدم تجربة جديدة للأكوان المتعددة على شاشات السينما، وتدور القصة حول سعي الأبطال لتغيير الأوضاع بالتوصل إلى وسيلة تمكنهم من إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، بالانتقال عبر الزمن والعوالم الموازية لتغيير بعض الأحداث.

في موسم عيد الفطر، قدمت السينما المصرية فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" للفنان الكوميدي هشام ماجد، والفنانة هنا الزاهد، مع عدد من الممثلين الآخرين، لكن الجمهور فُوجئ بمناقشة الفيلم لنظرية علمية في إطار ترفيهي.

وتناقش أحداث الفيلم قصة زوج يعيش حياة بائسة ويعاني من الفشل الوظيفي، وفقر مدقع، مع توتر في العلاقة مع زوجته وابنه، ليجد فجأة بوابة في غرفة منزله تنقله إلى عالم مواز آخر يجد به نسخة من شخصيته وجميع أفراد أسرته وأصدقائه.

وخلال حوار الفيلم انتقل البطل بين الأكوان الموازية، ليثبت النظرية العلمية التي سعى العلماء لتجربتها على أرض الواقع.

وحقق الفيلم نجاحا جماهيريا واسعا، إذ اقترب من تحقيق إيرادات تبلغ 45 مليون جنيه (940 ألف دولار أميركي) في أسبوع عرضه الثالث، لينافس بقوة على صدارة شباك التذاكر المصري في الموسم الحالي.