أسعار الكاكاو في ارتفاع.. هل يتأثر عشاق الشوكولاتة؟

تعد ساحل العاج وغانا من أكبر منتجي الكاكاو في العالم. وتحدد السلطات الأسعار في أكتوبر على أساس الأشهر السابقة.

وبحلول تلك المرحلة، يتم بيع نسبة كبيرة من المحاصيل مسبقا بحسب تانكريدي فويتوريز من منظمة الأبحاث والتعاون الزراعي الفرنسية (CIRAD). وهذا يقلل من تأثير تقلبات أسعار الكاكاو، سواء صعودا أو هبوطا.

ونتيجة لذلك فإن صغار المنتجين، الذين يكسبون عادة ما يكفي بالكاد للقمة العيش، لا يستفيدون من هذه الزيادة.

ومع ذلك، رفعت السلطات سعر المحصول الوسيط في أبريل بنسبة 50% ليصل إلى ما يتراوح بين 2300 و2500 دولار للطن، وهو ارتفاع متواضع مقارنة بما يمكن أن يفرضه المزارعون في البورصات الدولية.

وفي البلدان ذات الأنظمة الأقل تنظيما، مثل الكاميرون ونيجيريا والإكوادور والبرازيل، تمكن المزارعون من تحقيق مكاسب أكبر من هذا الاتجاه.

وهناك، سُمح للمزارعين ببيع حبوبهم للمشترين الراغبين في الاقتراب من الأسعار المدفوعة في الأسواق المالية. لكن هذا النهج غير المنظم يأتي مع مخاطر خاصة به، فارتفاع الأسعار يجعل الإنتاج أكثر جاذبية، بحسب ديفيد غونزاليس منسق الغرفة البيروفية للبن والكاكاو لوكالة فرانس برس.

ويكمن الخوف في أنه سيكون هناك فائض في إنتاج الكاكاو خلال السنوات الخمس القادمة.

وهذا الوقت الذي يحتاجه المزارعون الذين يأملون في الاستفادة من زراعة أشجار جديدة، مما سيؤدي إلى تراجع الأسعار.

يأتي على رأس قائمة أكبر منتجي الكاكاو في العالم، ساحل العاج بـ2.24 مليون طن وغانا بـ645 ألف طن، بحسب منظمة الكاكاو العالمية، وتتبعهما:

• الإكوادور 454 ألف طن.
• الكاميرون 290 ألف طن.
• نيجيريا 280 ألف طن.
• البرازيل 220 ألف طن.
• إندونيسيا 180 ألف طن.

تواجه شركات تصنيع الشوكولاتة صعوبات في تلبية العقود وتضطر للبحث عن الكاكاو بتكلفة عالية، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى إبطاء الإنتاج.

وذكرت شركة باري كاليبوت السويسرية في أوائل أبريل أنها سحبت أكثر من المعتاد من احتياطياتها النقدية لتمويل شراء الحبوب، ولكن كان لديها ما يكفي من الكاكاو لتلبية الطلب.

ويجد الوسطاء الصغار الآخرون صعوبة في توفير الأموال اللازمة للتكيف مع الأسعار المرتفعة.

هناك مجموعة واحدة من الوسطاء الذين سيكونون سعداء بارتفاع الأسعار.

وقال ستيف ووتردج من شركة تروبيكال ريسيرش سيرفيسيز للسلع لوكالة فرانس برس: "كان من الممكن أن يقوم المهربون بعمل جيد للغاية هناك".

وأضاف أنه كان من الممكن أن يستفيد بائعو السوق السوداء من النظام في ساحل العاج وغانا من خلال شراء الكاكاو بأسعار أعلى قليلاً من الأسعار الثابتة وبيع الحبوب في السوق المفتوحة في توغو أو غينيا أو ليبيريا أو سيراليون.

نظراً للفارق الزمني بين حصاد الكاكاو وإنتاج الشوكولاتة الجاهزة، فإن تكلفة الشوكولاتة على رفوف المتاجر الكبرى لا ينبغي من الناحية النظرية أن ترتفع إلى عنان السماء بالنسبة لعمالقة الصناعة مارس، ومونديليز، ونستله، وهيرشيز، وفيريرو.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة نستله، أولف شنايدر، في أبريل: "لقد تمت تغطيتنا إلى حد كبير كجزء من تعاقداتنا الآجلة للفترة المتبقية من العام".

ولكن مع مرور الوقت، فإن ارتفاع أسعار الكاكاو الخام سيصل في النهاية إلى الحد الأدنى.

ولتجنب تمرير التكلفة إلى المستهلكين الذين تضرروا بالفعل من ارتفاع التضخم، يمكن للمصنعين تغيير وصفاتهم، مثل زيادة نسبة البندق في نوتيلا أو تقليل حجم الحصة.

وحتى بالنسبة لصانعي الشوكولاتة الحرفيين، فإن تكلفة الكاكاو الخام لا تمثل سوى جزء صغير من المنتج النهائي.

وقال المؤسس المشارك لشركة الكاكاو الفرنسية، سيباستيان لانجلوا، لوكالة فرانس برس: "هناك هامش كبير" على ألواح الشوكولاتة، مما يخفف من تأثير ارتفاع أسعار الحبوب.

وأضاف أن شركته التي تبيع المنتجات العضوية ومنتجات التجارة العادلة لم ترفع أسعارها بعد.