في صيف 2023 تولى إنريكي قيادة باريس سان جيرمان، في تجربة قرر أن يطبق خلالها عصارة خبراته في ظل توافر كل العوامل للنجاح في النادي، باستثناء بعض التفاصيل الصغيرة التي تحتاج إلى مدرب محتك يتمكن من معالجتها.
وقرر إنريكي أن يطبق مبادئ الكرة الجماعية في النادي الباريسي، ويرفع قيمة الفريق فوق كل شيء، وأنه ليس هناك نجم واحد في الفريق، والالتزام فوق كل شيء، ليبدأ في غربلة التشكيلة التي بين يديه من أجل صناعة الفريق القادر على تحقيق حلم النادي وجماهيره والتتويج بدوري أبطال أوروبا.
وفتح المدرب الإسباني الباب أمام الراغبين في الرحيل، مؤكدا أنه لن يتمسك إلا بمن يرغب في البقاء فقط، ليتعرض لضربة كبيرة برحيل العديد من النجوم على رأسهم الأسطورة الأرجنتيني ليونيل ميسي والمدافع الإسباني المخضرم سيرجيو راموس، وغيرهما.
كما أدت سياسة إنريكي وفلسفته إلى رحيل البرازيلي نيمار دا سيلفا سريعا إلى الهلال، بعدما أدرك أن طريقته المزاجية في اللعب لن تتناسب مع المدرب الجاد، نظرا لعلمه بصفاته من تجربتهما السابقة معا في برشلونة.
وتعاقد إنريكي مع لاعبين بصفات معينة، على رأسهم الرغبة في اللعب وتحقيق الفوز والبطولات، واللعب من أجل الفريق أولا وأخيرا وليس لأجل أمور وإنجازات شخصية، ليضم لاعبين واعدين من أمثال برادلي باركولا وعثمان ديمبلي وكولو مواني، وغيرهم.
كما قرر المدرب الجديد الاعتماد على شباب النادي، مقتنعا بأن بعضهم قد يكونون قادرين على العطاء أكثر من النجوم، نظرا لرغبتهم في إثبات ذاتهم، وهو ما ثبتت صحة نظره فيه، ليحصل على نجوم جدد واعدين من أمثال ديزيري دوي ووارن زائير إيمري.
واختبر إنريكي تشكيلته الجديدة في موسمه الأول مع سان جيرمان، معتمدا على النجم الفرنسي كيليان مبابي كقائد للفريق، وبدأ في عملية معالجة السلبيات وتعزيز الإيجابيات وتغيير ما يحتاج إلى تغيير من أجل الوصول إلى التشكيلة المطلوبة.
وتوج المدرب الإسباني موسمه الأول بالتتويج بالثلاثية المحلية، ووصل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بعدما أطاح ببرشلونة بالفوز عليه في عقر داره بنتيجة 4-1 في إياب ربع النهائي عقب الخسارة ذهابا 2-3، قبل أن يخرج بغرابة بالخسارة ذهابا وإيابا 0-1 أمام بروسيا دورتموند النهائي.