كرة قدم

أنشيلوتي وريال مدريد.. من "طريد" إلى "عميد"

نشر
blinx
رسم مدرب ريال مدريد الإسباني، كارلو أنشيلوتي، مسيرة خاصة له مع الفريق الملكي، كللها بالعديد من الإنجازات التي جعلته المدير الفني الأنجح في تاريخ النادي الحافل والعامر بالأسماء التدريبية المخضرمة.
وتولى كارلو أنشيلوتي تدريب ريال مدريد في ولايتين منفصلتين، أولاهما في الفترة من 2013 إلى 2015، والثانية من 2021 وحتى الآن، تمكن خلالهما إجمالا من تحقيق 15 لقبا جعلته المدرب الأكثر حصدا للبطولات في تاريخ الفريق الملكي.
لكن ما لا يعرفه كثيرون أن علاقة المدرب الإيطالي المخضرم بالنادي الملكي لم تسر على الدوام بالشكل المثالي، حيث جاء رحيله الأول في 2015 محفوفا بالعديد من الخلافات، التي كان على رأسها الخلاف المالي الذي أدى لرحيل أنشيلوتي عن ريال مدريد.
وقد اعترف المدرب، في تصريحات له مؤخرا، بأن أكثر اللحظات ندما في حياته تلك التي قرر فيها الرحيل عن ريال مدريد في ولايته الأولى، معللا ذلك بالخلافات المالية.. فكيف تحول المدرب الإيطالي من طريد في النادي الملكي إلى عميد مدربيه الذين صنعوا أمجاده والأكثر نجاحا في تاريخه؟

اعرف أكثر

بطولة تاريخية تدعم الانطلاقة

تمكن كارلو أنشيلوتي في موسمه الأول في ريال مدريد من تحقيق اللقب العاشر للنادي في تاريخ دوري أبطال أوروبا، والذي يحمل أهمية خاصة بالنسبة لـ"الملكي" وجماهيره، لأسباب عدة، على رأسها أنه أعاد الميرينغي لعرش البطولة بعد غياب 12 عاما.
كما قاد هذا اللقب ريال مدريد لتوسيع الفارق مع أقرب ملاحقيه على عرش الأكثر تتويجا بالبطولة، ميلان الإيطالي، إلى 3 ألقاب، ومنحه مذاقا خاصا لدى الجماهير أنه جاء على حساب الجار الغريم أتلتيكو مدريد، وبعد سيناريو درامي كان فيه الأخير الأقرب لحصد اللقب حتى الوقت بدل الضائع للقاء.
وبخلاف لقب دوري الأبطال، حقق أنشيلوتي مع الريال في موسمه الأول لقب كأس ملك إسبانيا بعد الفوز على الغريم الآخر برشلونة في النهائي، كما حصد في عام 2014 لقبي السوبر الأوروبي، بجانب كأس العالم للأندية للمرة الأولى في تاريخ النادي الملكي.
وفي الموسم الثاني خرج ريال أنشيلوتي صفر اليدين، بعدما دخل في خلافات مع الإدارة حول الصفقات، بجانب الخلاف المالي لأجل تمديد عقده، ليقرر الطرفان الانفصال بنهاية موسم 2014-2015.

مهمة إنقاذ.. وتحديات كبيرة

عاد أنشيلوتي في 2021 لقيادة ريال مدريد من جديد، في مهمة إنقاذ لأجل تصحيح مسار الفريق الذي انحرف قليلا في الولاية الثانية لسلفه الفرنسي زين الدين زيدان، والتي لم تشهد القدر ذاته من النجاحات التي تحققت في ولايته الأولى.
وبعدما حقق زيدان 9 ألقاب في ولايته التاريخية الأولى مع ريال مدريد، والتي استمرت لنحو عامين ونصف بين 2016 و2018، اكتفى المدرب في الولاية الثانية التي دامت نحو 26 شهرا بين 2019 و2021 بتحقيق لقبين فقط، هما الدوري الإسباني والسوبر الإسباني، وهو ما لم يكن مقنعا لإدارة فلورنتينو بيريز.
عاد أنشيلوتي ليجد فريقا مختلفا عن الذي تركه قبل 6 أعوام، وتمثل الاختلاف الأبرز في رحيل الأسطورة البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي كان القاسم المشترك الأكبر في نجاحات الملكي خلال 9 سنوات مع كل المدربين الذين تولوا قيادته، بجانب وجود عدد من اللاعبين الشباب الذين لا يزالون بحاجة للخبرة من أجل التألق.
وتمثل التحدي الأبرز لدى أنشيلوتي في ضرورة التعلم من دروس الماضي، وعدم الدخول في خلافات مع إدارة النادي حول الصفقات، والتعامل بما تحت تصرفه من لاعبين ومحاولة تطوير أدائهم بما يخدم خططه وأسلوب لعب الملكي.

نتائج سريعة.. وبطولات مذهلة

سرعان ما أظهر أنشيلوتي أنه تمكن من التعامل مع التحديات ببراعة واقتدار، فقد تمكن من تطويع قماشة اللاعبين التي كان يملكها، وإخراج أفضل ما لديهم وتوظيفهم بالشكل الذي يخدم الفريق.
وحصد المدرب الإيطالي النتائج سريعا والتي أبهرت المتابعين، خاصة بعدما توج بنسخة تاريخية من بطولة دوري أبطال أوروبا تفوق خلالها على عمالقة القارة العجوز، وأظهر أن فريقه شخصية الفريق البطل القادر على تحقيق الفوز حتى وهو في أسوأ حالاته متحديا كل الظروف.
وأطاح ريال أنشيلوتي في طريقه لتحقيق لقبه الـ14 في دوري أبطال أوروبا بمانشستر يونايتد وتشيلسي ومانشستر سيتي عمالقة البريميرليغ الثلاثة على الترتيب بعد انتصارات درامية، قبل أن يخطف اللقب من أنياب الإنكليزي الرابع ليفربول في مباراة كان فيها الأخير الأقرب للفوز.
وبخلاف حصد لقب الأبطال، تمكن المدرب الإيطالي من قيادة الملكي لاستعادة لقب الدوري الإسباني بعد غياب موسمين، بجانب التتويج بالسوبر الإسباني والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية 2022، محافظا على عجلة الألقاب دائرة طوال العام.
وفي العام التالي خرج الفريق من نصف نهائي الأبطال لصالح البطل اللاحق مانشستر سيتي، كما خسر الدوري الإسباني لصالح برشلونة، ليكتفي بتحقيق كأس ملك إسبانيا التي لم يحققها من قبل في فترته الأولى، ويضمد بها جراح عامه الذي حقق فيه مونديال الأندية سالف الذكر.

خماسية جديدة.. وعرش تاريخي

رفعت كأس الملك الأخيرة رصيد بطولات أنشيلوتي في ولايته الثانية مع الملكي إلى 6 ألقاب، وحصيلته الإجمالية في ولايتيه إلى 10 بطولات وواجه المدرب تحديات جديدة في موسم 2023-2024 تمثل أبرزها في رحيل هداف الفريق الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة.
لكن رغم ذلك تعامل أنشيلوتي مجددا بما لديه من أوراق، وتمكن من استهلال بطولات الموسم والعام بالفوز بالسوبر الإسباني الذي أقيم في المملكة العربية السعودية، قبل أن يتوج بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي، قبل أن يحصد لقب الإنتركونتيننتال.
وتخطى أنشيلوتي بلقبه الـ15 مع ريال مدريد المدرب الإسباني التاريخي للفريق ميغيل مونيوز، والذي تولى هو الآخر تدريب الفريق في ولايتين حقق خلالهما 14 لقبا، ليصبح المدرب الإيطالي بذلك الرجل الأكثر تتويجا بالبطولات في ريال مدريد، ويحظى بلقب عميد مدربيه على مر التاريخ.
وواصل مدرب ريال مدريد الإبهار والإعجاز بالتغلب على كل المعوقات التي يواجهها، والتي جاء على رأسها شبح الإصابات، عبر اختيار حلول غير تقليدية من أجل تعويض المصابين، وتقديم تشكيلة متطورة قادرة على تحقيق الأهداف، ليكسب بذلك ثقة جماهير الملكي.

هزة ملكية.. وعودة منتظرة

واجه ريال مدريد في الفترة الأخيرة هزة على مستوى الأداء والنتائج، جعلت موسم الفريق مهددا خاصة على صعيد دوري أبطال أوروبا، حيث حقق الملكي 3 انتصارات فقط في 6 مباريات، ليحتل المركز الـ20 في جدول البطولة بنظامها الجديد ويصبح مهددا بعد التأهل المباشر ضمن الـ8 الأوائل.
تلك الهزة تزامنت مع أخرى مثيلة في الدوري الإسباني، جعلت البعض يبدأ في المناداة بضرورة التغيير الفني، ورحيل المدرب الإيطالي وتعيين مدرب جديد بدلا منه من أجل تصحيح المسار واستكمال مسيرة الألقاب.
لكن رغم ذلك فإن رجال أنشيلوتي أظهروا قدرة على التعافي في المباريات، وقدموا نتائج ومستويات جيدة تؤكد أن الملكي مع مدربه الإيطالي فريق بطل يمرض ولا يموت، في انتظار إنهاء الموسم بحصد عدد جديد من البطولات.. فهل يتمكن المدرب الإيطالي من تعزيز حصيلة ألقابه؟

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة