موسم غضب الطبيعة.. بلاد عربية في مثلث الرعب

شهدت الأيام الماضية، صواعق رعدية وسيول وأمطار غزيرة في شمال شرق اليمن، أسفرت عن مقتل العشرات.

وأعلن الهلال الأحمر اليمني وفاة 57 شخصا حتى الآن جراء التقلبات العنيفة للطقس في مناطق متفرقة بالبلاد، بالإضافة إلى إصابة العشرات.

وكشفت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب، في بيان لها الأحد الموافق 11 أغسطس، عن وفاة 4 من النازحين وإصابة 10 آخرين بعد تدفق السيول إلى مخيماتهم.

وذكرت الوحدة اليمنية ارتفاع عدد المتضررين من السيول إلى2973 أسرة بتضرر كلي، بالإضافة إلى 4206 تضررت جزئيا، وذلك ضمن 41 مخيما وموقعا في مختلف أنحاء البلاد.

وشهدت ليبيا في الوقت نفسه سيولا عنيفة في مدينة الكفرة، الأحد الموافق 11 أغسطس، أثارت مخاوف حول إمكانية تكرار سيول درنة في العام الماضي.

وأعلن المتحدث باسم المجلس البلدي بالكفرة، عبد الله سليمان، أن الأمطار المستمرة منذ 3 أيام أغرقت أجزاء كثيرة من المدينة، مؤكدا أنها الأكثر غزارة منذ 72 عاما.

وفي 10 سبتمبر من العام 2023، تعرضت مدينة درنة شرقي ليبيا لهطول أمطار غزيرة مع الإعصار "دانيال" الأمر الذي تسبب في دمار الكثير من مناطق المدينة، وامتد إلى بنغازي، والبيضاء، والمرج، وسوسة.

العام الماضي، أسفرت مياه السيول المنحدرة من جبال وادي درنة بقوة جارفة عن مقتل 4 آلاف و540 شخصا، من بينهم 3 آلاف و964 ليبيا، و576 أجنبيا وفقا لإحصائيات رسمية.

ولم يختلف الأمر كثيرا في السودان، إذ أعلنت الحكومة مساء السبت الماضي الموافق 10 أغسطس، مقتل 14 شخصا وإصابة 84 آخرين وانهيار آلاف المنازل كليا وجزئيا بسبب السيول التي اجتاحت الولاية الشمالية وولاية نهر النيل ومناطق أخرى في البلاد.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا" تضرر 2766 أسرة و2832 منزلا بانهيار جزئي، و346 منزلا لانهيار كلي، بالإضافة إلى تضرر 18 مرفقا حكوميا.

وهطلت الأمطار بغزارة على 55 منطقة في الولاية الشمالية مع جريان السيول الجارفة لتعصف بما يقف في طريقها من بشر أو حجر أو شجر.

وتعرض صعيد مصر لسيول وأمطار غزيرة، إذ عانت محافظة أسوان أقصى جنوب مصر من امتداد تقلبات الطقس في شمال السودان لكن بنسبة أقل، وسرعان ما تحسنت الحالة الجوية، وعاد الطقس الحار.

أثار تساقط الأمطار بغزارة في فصل الصيف، وظهور موجات من العواصف الرعدية، والسيول القوية، تساؤلات عدة في الأقطار العربية، إذ أن مثل هذه التقلبات الجوية تُنتظر دائما في الشتاء وليس في أغسطس.

وأجابت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر على التساؤل الأكثر شيوعا حول سيول البلاد العربية، التي وصلت إلى جنوب مصر في أسوان، وأكدت أنها أمرا طبيعيا، ومن الوارد أن يحدث في فصل الصيف.

وقالت الهيئة في بيان توضيحي عبر صفحتها على فيسبوك إن الأمطار الصيفية قد تحدث عاما بعد عام، نتيجة لما يعرف بالحزام المداري، وهو خط وهمي يفصل بين الكتل الهوائية الشمالية الجافة والكتل الجنوبية الرطبة، الذي يتذبذب شمالا وجنوبا مع الحركة الظاهرية للشمس باختلاف الفصول.

وأشارت هيئة الأرصاد إلى أن عملية الحزام المداري تتسبب في تكتل وتكاثر السحب الرعدية، ما يسفر عن سقوط أمطار غزيرة وسيول، وهو ما حدث في منابع النيل بالسودان وإثيوبيا، ووصل تأثيره إلى جنوب مصر.

وتتفاوت الأمطار والسيول الصيفية من منطقة إلى أخرى، ففي وقت ضربت خلاله السودان بعنف، مرت بنسبة أقل كثيرا على جنوب مصر، ولم تظهر في شمال البلاد على الإطلاق، حيث ما زال الطقس شديد الحرارة مسيطرا.

تعرض لبنان وسوريا والأردن لهزة أرضية قوية قبيل منتصف ليل الإثنين الموافق 12 أغسطس الجاري، وفقا لما ورد عبر وكالة الأنباء السورية "سانا".

وقدرت قوة الزلزال بـ5.5 درجات على مقياس ريختر، وكان مركزه في وسط سوريا، ولم ترد تقارير حتى الآن عن أضرار بشرية أو مادية ضخمة.

وقال رئيس المركز الوطني للزلازل لوكالة الأنباء السورية، رائد أحمد، أن توقيت الهزة الأرضية كان في تمام الساعة 11:56 مساء الإثنين بتوقيت دمشق.

وفي شمال لبنان، خرج السكان إلى الشوارع خشية من الهزات الارتدادية المحتملة، وشعر السكان في العديد من محافظات الأردن بأثر الهزة الأرضية.

ورصد المركز الوطني للزلازل في سوريا 13 هزة أرضية شرق مدينة حماة، صباح الثلاثاء 13 أغسطس، كان أكثرها قوة بقدر 5.3 درجات على مقياس ريختر.

وأوضح المركز السوري أن الهزات التي تلت زلزال الإثنين، هي عبارة عن هزات ارتدادية لاحقة للهزة الرئيسية، وجميعها كانت أضعف قدرا من الهزة الأولى.