سوريا على أعتاب الحلم.. هل يقترب رفع الحظر عن ملاعبها؟
أعاد اللقاء المفاجئ الذي جمع رئيس الجمهورية السورية أحمد الشرع، برئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو في الدوحة، إلقاء الضوء على أحد أكثر الملفات تعقيدا في ملاعب اللعبة عربيا وقاريا، والمتعلق بالحظر المفروض على الملاعب السورية منذ عام 2011.
وتناول اللقاء بين الطرفين سبل تطوير كرة القدم السورية وإمكانية عودة المباريات الدولية إلى الأراضي السورية، وأحدث صدى واسعا بين الجماهير التي بدأت تحلم برؤية منتخبها الوطني يلعب مجددا أمام جمهوره.
فرض الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA الحظر الكامل على الملاعب السورية في عام 2011 بعد تصاعد الأحداث الأمنية في البلاد، واعتبر حينها أن الظروف "غير آمنة لإقامة أي نشاط دولي".
ومن وقتها اضطر المنتخب السوري إلى خوض جميع مبارياته الرسمية على ملاعب محايدة، أبرزها في الأردن وماليزيا وغيرهما، مما شكل عبئا كبيرا على الاتحاد السوري واللاعبين على حد سواء، مع كثرة التنقلات بين الدول بخلاف خسارة ميزة اللعب بين جماهيرهم.
وفي عام 2022، أعلن FIFA بالتعاون مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عن إرسال بعثة مشتركة إلى دمشق لتقييم الوضع الأمني والبنية التحتية الرياضية تمهيدا لاحتمال تخفيف القيود.
لكن رغم أن هذه الزيارة لم تؤد إلى قرار رسمي وحاسم بشأن رفع الحظر، فإنها اعتُبرت وقتها إشارة إيجابية أولى من جانب الفيفا للمضي قدما في هذا الصدد.
على الأرجح فإن رفع الحظر ليس قرارا سياسيا في المقام الأول بقدر ما هو تقني وأمني، خاصة أن الاتحاد الدولي لا يعتمد على التصريحات، ولكن يستند إلى تقارير ميدانية دقيقة تقيم عدة محاور أساسية.
أول هذه المحاور يخص الاستقرار الأمني الفعلي في المدن المرشحة لاستضافة المباريات، وتحديدا دمشق واللاذقية وحلب، بخلاف تأهيل الملاعب لتطابق المعايير الدولية من حيث جودة العشب وأنظمة الإضاءة وغرف تبديل الملابس وأمن وسلامة الجماهير وأكثر من ذلك.
تشير تقارير متخصصة إلى أن معظم الملاعب السورية، مثل ملعب العباسيين في دمشق وملعب الحمدانية في حلب، تحتاج إلى ترميم شامل بعد سنوات من الإهمال والتلف، إضافة إلى تحسين البنية الخدمية المحيطة بها.
كما تحدثت تقارير محلية عن تحركات رسمية لاستعادة الأموال المجمدة لدى الفيفا لاستخدامها في مشاريع تطوير الملاعب والبنية التحتية الرياضية، مما قد يمهّد الطريق أمام عودة تدريجية للنشاط الدولي.
مجرد محاولة أم تحول حقيقي؟
يعتقد كثيرون أن اللقاء بين الشرع وإنفانتينو، رغم رمزيته الكبيرة، فإنه لا يعني أن رفع الحظر أصبح وشيكا، لكنه يعكس رغبة سياسية واضحة في إعادة دمج سوريا رياضيا بعد عزلة دامت عدة سنوات.
لكن المؤكد أن الفيفا لن يصدر أي قرار بشأن رفع الحظر ما لم يقتنع بوجود ضمانات أمنية وتقنية مكتملة على أرض الواقع قبل الإعلان الرسمي خلال الفترة المقبلة.