ترفيه‎

تيموثي شالاميه يراهن بـ70 مليون دولار على "عظمة" Marty Supreme

نشر
blinx
في أحد أرصفة الجانب الغربي من مانهاتن، جلس الممثل الأميركي تيموثي شالاميه قبل ساعات من العرض الأول لفيلمه الجديد «Marty Supreme»، متأملًا أفق المدينة التي نشأ فيها. الطقس بارد والثلج يغطي الأرض، لكن الشمس مشرقة، وشالاميه، الذي كان يرتدي معطفًا شتويًا ثقيلًا، بدا مستغرقًا في لحظة تأمل وصفها بأنها تشبه النظر إلى نفسه من جديد.
يأتي الفيلم قبل أيام قليلة من بلوغ شالاميه عامه الثلاثين، وهي محطة يرى فيها كثيرون فرصة للتخفف أو إعادة الحسابات. غير أن الممثل الأميركي يؤكد أن مسيرته تسير في الاتجاه المعاكس، موضحًا أنه ضاعف التزامه بالطموح الذي بدأ به حياته الفنية، معتبرًا أن التراجع ليس خيارًا في هذه المرحلة.

طموحات شالاميه أم مارتي؟

يشكّل Marty Supreme هذا الرهان الجديد. الفيلم، من إخراج جوش سافدي، يدور في نيويورك خمسينيات القرن الماضي، ويروي قصة مارتي ماوزر، شاب يهودي يعمل في متجر أحذية ويحلم بأن يصبح أفضل لاعب تنس طاولة في العالم.
ورغم أن الشخصية مستوحاة بشكل فضفاض من لاعب حقيقي يُدعى مارتي رايزمان، فإن الفيلم يعكس أيضًا طموحات شالاميه وسافدي الشخصية، القائمة على السعي بلا حدود.
منذ اختراقه السينمائي في فيلم Call Me By Your Name عام 2017، واصل شالاميه صعوده بثبات، وصولًا إلى تتويجه مؤخرًا بجائزة نقابة ممثلي الشاشة عن تجسيده شخصية بوب ديلان في فيلم A Complete Unknown، حيث أعلن حينها أنه "يسعى إلى العظمة".

رهان الـ70 مليون دولار

لكن Marty Supreme يمثّل، وفق متابعين، مرحلة مختلفة في مسيرته، بدور يتسم بالحركة الدائمة والطاقة العالية. ولتصوير أحد ملصقات الفيلم، أغلق المخرج شارعين كاملين ليتمكن شالاميه من الجري بأقصى سرعة، في تجسيد رمزي لشخصية لا تتوقف عن الاندفاع.
الفيلم يشكّل اختبارًا كبيرًا لشركة A24 التي أنفقت نحو 70 مليون دولار على إنتاجه، ليكون من أضخم مشاريعها. واعتمدت الحملة الترويجية على أفكار غير تقليدية، من بينها فيديو مطوّل يحاكي اجتماعًا عبر الإنترنت حول تسويق الفيلم، أعقبه تحليق منطاد دعائي فوق لوس أنجلوس يحمل عبارة "احلم كبيرًا".
بالنسبة للمخرج جوش سافدي، يحمل الفيلم طابعًا شخصيًا واضحًا. ففي مكتبه بنيويورك تنتشر مضارب تنس الطاولة، في إشارة إلى شغفه القديم بهذه اللعبة، إذ حاول في شبابه احترافها قبل أن تتغلب السينما على اهتماماته. ويؤكد سافدي أن والده، الذي وصفه بـ"الحالم الدائم"، كان مصدر إلهام أساسي في تشكيل نظرته إلى الطموح والمستقبل.

محتال نيويوركي

عُرف سافدي وشقيقه بيني بعقلية "المحتال النيويوركي" في صناعة أفلامهما المستقلة، وهي مقاربة اعتمدت على المخاطرة وبذل أقصى الجهد.
ويستعيد سافدي مواقف اضطر فيها إلى تقديم تنازلات كبيرة لإقناع ممولين بتمويل أفلامه، مؤكدًا أن هذه التجارب صاغت رؤيته الفنية. وبعد الانتهاء من فيلم Uncut Gems عام 2019، وجد نفسه يتساءل عن معنى الحلم بعد سنوات من الاستنزاف الكامل.
التعاون بين شالاميه وسافدي بدأ عام 2017، عندما التقيا في عرض فيلم Good Time. ومنذ ذلك الحين، تطورت العلاقة الفنية بينهما، وصولًا إلى Marty Supreme. وقد عمل شالاميه لسنوات على تطوير مهاراته في تنس الطاولة استعدادًا للدور، معتبرًا أن الشخصية تعكس مرحلة مبكرة من حياته اتسمت بالاندفاع والتركيز الأحادي.

فيلم أصلي في موسم الأعياد

يعرض Marty Supreme في موسم الأعياد بوصفه فيلمًا أصليًا بالكامل، بميزانية كبيرة وتصنيف للبالغين، وهو خيار نادر نسبيًا في دور العرض. وتشير المؤشرات الأولية إلى إقبال لافت، إذ حقق عرضه المحدود في ست دور سينما أرقامًا قياسية من حيث الإيرادات لكل شاشة.
ويرى شالاميه أن التركيز يجب أن يكون على الجمهور الحقيقي، لا على إرضاء الصناعة فقط، مؤكدًا رغبته في رؤية مزيد من الأفلام الأصلية. كما يعتز الفيلم بكونه امتدادًا لتقاليد سينما نيويورك، بمشاركة أسماء تنتمي إلى جيل سينمائي أقدم، ما يمنحه بعدًا تاريخيًا إضافيًا.
وبالنسبة لشالاميه، الذي نشأ في حي هيلز كيتشن، فإن العودة إلى نيويورك بفيلم بهذا الحجم تمثل لحظة خاصة، تجمع بين الماضي والطموح المتجدد، في مسيرة لا تزال، بحسب وصفه، في صعود مستمر.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة