"صليحة" الجزائرية تحارب البلاستيك بالـTote bags

صليحة شمالي سيدة جزائرية انتقلت من مهنة التدريس إلى الصناعة التقليدية والعصرية للحقائب الصديقة للبيئة البعدية عن البلاستيك، بعد 40 عاماً كامل قضتها أستاذة للغة الإنكليزية.

لم تكن الأعوام الـ40 للتدريس فقط، بل كانت صليحة تمارس هوايتها المفضلة "Tote Bag"، كما تروي لبلينكس، فقد خصصت جزءاً كبيراً من عمرها في صناعة حقائب التسوق لكن في إطار ضيق، حيث كانت تصنعها لغرض منحها هدايا في المناسبات.

لصليحة جملة من الأسباب التي دفعتها إلى بيع منتجاتها: "بعد تقاعدي توجهت لميدان Tote Bag لسد الفراغ في السوق، وأيضاً كدخل إضافي بجانب معاش التقاعد الذي لا يكفي مصاريف الأدوية التي أحتاجها".

تقول صليحة إن الفضل في خروج صناعتها من المنزل لأغراض شخصية إلى التجارية عبر المشاركة في المعارض وإنشاء صفحة خاصة على إنستغرام، بمساعدة زوجات أبنائها.

تشرح صليحة: "زوجات أبنائي كن مقتنعات بما أصنعه ويعتبرن ذلك إبداعاً حقيقياً، وأولى خطواتي نحو مواقع التواصل والتفكير في علامة تجارية خاصة يعود لهن، وأول معرض رسمي شاركت به كان بفضل إحداهن التي رافقتني طوال أيام المعرض وشجعتني بل وكانت تتحدث مع الناس باسمي من شدة خجلي"، بحسب قولها.

أما عُمْر نقل هوايتها إلى الصناعة التجارية فلم يتعد العام، ونجحت في هذا الظرف الوجيز من بيع كميات كبيرة من حقائب التسوق التي تصنعها سواء عبر صفحتها الخاصة، أو من المعارض الرسمية للحرف التقليدية التي تشارك فيها.

تقول صليحة إن Tote Bag مصطلح باللغة الفرنسية، وتعتبره "أكثر فعالية"، إذ أن كل حقائب التسوق التي تصنعها مفتوحة وغير مغلقة مثل الحقائب العادية، لتكون مثل الأكياس البلاستيكية التي يضع فيها الإنسان ما يقتنيه من الأسواق والمحلات.

صليحة لم تكن فقط أول من يدخل ثقافة Tote Bag إلى الجزائر، بل أول من استعمل أنواعاً مختلفة من القماش تعوّد الجزائريون أن يروها في الألبسة.

ومن أمثلة ذلك، "الكشمير" الذي قالت إن الجزائريين تعودوا على هذا النوع من القماش للمعاطف والسراويل، كما أنها تصنع حقائبها من القماش المقاوِم للماء، وتحرص على تزيينها برسومات أو أشكال ورموز من التراث الجزائري.

صليحة تبيع منتجاتها بـ"أسعار رمزية"، إذ تتراوح أسعار حقائب التسوق التي تصنعها بين 400 دينار جزائري، حوالي 2.79 دولار أميركي، إلى ألفي دينار، حوالي 14.86 دولار.

صليحة تقول إن هدف مشروعها الأساسي هو غرس ثقافة التسوق بالحقائب الصديقة للبيئة في الجزائر، خاصة وأن البلاد تستهلك سنوياً نحو 7 مليار وحدة من الأكياس البلاستيكية بحسب إحصائيات رسمية، الأمر الذي جعلها من أكبر المستهلكين للأكياس البلاستيكية في العالم.

ووفق وزارة البيئة الجزائرية فإنه من 60 إلى 80% من النفايات البلاستيكية يتم التخلص منها في مياه البحر والوديان، في الوقت الذي قدّرت فيه السلطات الجزائرية قيمة الأكياس المستهلكة بأكثر من 17 مليون دولار سنوياً.

ومنذ مطلع 2022 أعلنت الجزائر "الحرب" على انتاج واستهلاك الأكياس البلاستيكية، وبدأت بقرار يمنع السوداء منها، مرجعة ذلك إلى خطورتها على صحة الإنسان.

ومن جملة الإجراءات المتخذة "تحفيز المؤسسات الصغيرة على صناعة "أكياس قابلة للتحلل في الطبيعة من 6 إلى 12 شهراً"، وكذلك منح تحفيزات للحرفيين بهدف تشجيعهم على إنتاج وتحسين جودة الأكياس التقليدية، والاتجاه نحو استخدام "الأكياس الخضراء والمنسوجة والقابلة للطي".