إيطاليا وإسرائيل.. كرة قدم على وقع الحرب

تترقب الجماهير الإيطالية يوم 14 أكتوبر الحالي، ليس لتشجيع منتخب بلادها ضد إسرائيل في الجولة السادسة لتصفيات أوروبا المؤهلة لنهائيات كأس العالم، وإنما لاستمرار الاحتجاجات ضد الفريق الضيف.

وتنظم الجماهير الإيطالية احتجاجات مستمرة بالقرب من مقر إقامة المنتخب الإيطالي، الأمر الذي تسبب في توتر وضغوطات على اللاعبين قبل المباراة المصيرية.

وتحتل إيطاليا المركز الثاني في المجموعة التاسعة بتصفيات أوروبا المؤهلة لكأس العالم برصيد 9 نقاط، بينما تأتي إسرائيل خلفها بفارق الأهداف ورصيد النقاط ذاته، لكن مع لعب مباراة واحدة أكثر من "الآزوري". وحقق المنتخب الإيطالي فوزا صعبا على إسرائيل بنتيجة 5-4 في فترة التوقف الدولي بشهر سبتمبر الماضي، مما يشير إلى صعوبة المواجهة المصيرية التي تصاحبها أجواء مشحونة الثلاثاء المقبل.

وتحتاج إيطاليا للفوز على إسرائيل والنرويج لضمان التأهل لنهائيات كأس العالم 2026 بشكل مباشر، أو على الأقل الحصول على فرصة لدخول ملحق التصفيات، لتنهي غيابها عن بطولات كأس العالم.

الجماهير الإيطالية توجهت إلى مقر تدريبات منتخب إيطاليا في فلورنسا وطالبت بإلغاء المباراة بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، ضمن إضرب وطني شهد خروج الملايين إلى الشوارع الإيطالية بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

ورفعت الجماهير لافتات "لا تلعبوا المباراة"، على الرغم من أن ذلك قد يؤدي إلى خروج إيطاليا تماما من حسابات التأهل إلى نهائيات كأس العالم بخسارة نقاط اللقاء كاملة وإمكانية تعرضها لعقوبات إضافية.

لكن المدرب الوطني لمنتخب إيطاليا جينارو غاتوزو قال في المؤتمر الصحفي قبل المباراة: "نسمع ما يحدث بالخارج، يتسبب ذلك في ضغوطات بالطبع، أنا إنسان ويؤلمني ما يتعرض له المدنيون خاصة الأطفال، لكن أمامنا واجبا علينا القيام به".

وأشار غاتوزو إلى أن الانسحاب أمام إسرائيل سيكلفه الخسارة بنتيجة "0-3" ليؤكد أن فريقه مضطر للتركيز في عمله من أجل خوض المباراة بصورة طبيعية.

سيكون يوم 14 أكتوبر يوما للاحتجاج وليس فقط للمباراة، إذ اتفقت روابط جماهيرية ومجموعات لنشطاء على أن يتجمهر الآلاف خارج الملعب دون الدخول إلى الاستاد في أوديني.

وعلق غاتوزو على الأمر قائلا: "الأجواء لن تكون هادئة، سيكون هناك 10 آلاف شخص خارج الملعب، بينما سيكون النصف تقريبا في المدرجات خلال المباراة".

وتم بيع نحو 4 آلاف تذكرة فقط للمباراة التي ستقام في ملعب فريولي، الأمر الذي جعل غاتوزو يعترف بصعوبة الأجواء وأنها "ليست طبيعية"، لكنه شدد على أن فريقه مضطر لخوض المباراة، وقال إن "غابرييل غرافينا رئيس الاتحاد الإيطالي سبق أن شرح الموقف".

ومن المتوقع أن يتعرض منتخب إسرائيل كذلك لضغوطات قوية واحتجاجات عارمة فور وصوله إيطاليا المشحونة بالمظاهرات الغاضبة إزاء الانتهاكات التي تحدث ضد المدنيين في قطاع غزة من الجيش الإسرائيلي.

ولحماية بعثة المنتخب الإسرائيل، قالت صحيفة "ماركا" الإسبانية، إن الموساد الإسرائيلي سيراقب البعثة في إيطاليا وسيقيم في مقر إقامتها لحمايتها بالتنسيق مع الأمن الإيطالي.

أما وزارة الداخلية الإيطالية فقررت وضع خطة أمنية استثنائية غير مسبوقة للمباراة التي ستشهد احتجاجات ومظاهرات خارج أسوار الملعب، بالإضافة إلى الاحتجاجات التي ستحيط بمقر إقامة إسرائيل.