"قنبلة التأشيرة".. مونديال أميركا يواجه ثورة جماهير أوروبا

عبرت روابط جماهيرية في أوروبا عن رفضها للقيود التي تفرضها الولايات المتحدة على الراغبين في الحصول على التأشيرة لحضور مباريات كأس العالم 2026.

وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد وجّه بفرض ضوابط وتدقيقات صارمة على كلّ شخص يرغب في الحصول على تأشيرة لدخول الولايات المتحدة، تشمل التدقيق في حسابات التواصل الاجتماعي.

وتلزم الولايات المتحدة السياح من 42 دولة تستخدم نظام الإعفاء من التأشيرة الإلكترونية بتقديم معلومات عن الحسابات التي امتلكوها خلال السنوات الـ٥ الماضية وإرفاقها ضمن طلبات التأشيرة.

رابطة مشجعي كرة القدم في أوروبا أعلنت رفض التدقيق الجديد في تأشيرة الولايات المتحدة، وقال رونان إيفان المدير التنفيذي للرابطة إنّ "خطط الحكومة الأميركية بشأن التأشيرة خلال كأس العالم مرفوضة تماما".

واعتبر إيفان أن القيود الجديد التي تفرضها أميركا على المشجعين "ضد حربية التعبير والحق في الخصوصية التي تعد ضمن حقوق الإنسان المعترف بها عالميا".

وذكر مدير الرابطة الأوروبية أنّه "لا مجال لتنازل أي مشجع في كأس العالم عن حقوقه لمجرد أنّه يريد عبور الحدود وحضور مباريات منتخب بلاده في الولايات المتحدة".

وكان الرئيس الأميركي قد أصدر أمرا تنفيذيا في فبراير الماضي يهدف إلى خضوع جميع الأجانب الراغبين في الحصول على تأشيرات دخول الولايات المتحدة لتدقيقات جديدة صارمة.

وكشف مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية لشبكة "سي إن إن"، الثلاثاء 9 ديسمبر الجاري، أن إدارة الرئيس ترامب ألغت 85 ألف تأشيرة منذ يناير الماضي عندما بدأت الولاية الثانية للرئيس الحالي.

ونقلا عن مصادر في وزارة الخارجية الأميركية، أكدت وكالة "رويترز" أن الولايات المتحدة ترفض منح التأشيرات للذين يعملون في مجالات معينة مثل الإشراف على المحتوى والتحقق من الحقائق كجزء من تدقيق معزز.

وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قد قال في مايو الماضي إن الولايات المتحدة اعتمدت "سياسة لتقييد منح التأشيرات للأجانب الذين يرفضون رقابة على الأميركيين".

وأبلغت وزارة الخارجية جميع السفارات والقنصليات الأميركية بالعمل على "تدقيق طلبات تأشيرات الطلاب للتأكد من خلوها من أي مواقف معادية تجاه الولايات المتحدة أو مواطنيها وثقافتها وحكومتها ومؤسساتها المختلفة".

وباتت الخارجية الأميركية تفرض بالفرض تقديم حسابات التواصل الاجتماعي ضمن الملفات للمتقدمين للحصول على تأشيرة دخول أميركا كجزء من عملية التدقيق بموجب أمر ترامب التنفيذي في فبراير.

وبحسب بي بي سي حذرت الخارجية الأميركية من أن أيّ طلب يتم تقديمه لا يشمل معلومات متعلقة بحسابات وسائل التواصل الاجتماعي "قد يؤدي إلى رفض طلب التأشيرة في الوقت الحالي وكذلك في المستقبل".

ويقدم الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تسهيلات للجماهير تساعدهم على الحصول على تأشيرة كأس العالم بشكل أسرع وبنسب أكبر في القبول، بحسب الموقع الرسمي لاتحاد اللعبة.

وأعلن الفيفا في نوفمبر الماضي أن أي مشجع يحصل على تذكرة في مباريات كأس العالم "سيستفيد من نظام منح الأولوية في جدولة مواعيد التأشيرة لدخول الولايات المتحدة بنظام - FIFA PASS".

وقال السويسري جياني إنفانتينو رئيس الفيفا في تصريحات بعد مقابلة الرئيس الأميركي في واشنطن الشهر الماضي: "يسرني الإعلان عن نظام - FIFA PASS الذي يتيح لكل مشجع أولوية الحصول على تأشيرة لحضور مباريات كأس العالم".

وبعد نشر صورة له مع ترامب على "إنستغرام" علق إنفانتينو: "أميركا ترحب بالعالم، وهناك تعاون وثيق بين الفيفا والبيت الأبيض لتنظيم حدث عالمي رائد بمعنى الكلمة، نسعى لأن تكون هذه أعظم نسخة لكأس العالم وأكثرها شمولا في التاريخ".

لكن إنفانيتنو لم يكشف إذا كانت جماهير كأس العالم ستحصل على التدقيق الصارم ذاته بتقديم ملفات تشمل حساباتها في آخر 5 سنوات على مواقع التواصل الاجتماعي، أم أن أولوية الدخول التي ستحصل عليها ستجنبها ذلك.