مصريون يواجهون "الحر" بزراعة الفاكهة

حينما قرر المهندس عمر الديب إطلاق مبادرته للتوسع في التشجير، قرر تعظّيم العائد الاقتصادي للمبادرة، بزراعة الأشجار المثمرة بدلا من أشجار الزينة وهو النهج الذي سارت عليه مبادرات التشجير الأخرى التي استلهمت الفكرة.

وبينما بدأت المبادرة بهدف محاربة التلوث، يوجد أيضا دوافع إنسانية "القضاء على الفقر والجوع إلى حد ما.. وهذا ما شجعنا لتبني فكر زراعة الأشجار المثمرة".

وتم زراعة أشجار مثل الليمون والزيتون والتوت.

أما لمحاربة التلوث، يوضح الديب أن زيادة نسب ثاني أكسيد الكربون في الهواء يرفع درجات الحرارة، وهذا ما يُعرف بالاحتباس الحراري. وتساهم زراعة الأشجار في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وضخ الأكسجين وهو ما يعمل على خفض درجات الحرارة.

وفقدت مصر نحو 5 ملايين و60 ألف متر مربع من المساحات الخضراء والغطاء الشجري في الفترة بين عامي 2013 و 2023 بحسب مرصد الغابات العالمي المهتم برصد الغطاء الشجري والنباتي حول العالم.

قد تجد مبادرة "شجرها" في كل مكان حولك، فهي في:

• البلكونات.
• فوق أسطح المنازل.
• المدارس.
• الشوارع.

بحسب عمر عادل، المتطوع الدائم في أحد مبادرات التشجير.

ويوضح عادل لبلينكس أن مهمة المتطوعين لا تقتصر على زراعة الأشجار والعناية بها، بل تمتد لنشر الثقافة نفسها وتنمية وعي المواطنين بأهمية الزراعة حتى يهتموا بالأشجار في أحيائهم بأنفسهم، وفي منازلهم والأماكن التي يترددون عليها.

ويعلم عادل وزملائه المتطوعين المواطنين زراعة الخضراوات وبعض أنواع الفاكهة فوق أسطح المنازل وفي الحدائق الخلفية لمنازلهم، وهو ما يكون له مردود بيئي واقتصادي.

فيما يشرح عمر الديب، منسق مبادرة "شجرها"، أنه يتم اختيار أماكن وأنواع الأشجار التي يتم زراعتها بعناية في الأماكن التي يتم فيها الري بمياه الصرف الصحي المعالج، يتم زراعتها بأشجار خشبية.

أما الأماكن التي تتوافر فيها مياه عذبة، يتم زراعتها بأشجار مثمرة حتى يستفيد أهل الحي من ثمارها.

وتوضح أسماء الحلوجي، استشاري تنسيق حدائق ورئيس مجلس إدارة جمعية محبي الأشجار، لبلينكس أن لعمليات التشجير قواعد وأسس علمية يجب أن تؤخذ في الاعتبار من قبل المبادرات لتحقيق عائد بيئي واقتصادي.

"زراعة الأشجار الخشبية في الريف على حواف الترع يمنع انهيار جسور الترع، والأشجار الورقية ذات الظل الكبير في المناطق الأكثر تلوثا"، مشددة على أهمية التخطيط للحفاظ على التوازن البيئي في البيئات المختلفة.

وعن تمويل حملات التشجير، يحكي عمر الديب أن المبادرات المختلفة تقوم بعمل شراكات مع جهات مختلفة مثل الجامعات ومنظمات المجتمع المدني المعنيّة بالبيئة وبعض مؤسسات القطاع الخاص في إطار المسؤولية المجتمعية لتمويل شراء الشتلات وتتم الزراعة بأيدي شباب وأطفال متطوعين.

تقليل تأثيرات التغيرات المناخية واستعادة الطقس الطبيعي من خلال التشجير هي مهمة تحتاج إلى وقت وجهد كبير. يتطلب ذلك وعيا بيئيا عميقا وثقافة مستدامة، وهذا ما يتمتع به المتطوعون في مجال التشجير.

ويؤكد عادل على ذلك: "عندما أشعر أن طاقتي نفذت، أتطوع وأجدد طاقتي الإنسانية والروحانية من خلال التشجير"، ويؤمن عادل أن هناك تغييرا يحدث في البيئة وفي الوعي الجمعي للمواطنين تجاه الأشجار.

وأشارت وزيرة البيئة المصرية إلى الجهد المبذول لتحسين الوضع البيئي، وذلك من خلال مبادرة 100 مليون شجرة.

وبحسب نقيب الزراعيين، الدكتور سيد خليفة، أسفرت المبادرة عن زراعة 12.4 مليون شجرة في 27 محافظة حتى الآن، منوها أن المبادرة انطلقت عام 2022.