حيرة أميركية.. نحمي الزهور أم نحافظ على البيئة؟

أُدرجت زهرة الحنطة السوداء، أو "Tiehm's buckwheat" ("حنطة تيهم السوداء")، على قائمة الأنواع المهددة بالانقراض في نهاية عام 2022 من جانب السلطات الفدرالية الأميركية.

ومع نحو 20 ألف عينة تنمو في عدد قليل من الأماكن على مساحة إجمالية تعادل 5 ملاعب كرة قدم، تجسد هذه الزهور في أميركا مسألة دقيقة تتمثل في تبعات التغير المناخي.

تهدف شركة أيونير إلى استخراج "22 ألف طن من كربونات الليثيوم سنويا" في موقع ريولايت ريدج، وهي بحيرة قديمة تحيط بها تكوينات بركانية، كما يوضح رئيسها برنارد رو.

يكفي ذلك لتوفير المادة الخام لبطاريات 370 ألف سيارة كهربائية كل عام لمدة 25 عاما، ويشدّد رو على أنه "من المهم تطوير سلسلة توريد وطنية لتمكين هذا التحول في مجال الطاقة".

وسيزداد الطلب العالمي على الليثيوم 5 أضعاف على الأقل بحلول عام 2030، وفق وكالة الطاقة الدولية. ويخضع الإنتاج الحالي بشكل أساسي لسيطرة هذه الدول:

• الصين.
• أستراليا.
• تشيلي.

وهو وضع إشكالي يؤدي إلى إبطاء عملية التحول إلى الطاقة النظيفة.

كما تفرض حكومة الرئيس جو بايدن في أميركا التعزيز من إنتاج الليثيوم الذي كان شبه معدوم، للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وبحسب "إيونير"، فإن الطفرة لتنويع إمدادات الليثيوم لا تعني بالضرورة التضحية بالكائنات الحية.

ويؤكد رو: "نحن مقتنعون بإمكان التعايش بين المنجم وزهرة الحنطة السوداء"، متحدثاً فقط عن "تأثير غير مباشر" على الزهرة.

ومن المتوقع أن تقضي شركة "إيونير" على 22% من موطن النبات تدريجا، وتخطط لاتخاذ إجراءات عدة، بينها إقامة ستائر مضادة للغبار، لحجب سحب التراب التي تسبب بها الشاحنات اللازمة للتنقيب.

وأجرت الشركة أيضا بحوثا بقيمة 2.5 مليون دولار على الزهرة، التي تزرعها في صوبات زجاجية وتأمل في إعادة زراعتها بالموقع.

يعتبر دونيلي أن القائمين على المشروع "يجمّلون انقراض الزهرة بأسلوب الغسيل الأخضر"، مضيفاً "يقولون إنهم سينقذون هذا النبات، في حين أنهم في الواقع سيرسلونه إلى الهلاك".

ينتقد الناشط البيئي المنجم المستقبلي الذي يزيد عمقه عن حجم مبنى إمباير ستيت في نيويورك، وترغب جمعيته في إبعاد المنجم مسافة 1.6 كيلومتر على الأقل عن الزهور، أو حتى إلغاء المشروع برمّته.

ويرد رو بأنه استثمر 170 مليون دولار منذ عام 2016 لإثبات جدوى منجمه: "الأمر ليس بهذه البساطة مثل القول إنه يمكننا فقط اجتياز الطريق للحفر في مكان آخر".

ووعدت وزارة الطاقة بالفعل بإقراض شركة أيونير 700 مليون دولار، بشرط أن تأتي نتائج دراسة تأثيرها البيئي حاسمة. وتأمل الشركة في أن تبدأ الإنتاج بحلول نهاية عام 2027.