هل يحقق "عدو باتمان" حلم أرسنال الضائع؟

موسم أرسنال الماضي، كان مفعما بإهدار الفرص أمام المرمى، والتي كان بعضها سهلا للغاية، ليتقد مدرب الفريق ميكيل أرتيتا، وكذلك الجماهير، أن الحل هو التعاقد مع لاعب هداف استثنائي، لحل هذه الأزمة.

وذهب أرسنال في سوق الانتقالات الحالي، للبحث عن هداف من بين عدة خيارات قليلة لتدعيم الهجوم، لينجح في النهاية في ضم السويدي فيكتور غيوكيرس مهاجم سبورتنغ لشبونة، صاحب السجل التهديفي المبهر.

ويأمل أرسنال في أن يعود مع غيوكيرس إلى منصة التتويج بلقب بريميرليغ، التي غاب عنها منذ 2004، متمنيا أن يكون 22 عاما وقتا كافيا للانتظار من أجل الفوز بأغلى بطولات الكرة الإنكليزية مرة أخرى.

نجح الفريق اللندني في حسم صفقة غيوكيرس بنحو 64 مليون إسترليني، وحصل على توقيع اللاعب لمدة 5 مواسم مقبلة، بعد أشهر من الشائعات والمفاوضات التي تعثرت بشدة قبل أن تحدث الانفراجة الأخيرة.

ويحتفل غيوكيرس بالأهداف، من خلال عقد يديه على نصف وجهه الأسفل، في إشارة إلى "باين" العدو اللدود لباتمان، في عالم "دي سي كوميكس"، والذي يستخدم قوته البدنية الهائلة ضد خصومه، تماما كما يفعل المهاجم السويدي مع المدافعين.

"عدو باتمان" أثبت تفوقا كاسحا على مدافعي الدوري البرتغالي، وسجل 97 هدفا في 102 مباراة فقط مع سبورتنغ لشبونة، بالإضافة إلى تقديم 26 تمريرة حاسمة لزملائه، كما سجل معدلا رائعا للتهديف الموسم الماضي، بتسجيل 54 هدفا في 52 مباراة.

ويعتمد غيوكيرس بشكل رئيسي على المساحات الخالية في دفاعات الخصوم، ليستغل سرعته وقوته البدنية في السيطرة على الكرة وتسديدها بدقته الكبيرة إلى شباك المنافسين، بعد أن يتخلص من الدفاع.

ويقول تحليل صحيفة "ديلي ميل" إن غيوكيرس على الرغم من قوته البدنية فهو يتميز بالخفة والسرعة أيضا، مما يمكنه في ضرب خطط التسلل الدفاعية للخصوم، والتفوق عليهم في السرعة والالتحامات الفردية، مما يجعله لاعبا من طراز استثنائي.

انتقل غيوكيرس من فريق برومابوجكارنا السويدي في يناير 2018 إلى برايتون، لكنه لم يلعب دقيقة واحدة في الدوري الإنكليزي الممتاز، ليخرج في إعارة تلو الأخرى إلى سان بولي الألماني، ثم داخل إنجلترا في سوانزي وبرايتون وكوفنتري، قبل أن يرحل إلى الدوري البرتغالي.

وسيعود غيوكيرس كأحد أغلى المهاجمين في البريميرليغ الذي لفظه من قبل، بسبب قلة جودته وقوته البدنية، الأمر الذي تغير تماما خلال فترة لعبه مع سبورتنغ لشبونة، التي أهلته للعود كمنتصر إلى الدوري الذي غادره رغما عنه.

وقال مصدر في نادي كوفنتري لصحيفة "ديلي ميل" إنه لا يمكنه التأكيد على أن غيوكيرس سيشارك بنفس حصيلة الأهداف والمساهمات الهجومية مع أرسنال في بريميرليغ، كما كان يفعل في الدوري البرتغالي مع سبورتنغ لشبونة.

وأشار المصدر إلى أن هناك فارقا كبيرا في المستوى الفني بين أندية البرتغال ونظيرتها في إنكلترا، مضيفا: "ليس البرتغال فقط، في ألمانيا أيضا الفرقة من الثامنة وحتى آخر الجدول، لو لعبت في بريميرليغ ستتذيل الترتيب.

وفي تحليل لشبكة "سكاي سبورتس" تبين أن غيوكيرس أفضل من كل مهاجمي أرسنال في العديد من الجوانب، وبخلاف التهديف والمساهمات التهديفية، فهو يركض بالكرة لمسافات أطول من كل منافسيه في النادي اللندني.

وتشير الإحصائيات إلى ركض غيوكيرس مسافة 53.3 متر في كل مباراة، مقارنة بـ48 مترا للبرازيلي غابريل جيسوس مهاجم أرسنال، وزميله الألماني كاي هافيرتز الذي يركض بالكرة 40.4 متر في كل مباراة.

وقال آدي فيفياش مدرب غيوكيرس السابق في كوفنتري إن اللاعب السويدي يختلف كليا عن نجوم أرسنال الحاليين في مركز المهاجم، مضيفا: "لديه القدرة على الركض بالكرة، وهو أحد أفضل مميزاته".

وأشار فيفياش إلى أن غيوكيرس يسجل عددا كبيرا من الأهداف غير العادية في كل موسم، موضحا: "أي مهاجم يسجل 3 أو 4 أهداف رائعة كل موسم مع أهداف أخرى عادية، لكنه يسجل 12 أو 13 أو 14 هدفا رائعا كل موسم".

وتنتظر جماهير أرسنال أن يكشف غيوكيرس عن كامل قوته في الموسم الجديد، لمساعدة الفريق على تحقيق حلم العودة بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز، ومحاولة الفوز بأول ألقاب النادي في دوري أبطال أوروبا.