بيئة
.
راح العرق يتصبب من رينسكه وهي تعمل، مستعينةً بعربات اليد وبمساعدة عدد من أصدقائها الأقوياء البنية، على نزع كل حجارة الرصف من حديقتها في وسط مدينة لاهاي الهولندية، لزرع نباتات مكانها.
فهذه المرأة الهولندية البالغة 36 عاماً تشارك في مسابقة وطنية تهدف إلى تخضير المدن عن طريق إزالة البلاط وحجارة الرصف التي تغطي الأرضيات.
وتحكي أن هذه الخطوة "أفضل من كل النواحي، فالجو يصبح أكثر برودة، وصوت المدينة لا يرتد عن البلاط"، إضافة إلى أن الأرض تمتص مياه الأمطار، وأشارت إلى أن حيّها الذي يضم الكثير من الخرسانة أشبه بـ"جزيرة حرارية" حقيقية.
على حافة حديقتها التي باتت تنتشر فيها الزهور والنباتات العطرية والشجيرات، توجد ٣ أحجار رصف رمادية ضخمة يزن كل منها 25 كيلوغراما، وهي البقايا الوحيدة لما كانت عليه هذه المساحة الخارجية قبل ٣ أشهر.
أُطلِقَت مسابقة NK Tegelwippen أو البطولة الوطنية لإزالة البلاط خلال أزمة كوفيد وتقام كل عام بين شهرَي مارس وأكتوبر. وبذلك، أضافت رينسكه 300 بلاطة إلى رصيد بلدية لاهاي التي تخوض البطولة في فئة المدن الكبرى. وللمدن الصغرى والمتوسطة أيضاً فئتها. ويحصل الفائزون على جائزة "المجرفة ذهبية" أو على "حجر الرصف الذهبي".
تقول إيفا براكسما من وكالة "فرانك لي" التي ابتكرت المسابقة: "معاً، نجعل هولندا أكثر خضرة قليلاً". وشرحت براكسما أن "حجارة الرصف المعرضة لأشعة الشمس تختزن الحرارة، والبلاط لا يمتص مياه الأمطار. والاستعاضة عنها بالنباتات ينعش الحديقة، وعلاوة على ذلك، فإن المساحات الخضراء تجعل الناس أكثر سعادة".
في حوالي ١٠ حدائق، يهب المتطوعون لمساعدة المحتاجين إلى دعم في إزالة حجارة الرصف من الحدائق. ويقع قسم من أراضي هولندا، وهي دولة ذات كثافة سكانية عالية، تحت مستوى سطح البحر، وهي معرضة بشكل كبير للتغير المناخي.
تشرح براكسما أن المشاركين في المسابقة يوردون على موقعها الإلكتروني "عدد حجارة الرصف التي أزالوها وينشرون صورا لإثبات ذلك"، ثم يعاد تدوير هذه الحجارة.
وأُزيلَ هذه السنة نحو مليونَي حجر رصف من الحدائق، وفقاً لعدّاد المسابقة الذي يُظهر أن إجمالي الحجارة التي نُزِعَت منذ إطلاق البطولة فاق ١٠ ملايين. وصُدِّرَت المسابقة حتى الآن إلى بلجيكا، وأشار المنظمون إلى أنها تثير الاهتمام أيضاً في ألمانيا والنمسا وفرنسا.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة