كرة قدم
لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير تشيلسي يتوقع الانتفاضة الحالية لفريقه رفقة مدربه الإيطالي إنزو ماريسكا، والذي انتشل الفريق من محطة الإحباط إلى المنافسة على لقب الدوري الإنكليزي الممتاز "البريميرليغ" الغائب عن خزائن النادي منذ 2017.
وتجلت أكثر عروض تشيلسي إثارة وحماسا في الريمونتادا التي حققها، الأحد 8 ديسمبر، بعدما حوّل تأخره بهدفين إلى فوز 4 ـ 3، بالجولة 15 من البريميرليغ.
تولى الإيطالي ماريسكا (44 عاما) تدريب تشيلسي في الصيف الأخير، ونجح سريعا في بناء فريق قوي ومتماسك. وبدا أن ماريسكا قد أوجعته سخرية المحلل الرياضي والنجم السابق غاري نيفيل من تشيلسي، عندما وصفه في فبراير الماضي، بأنه فريق من الفاشلين بمليار جنيه إسترليني، وذلك عقب خسارته في نهائي كأس الرابطة أمام ليفربول.
يرى ماريسكا، الذي تخرج من أكاديمية "كوفيرشيانو" الإيطالية الشهيرة، بأن كرة القدم والشطرنج يتشابهان في العديد من النواحي، وقالت صحيفة "ذا صن" إنه استمد إلهامه وخططه من لعبة الأذكياء.
ولع ماريسكا بالشطرنج قاده لتأليف أطروحة مقارنة بينه وبين لعبة كرة القدم، جاء فيها: "هناك الكثير من أوجه التشابه بين اللعبتين، على المدرب أن يتحلى بعقلية لاعب الشطرنج.. وذلك بوضع خطة، دراسة تحركات الخصم، واختيار ترتيب القطع بعناية".
هذا النهج التكتيكي كان واضحا في اختيارات المدرب الإيطالي هذا الموسم، إذ ظل ماريسكا يقوم بتغيير تشكيلته باستمرار بما يناسب كل مباراة، وحسب حجم الخصم، من أجل مباغتة كل ما يحاول قراءة أسلوبه.
ويساعد ماريسكا في ذلك فريق شاب، إذ يبلغ متوسط أعمار فريق تشيلسي الحالي 24 عاما فقط، وهو من بين الفرق الأصغر سنا في البريميرليغ.
قام ماريسكا بصنع شراكة ناجحة في خط الوسط بين مويسيس كايسيدو وروميو لافيا. وعلى الرغم من السعر الباهظ الذي دفعه النادي لضم إنزو فرنانديز (105 ملايين إسترليني)، فإن ماريسكا نجح في نزع الضغوط الملقاة على عاتقه.
ويشكل كايسيدو ولافيا ثنائيا مرنا في مركز صناعة اللعب، مع وجود بالمر، وظهير يلعب بحرية، ويكون إما مالو غوستو أو مارك كوكوريلا، لاستكمال خط الوسط، مما يسمح بقدر أكبر من التحكم التكتيكي.
وتبرز قدرة ماريسكا الكبيرة على تطوير اللاعبين كأحد نقاط قوته، إذ نجح في توظيف علاقته السابقة مع كول بالمر خلال فترة تدريبه لفريق مانشستر سيتي تحت 21 عاما، ليحوله إلى قاتل صامت في فترة وجيزة.
ويؤمن ماريسكا أيضا بدور الأكاديمية، ويتجلى ذلك في ثقته بقلب الدفاع ليفي كولويل، كما يقوم بإدارة أوقات لعب اللاعبين بدقة تضمن عملية تدوير ناجحة في الفريق.
ويعتمد المدرب الإيطالي بشكل كبير على اتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات. وعند وصوله، طلب تحليلات مكثفة حول لياقة اللاعبين وجاهزيتهم على جميع المستويات. ويعمل مدرب اللياقة ماركوس ألفاريز، الذي انضم إليه من ليستر، ومدير الأداء برايس كافاناغ، على تحسين جاهزية اللاعبين وتقليل الإصابات. وحتى الآن، نجح تشيلسي في تجنب أزمات إصابات كبيرة.
وشهد تشيلسي تحولا هجوميا مرعبا، إذ سجل الفريق 35 هدفا حتى الآن هذا الموسم، أي 11 هدفا أكثر مما سجلوا في الموسم الماضي بأكمله. ولفت "البلوز" الأنظار، بعدما تمكن 15 لاعبا مختلفا من التسجيل هذا الموسم، مما يبرز تنوع خيارات الفريق الهجومية. ومن الناحية الدفاعية استقبل تشيلسي 18 هدفا، ما يجعله ثالث أقوى دفاع في الدوري الإنكليزي، خلف ليفربول (11)، وأرسنال (15).
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة