"""الجرب"" يغزو بريطانيا.. مؤشر لحكة عالمية؟"

ينتشر مرض الجرب، أو المعروف بـ"scabies" المسببة للحكة والطفح الجلدي، من خلال ملامسة الجلد عن قرب، وتهدد أي شخص، ويتطلب اتخاذ إجراءات سريعة لمنع المزيد من الانتشار.

ومع ذلك، فإن خياري العلاج الأساسيين في بريطانيا، "البيرميثرين" و"الملاثيون"، ظلا غير متوفرين منذ أشهر، بسبب مزيج قوي من اضطرابات سلسلة التوريد، والحرب في أوكرانيا، وارتفاع تكاليف المواد الخام.

ويتحمل شمال إنجلترا العبء الأكبر من هذه الزيادة، إذ سجل شهر نوفمبر (2023) ضعف حالات الجرب المعتادة. ويخشى المسعفون أن يؤدي عدم توفر العلاجات المتاحة بسهولة إلى تفاقم انتشار المرض، ما قد يخلق مشكلة صحية عامة قابلة للانفجار.

يثير تفشي الجرب في دور الرعاية مخاوف من حدوث أزمة صحية عامة أوسع نطاقا، وطلاب الجامعات وكبار السن معرضون للخطر مع انتشار جائحة الجرب في بريطانيا.

ويحث أطباء الأمراض الجلدية على اتخاذ إجراءات، لأن تفشي الجرب يهدد السكان المعرضين للخطر.

ألغاز المسافر الصغير عن الجرب أثارت الفضول لعدة قرون. لا يزال المكان الذي شق طريقه إلى الوجود لأول مرة، وكيف أصبح رفيقًا شائعًا للبشر وأصدقائهم ذوي الفراء، لغزًا رائعًا.

مثل الهمسات التي تضيع في مهب الريح، تظهر أولى آثار الجرب في النصوص القديمة مثل الكتاب المقدس، ما يشير إلى تاريخه الطويل والمثير للحكة.

ولكن في عام 1687، ظهر بصيص من التفاهم. أطل اثنان من المستكشفين الفضوليين، بونومو وسيستوني، عن قرب بما يكفي لكشف القناع عن الجاني، وهو سوس صغير أطلقوا عليه اسم Sarcoptes scabiei.

لقد كانت لحظة تاريخية، وهي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تحديد السبب الحقيقي لمرض يصيب الإنسان.

في حين أن هذا اللغز المثير للحكة قد لا يزال يحمل بعض الأسرار، فإن العلماء المتفانين مسلحون بأدوات متطورة لكشف قصته. ومن خلال الخوض في ألغاز الجينات والجزيئات، قد يتمكنون يومًا ما من كشف النقاب عن أصول هذه الآفة المستمرة ورقصتها المعقدة مع مختلف الثدييات.

على الرغم من ماضيه القديم، لا يزال الجرب يشكل عقبة كبيرة بالنسبة للكثيرين اليوم. في المجتمعات حول العالم، لا يزال هذا المرض الجلدي المهمل والمعدي يسبب عدم الراحة واعتلال الصحة.

ولكن مع تضافر جهود العلم والطب، قد يتم إيجاد طرق لتهدئة الحكة وكتابة نهاية أكثر سعادة لهذه القصة من الرعب الصغير.

لا يزال الجرب -وهو حالة جلدية شديدة الحكة تسببها العث المجهرية- مصدر قلق منتشرًا على الصحة العامة في جميع أنحاء العالم. ورغم أن الفاشيات غالباً ما ترتبط ببيئات محدودة الموارد فإنها يمكن أن تحدث حتى في البلدان المتقدمة في ظل ظروف معينة. دعونا نتعمق في العوامل التي تؤدي إلى تفشي الجرب في جميع أنحاء العالم.

النقاط الساخنة للجرب

المناطق ذات الكثافة السكانية العالية ذات المناخ الدافئ والرطب مثل أمريكا الوسطى والجنوبية وأفريقيا وجنوب شرق آسيا والهند وجزر الكاريبي وشمال أستراليا توفر أرضًا خصبة لتكاثر عث الجرب. وتؤدي محدودية الوصول إلى المرافق الصحية والنظافة الصحية والرعاية الصحية المناسبة إلى تفاقم المشكلة.

ظروف المعيشة المزدحمة

في البلدان المتقدمة، من المرجح أن يحدث تفشي الجرب في الأماكن التي بها اتصال جسدي وثيق وأماكن معيشة مشتركة. ويمكن أن تصبح المدارس ودور الحضانة والرعاية وحتى السجون بؤرًا مؤقتة لانتقال الجرب بسبب المساحات المشتركة وخيارات النظافة الشخصية المحدودة.

وفي المناطق ذات الفصول المختلفة، مثل المملكة المتحدة، غالبًا ما ترتفع حالات تفشي الجرب خلال أشهر الشتاء. ويتزامن هذا مع قضاء الأشخاص وقتًا أطول في المنازل، متجمعين معًا في بيئات دافئة، ما يخلق ظروفًا مواتية لانتقال العث.

التقليل من الحكة

قد يكون تتبع حالات الجرب بدقة أمرًا صعبًا. إذ يفضل بعض الأفراد، خاصة في البلدان المتقدمة، العلاجات المتاحة دون طلب الرعاية الطبية. وهذا النقص في التقارير الرسمية يعوق جهود الرصد والمكافحة الفعالة.

مكافحة الحكة

على الرغم من التحديات، توجد استراتيجيات فعالة لإدارة الجرب. إن رفع مستوى الوعي حول ممارسات النظافة، وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، وتنفيذ برامج العلاج المستهدفة في البيئات عالية المخاطر هي خطوات حاسمة في الحد من تفشي الجرب. التشخيص المبكر والعلاج الفوري بأدوية مكافحة المرض يمكن أن يكسرا بشكل فعال دورة انتقال المرض ومنع المزيد من الانتشار.