كرة قدم

دوري أبطال أوروبا الجديد.. إثارة وعدالة وتنافسية

نشر
blinx
شهدت النسخة الحالية من دوري أبطال أوروبا (تشامبيونزليغ) تطبيق نظام جديد للبطولة، وزيادة عدد فرقها في الدور الرئيسي لتصبح 36 فريقا بدلا من 32، مع إلغاء نظام المجموعات الذي ظل يحكمها لأكثر من 30 عاما، وجعل كل الفرق تتنافس في مجموعة واحدة وفق نظام معين.
جاء ذلك من أجل زيادة القوة والتنافسية في البطولة، ومنح كل الفرق مزيدا من الفرص للتأهل للأدوار الإقصائية، بعدما أصبح التأهل في دور المجموعات محصورا على فرق بعينها من كبار القارة، باستثناء بعض المفاجآت التي تحدث على فترات متباعدة.
وجعل هذا الأمر البطولة تصاب بالرتابة والملل، مما أدى لظهور دعوات لإقامة بطولة أخرى منفصلة بعيدا عن مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) هي بطولة دوري السوبر الأوروبي، وهو ما استدعى تحركات من الأخير من أجل تطوير بطولته الرئيسية.
وكان إطلاق دوري أبطال أوروبا بنظامه الجديد يعني المزيد من المباريات والأموال لفرق النخبة الأوروبية، لكنه لم يكن يهدف إلى جعل الأندية الثرية أكثر ثراء، مثلما كان يهدف دوري السوبر في بداية الدعوات لإطلاقه خارج إطار اليويفا، وهو ما جعل أندية القارة تتمسك ببطولتها الرئيسية.
ورغم الهجوم الذي قوبل به تعديل نظام دوري الأبطال، بسبب زيادة الضغط على اللاعبين بزيادة عدد المباريات مما يجعلهم مهددين بالإصابات بشكل أكبر بسبب الإرهاق، فإنه بدا جليا ان هناك تطورا كبيرا قد حدث في المستوى الفني والإثارة والتنافسية للبطولة.. فهل نجح اليويفا بالفعل في هدفه من التطوير؟

اعرف أكثر

دراما دوري أبطال أوروبا الجديد

كان اليويفا يهدف من النظام الجديد لدوري أبطال أوروبا إلى تقديم المزيد من الدراما والمنافسة والترفيه للجماهير مقارنة بالشكل السابق، الذي كان يعتقد على نطاق واسع أنه أصبح راكدا، حيث كانت نفس الفرق تتقدم بشكل روتيني إلى ما هو أبعد من مرحلة المجموعات القديمة.
وشهدت مرحلة الدوري في النظام الجديد والتي تضم 36 فريقا، وحلت محل دور المجموعات المكون من 32 فريقا موزعة على 8 مجموعات كل منها مكونة من 4 فرق، نتائج صادمة تركت بعض الأندية الأوروبية العملاقة تواجه خطر الخروج المبكر قبل جولة واحدة من نهاية المرحلة.
وتشمل قائمة الفرق العملاقة المهددة مانشستر سيتي الإنكليزي حامل لقب نسخة 2023 من البطولة، وباريس سان جيرمان الفرنسي وصيف نسخة 2020، بل إن ريال مدريد البطل التاريخي للبطولة ظل مهددا بالخروج حتى الجولة السابعة، قبل أن يصبح قريبا مظطرا على الأرجح لخوض الملحق من أجل التأهل لدور الـ16.
كل تلك الفرق كانت تتمكن من الحسم المبكر بكل سهولة من الجولة الرابعة أول الخامسة في النظام القديم، مما كان يصيب المتابعين في بعض الأحيان بالملل، ويجعلهم يتركون متابعة البطولة حتى الأدوار الإقصائية التي تبدأ معها جرعات الإثارة والمتعة في الزيادة، وهو الأمر الذي اختلف في النظام الجديد المثير.

مواجهات نارية مرتقبة

قرار الاتحاد الأوروبي، الذي اتخذه بعد ضغط من الأندية الأكثر تأثيرا، بإدخال دوري مكون من 36 فريقا، تم تسويقه بناء على فكرة أن "لكل مباراة حسابا"، مما جعل الإحساس بالخطر مع اقتراب الجولة الأخيرة من المباريات الأسبوع المقبل مرتفعا جدا.
ونص النظام الجديد على خوض كل فريق في الدوري الموحد 8 مباريات مع 8 فرق مختلفة، بواقع فريقين من كل تصنيف من التصنيفات الـ4 التي تم تقسيم الفرق لها قبل القرعة الأولى للبطولة، على أن تقام 4 مباريات داخل الأرض و4 خارجها، ويحدد ذلك بناء على القرعة أيضا.
وأسفر ذلك عن تواجد فرق بحجم بايرن ميونخ الألماني ومواطنه بروسيا دورتموند وصيف النسخة الماضية، ويوفنتوس الإيطالي، وريال مدريد ومانشستر سيتي وسان جيرمان التي سبق ذكرها، في مراكز تؤهل للعب مباريات الملحق، لذا زادت احتمالية مواجهتها لبعضها البعض، وهو ما يعني مباريات نارية ستسفر عن خروج غير متوقع لبعض الفرق الكبرى.
على سبيل المثال، إذا ظل الترتيب كما هو عقب نهاية الجولة الأخيرة، فهناك احتمالية لأن يلتقي ليفربول الإنكليزي المتصدر مع ريال مدريد أو بايرن ميونخ أو يوفنتوس أو سيلتيك الاسكتلندي في دور الـ16، وهي ليست مكافأة على إنهاء مرحلة الدوري في الصدار، وهو ما جعل مدرب الريدز الهولندي أرني سلوت يصف المرحلة الأولى من النظام الجديد بـ"الغريبة" و"العجيبة".
وقال سلوت: "إذا كنت المصنف الأول في التنس يعلم أنه يكون دائما من الأفضل مواجهة المصنف رقم 24 بدلا من مواجهة المصنف 8 أو 12، لأن هذا التصنيف يتم منذ سنوات، فنحن الآن في الشكل الجديد لدوري الأبطال نجد بعض الفرق تتواجد في مقدمة الجدول لأن الحظ حالفها في القرعة، وتتواجد فرق أخرى في المؤخرة لأن الحظ لم يحالفها في القرعة".

مفاجآت مبكرة.. ومنافسون واعدون

بخلاف الضربات التي تعرض لها الكبار، والتي كانت بمثابة المفاجآت المبكرة في البطولة بنظامها الجديد وزادت من إثارتها، ظهرت بالتوازي مفاجآت أخرى بظهور منافسين أقوياء جدد على التأهل المبكر على حساب العمالقة، بدلا من النظام القديم الذي كانت فيه الفرق الأعلى تصنيفا تتأهل بسهولة وباستمرار من خلال مجموعاتها.
وكان اليويفا ذكر أن النظام الجديد لدوري الأبطال سيعني وجود المزيد من الفرص لمواجهات تجمع بين الفرق الكبرى مبكرا في البطولة، كما سيعني أيضا فرصا أكثر للفرق الأقل في التصنيف لمواجهة منافسين من المستوى ذاته، وفي النهاية توجد فرص لحصد المزيد من النقاط.
ويبدو أن هذين العاملين قد ساعدا في تحقيق توزيع أكثر توازنا للنتائج، مع زيادة احتمالية فقدان الفرق الأعلى تصنيفا للنقاط أمام منافسين أقوى، لنرى من نتيجة ذلك أن فرقا مثل أتالانتا الإيطالي وباير ليفركوزن الألماني وأستون فيلا الإنكليزي وليل وموناكو واستاد بريست الفرنسية وفينورد الهولندي تقترب من التأهل المباشر على حساب الفرق الكبرى سالفة الذكر.

توقيت جلب الانتقادات.. ولكن

جاء تطبيق النظام الجديد لدوري الأبطال في وقت أبدى اللاعبون قلقهم بشأن جدول المباريات المتزايد، لذا ظل القرار مثار تساؤلات، لا سيما أن إضافة مباراتين في مرحلة الدوري بالبطولة جاء في العام ذاته الذي يطلق فيه الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بطولة كأس العالم للأندية الموسعة، وهو ما زاد الانتقادات.
وذكر الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) أن أعضاءه وصلوا لمرحلة الانهيار، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من اللاعبين يلعبون عادة من 60 إلى 70 مباراة في الموسم، بينما الحد الموصى به من الاتحاد هو 55 مباراة فقط.
وقد علق مدرب ريال مدريد، الإيطالي كارلو أنشيلوتي، على زيادة عدد المباريات التي يخوضها فريقه في النظام الجديد بالقول: "نلعب مباراتين إضافيتين، لذلك فهو شيء سلبي.. لكنها في كل الأحوال تجربة جديدة، وعندما يكون هناك شيء جديد يجب النظر إليه وتقييمه في النهاية".

جوائز مالية كبيرة

وبخلاف العوامل الفنية وزيادة نسبة الإثارة والقوة والندية، فإنه مع تطبيق الشكل الجديد لدوري الأبطال كانت هناك زيادة في الجوائز المالية بنسبة لا تقل عن 25%، لتصل إلى 2.5 مليار يورو (2.8 مليار دولار) على الأقل، كما أن إضافة مباراة أخرى تقام على أرض الفرق في المرحلة الأولى تعني المزيد من عائدات التذاكر.
وكانت تقارير كشفت أن كل فريق مشارك سيحصل على نحو 18 مليون يورو نظير المشاركة في البطولة، مع مكافآت أخرى تتعلق بالنتائج في مرحلة الدوري ثم في كل المرحلة، بمعنى أن فريقا مثل ليفربول سيحصل على نحو 27 مليون يورو بسبب تصدر جدول الترتيب وتحقيق 7 انتصارات حتى الآن من 7 مباريات.

جولة ملحمية.. ومباريات حاسمة

ستكون الجولة الأخيرة من مرحلة الدوري في التشامبيونزليغ، والمقررة الأربعاء، جولة ملحمية بمعنى الكلمة، حيث تشهد إقامة 18 مباراة في التوقيت ذاته لأول مرة في تاريخ البطولة، من أجل حسم كل الأمور في تلك المرحلة، سواء الفرق المتأهلة بشكل مباشر، أو المتأهلة للملحق، أو التي ستودع البطولة وينتهي موسمها القاري تماما، دون ان تتجه إلى الدوري الأوروبي كما كان يحدث من قبل.
وكانت الجولات الـ7 الماضية شهدت ضمان فريقين فقط التأهل المباشر هما ليفربول وبرشلونة الإسباني، بينما ودعت 9 فرق بشكل رسمي، في حين أن 16 فريقا ضمنت التواجد على الأقل في الملحق إن لم تتمكن من خطف بطاقة التأهل المباشر، حيث تمتلك جميعها الفرصتين حتى الآن، فيما يظل الخطر يهدد 9 فرق بالخروج المبكر.
وقد اعترف مدرب مانشستر سيتي، الإسباني بيب غوارديولا، بأن فريقه الذي يحتل المركز الـ25 بجدول الترتيب قد يودع مبكرا، حيث قال: "قد يخرج مانشستر سيتي"، مضيفا: "إذا لم نفز فنحن لا نستحق التأهل.. لا نمتلك عددا كافيا من النقاط، ويجب أن نتقبل هذا".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة