كيف يهدد شبح ساوثغيت مستقبل أرتيتا؟
اعتمد غاريث ساوثغيت، مدرب منتخب إنكلترا السابق، بشكل رئيسي على اللعب النمطي والكلاسيكي، خاصة الكرات الثابتة والضربات الركنية، للوصول إلى الأهداف من أقصر الطرق، وهو الطريق ذاته الذي يتبعه ميكيل أرتيتا مع أرسنال.
لكن على الرغم من ذلك، فشل ساوثغيت في الفوز بأي بطولة مع المنتخب الإنكليزي، ورحل في النهاية خالي الوفاض، وعندما أراد تغيير طريقة اللعب والتخلص من الاعتماد فقط على الكرات الثابتة والانتقال من "البراغماتية العملية" إلى مرونة أكثر وديناميكية حاسمة، تدهورت نتائج الفريق ورحل المدرب.
وينتهج أرتيتا النهج ذاته في الوقت الراهن، ويعتمد بشكل كبير على الكرات الثابتة وتحديدا الضربات الركنية في تسجيل الأهداف، وهو ما فعله في آخر ظهور للفريق بالجولة الثامنة أمام فولهام، إذ سجل لياندرو تروسارد هدف المباراة الوحيد بعد عرضية من ركنية.
وسجل أرسنال مع أرتيتا 36 هدفا من الضربات الركنية، أكثر بـ15 هدفا على الأقل من أي فريق آخر في الدوري الإنكليزي الممتاز منذ بداية موسم 2023-2024.
عمل أرتيتا مساعدا لبيب غوارديولا في مانشستر سيتي، وشبهه الجمهور بالمدرب الإسباني، لكن نهجه في اللعب تغير وبات يتم تشبيهه بجوزيه مورينيو بسبب طريقته الدفاعية واعتماده على الهجمات المرتدة.
لكن بعد الاعتماد على الكرات الثابتة بات أرتيتا أقرب للشبه إلى ساوثغيت، خاصة في بطولة يورو 2024، ويكمن التشابه أيضا في أنه يكون قريبا للغاية من التتويج بلقب ثم يحصل على المركز الثاني في النهاية.
كما أن تجربة أرتيتا تتشابه مع ساوثغيت، في سعيه للفوز بأول لقب دوري منذ 2004، بينما سعى مدرب إنكلترا للتتويج بأول مونديال منذ 1966، وكلاهما لم ينجح، لكن لمدرب أرسنال المزيد من الفرص بما فيها الموسم الحالي.
تولى أرتيتا منصبه في أرسنال خلفا لأوناي إيمري في ديسمبر 2019، وكان النادي يكافح للعودة من جديد بين الكبار وأندية المقدمة المنافسة على الألقاب بعد اعتزال مدربه التاريخي أرسين فينغر، وكان على الإسباني أن ينظف الفوضى في النادي ويعيد البناء من جديد.
وتشير شبكة "إي إس بي إن" إلى أن غرفة الملابس كانت بها الكثير من الأزمات مع وصول أرتيتا إلى تدريب أرسنال، وكانت الإدارة الأميركية للنادي في مرمى هجوم الجماهير الذين ظنوا أن فريقهم ينهار دون رجعة، لكن مهمة أرتيتا نجحت في إعادة الانضباط والطموح للنادي وللجماهير.
وبعد اعتماد أرتيتا على كرة قدم لا تعجب الجماهير في كثير من الأحيان، تعرض لانتقادات، لكن ساوثغيت الذي يشبهه أرتيتا قال في مقابلة مع "إي إس بي إن" قبل بطولة يورو 2024، ردا على انتقادات مماثلة: "الناس يحبون كرة القدم الخيالية غير الموجودة، هناك قلة من الفرق تلعب بهذا الأسلوب، لكن أي مدرب يفكر دائما في التوازن المثالي الذي يناسب فريقه".
ولدى أرتيتا حساباته الخاصة التي يكمن أبرزها في التغلب على تفوق مانشستر سيتي وليفربول والهيمنة على لقب الدوري الإنكليزي، وتحقيق انتصارات على المنافسين المباشرين بأي أسلوب وأي طريقة، دون النظر إلى كرة القدم الممتعة.
لكن تدهور النتائج مع الاعتماد على طريقة الأداء ذاتها، سيجعل شبح ساوثغيت يظهر من جديد ليطارد أرتيتا، لكن هذه المرة ليس بالشبه المفرط بينهما، وإنما بالإقالة.