كرة قدم

"ساونا المونديال".. مخاوف ومخاطر تهدد الجميع

نشر
blinx
تواجه فرق أوروبا المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية عدة أزمات، على رأسها ارتفاع درجات الحرارة واللعب نهارا في أغلب المباريات، وهو الأمر غير المألوف بالنسبة لهم خلال منافساتهم المحلية والقارية.
وبخلاف تقلبات الطقس وتهديد العواصف والرياح المستمر، الذي تسبب في إيقاف عدة مباريات وتأجيل انطلاقة لقاءات أخرى، يأتي الجو الحار كأحد أبرز الأمور السلبية التي تؤرق الجماهير في المدرجات، وكذلك اللاعبين والأجهزة الفنية في الملعب.

ساونا المونديال

تحدث المدير الفني لفريق بروسيا دورتموند الألماني، الكرواتي نيكو كوفاتش، عن صعوبة اللعب في درجات حرارة مرتفعة، وذلك بعدما تغلب فريقه على صن داونز الجنوب أفريقي بصعوبة بنتيجة 4-3 ضمن منافسات الجولة الثانية بالمجموعة السادسة بالبطولة.
وعلّق كوفاتش بعد المباراة بقوله "أتعرق كما لو كنت خارجا للتو من ساونا"، وكشف مدرب دورتموند عن مشاهدة اللاعبين البدلاء للشوط الأول من داخل غرف الملابس بسبب الحرارة المرتفعة، معتبرا أن ذلك كان خيارا منطقيا.
وأقيمت مباراة دورتموند وصن داونز ظهرا بالتوقيت المحلي، يوم السبت 21 يونيو، لكن كوفاتش قال إن المنافس اعتاد على ذلك، بينما فريقه كان يعاني في مثل هذه الأجواء.
ويلعب صن داونز أغلب مبارياته الحاسمة في دوري أبطال أفريقيا في أجواء مشابهة وفي توقيت متقارب على ملعبه في بريتوريا، وهو الأمر الذي عانت منه فرق شمال أفريقيا وعلى رأسها الأهلي المصري، الذي لم ينجح مطلقا في الفوز على وصيف دوري الأبطال الموسم الماضي، في ملعبه.

موجة حارة

تشير توقعات الأرصاد الجوية إلى موجة حارة قادمة خلال الأسبوع الحالي على الولايات المتحدة، مما قد يؤثر سلبا على الحضور الجماهيري، وأداء اللاعبين في المباريات، خلال الجولة الختامية لمرحلة المجموعات.
وأشارت شبكة "بي بي سي" إلى أن الأسبوع الحالي سيشهد إقامة 10 مباريات، وسط أخطار شديدة أو "شديدة جدا"، بسبب ارتفاع درجات الحرارة إلى 41 درجة مئوية، وإقامة المباريات نهارا.
وتشير التقلبات الجوية والصعوبات المناخية التي تواجه الجمهور واللاعبين والأجهزة الفنية إلى أن بطولة كأس العالم للمنتخبات التي ستنظمها الولايات المتحدة العام المقبل بالتعاون مع المكسيك وكندا، ستشهد ظروفا مماثلة.
وتحدث عالم وظائف الأعضاء البيئية في جامعة روهامبتون، والمتخصص في الإجهاد الحراري في الرياضات النخبوية، كريس تايلر، عن أزمة ارتفاع درجات الحرارة خلال المباريات قائلا: "اللاعبون الذين سيشاركون في مونديال 2026 بدأوا بالفعل التعرف على ما ينتظرهم العام المقبل مع منتخبات بلادهم".

لماذا اللعب نهارا؟

كان من المفترض أن تلجأ اللجنة المنظمة للبطولة إلى تأخير مواعيد انطلاق المباريات لتجنب درجات الحرارة المرتفعة، وإجهاد اللاعبين والجمهور وتعريضهم للخطر، لكن ذلك لم يحدث لأسباب تسويقية.
وتنطلق المباريات ظهرا بتوقيت أميركا، أو في الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، من أجل زيادة نسب المشاهدة التلفزيونية، وذلك بسبب فارق التوقيت بين الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا وآسيا.
وعقب تايلر بقوله "ارتفاع درجة الحرارة سيكون الخصم الأصعب في بطولات كأس العالم التي تستضيفها أميركا (أندية ومنتخبات)"، وذلك بعدما ازدادت الشكاوى من الجماهير واللاعبين والمدربين في هذا الصدد.
وأصدر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بيانا، أكد خلاله استمرار مراقبة الظروف الجوية بالتنسيق مع فرق تنظيم البطولة لضمان تجربة آمنة وممتعة للجميع، دون التطرق أو الإشارة إلى إمكانية تعديل مواعيد المباريات لتقام ليلا.

ملاعب الرعب

قالت منظمة "كرة القدم الخالية من الوقود الأحفوري" في الولايات المتحدة إن القلق يتزايد بشكل خاص خلال الأسبوع الحالي فيما يتعلق بالمباريات التي تقام في الملاعب غير المغطاة والتي تسمح لأشعة الشمس بالتعامد على رؤوس الجماهير في المدرجات.
وأشارت المنظمة إلى أن مباريات ريال مدريد الإسباني وباتشوكا المكسيكي، وبنفيكا البرتغالي وبايرن ميونخ الألماني، وبوكا جونيورز الأرجنتيني وأوكلاند سيتي النيوزيلندي، هي الأكثر عرضة لخطر ارتفاع درجات الحرارة التي تصل إلى ٤١ درجة مئوية.
لكن حتى الملاعب الأخرى شهدت معاناة من اللاعبين والجماهير، فبعد خسارة أتلتيكو مدريد برباعية دون رد أمام باريس سان جيرمان في افتتاح مباريات المجموعة الثانية، قال ماركوس يورينتي لاعب الفريق الإسباني: "الطقس كان حارا للغاية، أصابع قدمي وأظافري كانت تؤلمني، إنه أمر لا يصدق".
كما أكد مشجعون اضطرارهم لمغادرة المباراة ذاتها بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وصعوبة شراء المياه، ووجود طوابير طويلة على صنابير المياه في الملعب بسبب الإقبال المتزايد عليها للتخفيف من وطأة الحر.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة