ثورة تعديلات.. هل يُغير مونديال الأندية قوانين كرة القدم؟
جاءت كأس العالم للأندية بالولايات المتحدة، لتنذر بتأثير المناخ على مستقبل البطولات التي تقام في الصيف، وأبرزها كأس العالم للمنتخبات التي تستضيفه أميركا وكندا والمكسيك في صيف 2026.
وشهدت مباريات مونديال الأندية توقفات وصلت إلى ساعتين في بعض الحالات، بسبب تحذيرات الأرصاد الجوية من العواصف والأعاصير والأمطار في محيط الملاعب، الأمر الذي تكرر 7 مرات، وتسبب في انتقادات بالغة للولايات المتحدة.
وجه اتحاد اللاعبين المحترفين العالمي "فيفبرو"، تحذيرا من تأثير الحرارة الشديدة في الولايات المتحدة على اللاعبين المشاركين في المونديال، مع الإشارة إلى أن المشكلة ستظل قائمة في بطولة كأس العالم الصيف المقبل.
وتستمر البطولة لمدة شهر في الفترة ما بين 15 يونيو إلى 13 يوليو في 11مدينة بالولايات المتحدة، تشهد لموجة حارة خلال فترة إقامة المباريات، الأمر الذي دعا اتحاد اللاعبين المحترفين لإصدار تحذيراته والمطالبة باتخاذ تدابير إضافية لحماية اللاعبين.
وكان اتحاد اللاعبين المحترفين قد طالب بتأخير انطلاق المباريات عدة ساعات في الأيام التي تشهد درجات حرارة مرتفعة، بحسب وكالة "
أسوشيتد برس" بدلا من إقامة أغلب المباريات نهارا بسبب فارق التوقيت الكبير بين الولايات المتحدة وأوروبا وأفريقيا وآسيا.
لكن الاتحاد الدولي تجاهل طلب اتحاد اللاعبين المحترفين العالمي قبل البطولة، ورفض إجراء أي تعديلات في مواعيد المباريات، بسبب العقود التجارية وعوائد البث وكثرة المباريات المُجدولة يوميا.
كشف "فيفبرو" عن أن 6 من بين 16 مدينة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تستضيف بطولة كأس العالم للمنتخبات الصيف المقبل، ستكون ساخنة جدا، وستعرض اللاعبين لخطر الإصابة بالإجهاد الحراري.
وحذر الاتحاد من اللعب في مدن بعينها، مثلا أتلانا وداراس وهيوستن وكانساس وميامي ومونتيري، على الرغم من أن بعضها مدن بها ملاعب مغطاة ويمكنها تجنب الأجواء الحارة بالخارج.
وأشار المدير الطبي في الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، فينست جوتبارج، في مؤتمر صحافي، إلى أن التقديرات تشير إلى تفاقم الأزمة خلال السنوات المقبلة، وليس فقط في مونديال 2026.
وتلعب بطولات كأس العالم في الصيف، إذ تستضيف إسبانيا والبرتغال والمغرب مونديال 2030 في شهري يونيو ويوليو، في مدن تشهد درجات حرارة تقترب من 38 درجة مئوية.
وقال جوتبارج إن توقعات الطقس بالنسبة لبطولة 2030، "ربما تكون أسوأ مما يحدث الآن"، مشيرا إلى أن اللاعبين قد لا يتحملوا اللعب في درجات حرارة مرتفعة في جداول مباريات مزدحمة، تحت ضغط عصبي مستمر.
اقترح اتحاد اللاعبين المحترفين، إجراء تعديلات على قانون كرة القدم خلال المباريات في السنوات المقبلة، تشهد المزيد من التوقفات، وزيادة فترات الراحة بين الشوطين، حفاظا على اللاعبين.
ويطالب "فيفبرو" بزيادة استراحة ما بين شوطي المباراة إلى 20 دقيقة بدلا من 15 دقيقة، وذلك حتى تنخفض درجة حرارة الجسم الأساسية للاعبين، لمساعدتهم على الاستشفاء السريع بين الشوطين.
كما دعا اتحاد اللاعبين إلى ضرورة اعتماد 6 توقفات للمباراة، بواقع مرة كل 15 دقيقة، لالتقاط الأنفاس، فيما يعرف حالية باستراحة التبريد، المعتمدة لمرة واحدة فقط في كل شوط بالدقيقة 30.
من جانبه قام الفيفا خلال بطولة كأس العالم للأندية بتخفيض الحد الأقصى لفترات التبريد، وتركها لتقدير الحكم والمراقب وفقا لأجواء المباراة استنادا على المعلومات الواردة من اللجنة المنظمة.
ويضع الاتحاد الدولي المزيد من المياه والمناشف على حدود الملاعب ليسهل الوصول إليها من اللاعبين في أي وقت خلال المباريات، دون الحاجة إلى بداية فترات التبريد، أو بين شوطي المباراة أو توقف اللعب، كما يوفر الفيفا مقاعد تظليل للبدلاء والأجهزة الفنية.
ورحب الأمين العام للاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، أليكس فيليبس، بإجراءات الفيفا في مونديال الأندية، وقال: "نحن سعداء بهذا التجاوب بمجرد انطلاق البطولة".