"جيلاسيوس التونسي".. أصل عيد الحب عربي

يتفق المؤرخون حول رواية تُخبرنا عن الإمبراطور الروماني كلاوديوس الثاني، الذي منع في القرن الثالث زواج الشبان بهدف إلحاقهم بجيشه، والمشاركة في الحروب دون ترك زوجات وأبناء خلفهم.

في هذه المرحلة من القصة، يظهر القديس فالنتاين الذي تحدّى أحكام الإمبراطور وزوّج المحبّين في السر، فتم سجنه لتتخذ الرواية الأسطورية منحى درامياً بوقوع البطل فالنتاين في غرام ابنة سجّانه، فتقرّر إعدامه لاقترافه هذا "الذنب"، وترك لحبيبته رسالة وداع مازال نصها يُعتمد إلى اليوم في بطاقات المعايدة: "كن فالنتيني".

أما عن الجزء العربي من القصة، فيقول المؤرخ التونسي عبد الستار عمامو إن الشخصية التي حدّدت تاريخ 14 فبراير، فهي البابا جيلاسيوس الأول، ثالث أساقفة روما ذو الأصل التونسي.

ويوضح عمامو لبلينكس، أنه وفقاً لأرشيف الكنيسة الكاثوليكية، فإن جيلاسيوس ينحدر من مقاطعة أفريكا أي تونس حالياً، وتحديداً من "عرش جلاص"، إحدى أكبر القبائل الأمازيغية في تونس.

يجمع المؤرخون أن جيلاسيوس الأول من محافظة الكاف شمال غربي تونس، التي كانت تتبع الإمبراطورية الرومانية تحت مسمّى سيكافينيريا.

وكان سكان سيكافينيريا يحيون مهرجاناً للخصوبة كل سنة من 13 إلى 15 فبراير، فيتقرّبون للآلهة بتقديم الهدايا والقرابين لزيادة خصوبة النساء وحملهن خلال ذلك العام، ليتم أثناء مراسم الاحتفال أيضا اختيار الشريك.

جيلاسيوس بصفته ابنا أصيلاً لهذه المنطقة، قرر بعد سفره إلى روما في القرن الخامس ميلادي، نقل هذه الطقوس تخليداً لذكرى فالنتاين الذي أُعدم أيضا في 14 فبراير، ثم وقع اعتماده رسمياً في سجل أعياد القديسين عام 496 ميلادي.

وفي العام 1916، تحوّل يوم 14 فبراير إلى مناسبة تجارية بعدما بدأت شركة أميركية في تصنيع بطاقات مخصصة للفالنتاين، وبات منذ ذلك التاريخ عيداً للتجارة المربحة.