"التبوريدة" المغربية.. فن الفارس والخيل

تأتي "التبوريدة" أو "عروض الفانتازيا" أو كما يسميها البعض "الخيالة" أو "الباردية"، كفرع أساسي من فنون الفروسية المعروفة بالمغرب، ويعود تاريخها إلى القرن الـ15 الميلادي.

ما هي "التبوريدة" المغربية؟

فن التبوريدة هو استعراض للفرسان يحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار، حيث تنطلق الخيول في سباق لنحو 100 متر، ينتهي بإطلاق النار في الهواء.

في البداية، لم تكن التبوريدة لعبة، وإنما كان تكتيكا يُستخدم في البداية من قبل المقاتلين ضد الاحتلال، بينما كانت المراسم تقام عندما يركب الفرسان، الخيول ويمسكون بالبنادق في مواجهة صفوف الأعداء، بحسب اليونسكو.

اليونسكو تعترف بالتبوريدة

في ديسمبر 2021، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة يونسكو، "التبوريدة" على قوائمها للتراث الثقافي غير المادي العالمي، ويوضح مسؤول مغربي إن مسابقات "التبوريدة" تهدف إلى الحفاظ على هذا التراث الأصيل للمغرب وتطويره.

جاء ذلك بحسب عبد الصادقي محمد رضي، مدير الحريسة الوطنية وهي مؤسسة متخصصة في إنتاج الخيول البربرية والعربية بمدينة الجديدة، التابعة للشركة الوطنية لتشجيع الفرس، في حديث للأناضول.

كيف تبدو عروض الفنتازيا؟

وسط تشجيعات الجمهور، تشهد المنافسات مشاركة أكثر من 41 فريقا، يتكون الواحد من 11 إلى 15 فارسا.

وعادة ما تبدأ العروض باصطفاف الفرسان في صف مستقيم، يتقدمهم "المقدم" أو قائد الفريق.

ويتميز المقدم بلون لباسه التقليدي الخاص المكون من جلباب وسلهام، وهو لباس تقليدي أمازيغي مغربي، فيما يرتدي كل الفرسان نفس لون اللباس وشكل الخياطة.

وقال رضي، وهو أيضا حكم التبوريدة، إن هذه المسابقات تندرج في إطار البطولة الوطنية التي تنظمها الشركة الوطنية لتشجيع الفرس بالشراكة مع الجامعة الملكية الاتحاد المغربية للفروسية.

كيف يتم تحكيم مسابقات التبوريدة؟

المباراة التي أجريت الجمعة ١٠ مايو، استضافت 28 فرقة من فئة الكبار، و13 من الصغار".

ولفت رضي، إلى أن المباريات تعرف تحكيما يحترم عدة معايير مثل طلقة البندقية، والهدة، التي تعني حركات الفارس والخيل.

وتابع "الطلقة تكون عبر احترام الانطلاقة واللعب بالبنادق، وفي الأخير يجب أن تكون الطلقة موحدة، وهي اللحظة التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر".