"حرب أهلية".. ماذا فعلت تصريحات صلاح في ليفربول؟

جاءت تصريحات الجناح المصري محمد صلاح لاعب ليفربول بعد تعثر فريقه أمام ليدز في البريميرليغ بالتعادل 3-3 في ظل وجوده على مقاعد البدلاء، لتشعل الأمور أكثر في النادي الذي يعاني هذا الموسم.

ووصف المحلل الإنكليزي لويس ستيل تصريحات صلاح بعد المباراة بأنها "أشعلت الحرب الأهلية في ليفربول"، مشيرا إلى وجود صراعات واضحة بين نجم وأيقونة الفريق ومدربه الهولندي أرني سلوت.

وأشار ستيل إلى أن صلاح "لم يخفِ وجهه في إيلاند رود" مثلما فعل عندما جلس بديلا قبل أيام أمام سندرلاند في أنفيلد، وقرر أن يتحدث عما يشعر به لوسائل الإعلام بعد المباراة وظهر مثل "رجل مسلح بالإحباط والغضب".

وتوجه صلاح بعد المباراة إلى جماهير ليفربول في إيلاند رود ولوح لهم بذراعيه، في لقطة فسرها البعض على أنها توجيه التحية للجماهير، ورآها آخرون أنها وداع لأولئك الذين تغنوا باسمه على مدار السنوات الماضية.

لا يحب صلاح الظهور بعد المباريات ليتحدث كثيرا، إذ فعل ذلك لآخر مرة دون أن يكون مضطرا بسبب فوزه بجائزة رجل المباراة، الموسم الماضي أمام ساوثهامبتون، وتحدث عن امتعاضه من إدارة النادي التي لم تعرض عليه عقدا جديدا وقتها.

وبعد تصريحات صلاح، حصل اللاعب المصري على عقد جديد لموسمين إضافيين، ليأمل هداف ليفربول التاريخي في البريميرليغ بأن يحدث الأمر ذاته بعدما تحدث عقب مباراة ليدز ورفض تعامل مدربه معه.

وقال صلاح بعد المباراة: "يبدو أن النادي تركني تحت الحافلة، هذا ما أشعر به، واضح أن هناك من يريد إلقاء اللوم علي بالكامل، لا أصدق جلوسي على مقاعد البدلاء لثالث مباراة على التوالي".

وأشار النجم المصري إلى أنه كان يتمتع بعلاقة جيدة مع المدرب ثم انهار الأمر بينهما فجأة، وأضاف: "يبدو أن هناك من لا يريدني في النادي، لكنني أحب هذا النادي وسأظل أدعمه وكذلك بناتي".

وفيما يبدو أنها رسالة وداع، قال صلاح: "اتصلت بأمي وطلبت منها أن تحضر مباراة برايتون، لا أعرف إذا كنت سأشارك أم لا، لكن سأستمتع لأنني لا أعرف ما الذي سيحدث، بعد أن أذهب إلى كأس الأمم الأفريقية".

وشدد صلاح على أنه يرفض وضعه الحالي تماما، ولن يقبل بدور البديل الذي حدث 5 مرات خلال الموسم الجاري، من بينها 3 مباريات متتالية في البريميرليغ، فاتحا الباب أمام كل الاحتمالات بعد أمم أفريقيا.

وسيطير صلاح إلى مصر للانضمام لمعسكر الفراعنة للمشاركة في بطولة كأس أفريقيا التي تنطلق في المغرب بداية من 21 ديسمبر الجاري وحتى 18 يناير المقبل.

ووضع صلاح مدربه سلوت في ورطة إضافية بعد تصريحاته الأخيرة، فإذا تم استبعاد اللاعب تماما سيواجه غضب الجماهير التي تعشق أيقونة ناديها وما زالت تدعمه، وإذا أشرك اللاعب فسيكون ذلك بمثابة هزيمة له في "الحرب الأهلية" بحسب لويس ستيل في تصريحات لصحيفة "ديلي ميل".

ويواجه سلوت إمكانية تعرضه للإقالة بعد سوء النتائج التي وضعت ليفربول حامل اللقب في المركز 8 في البريميرليغ هذا الموسم حتى الآن، وجعلته بعيدا عن المنافسة على اللقب في وقت مبكر للغاية.

ويتوقع أن يدخل المدير الرياضي ريتشارد هيوز ورئيس مجموعة فينواي الرياضية مايكل إدواردز في الأزمة، لكن سيكون عليهم اختيار أي طرف من بين الاثنين لدعمه، سواء صلاح أو سلوت.

وتزداد احتمالية رحيل سلوت إذا استمرت النتائج السلبية خلال الشهر الجاري، بينما قد يسعى صلاح إلى الرحيل في يناير إذا وصلته عروضا مناسبة، بعدما أعلن رفضه للوضع الراهن "بعد كل ما قدمه للنادي" على وحد وصفه.