معرفة
.
يعيش الإنسان في عالم واسع، لم يكتشف كل شيء عنه بعد، ومهما بلغ حجم المعرفة لدى البعض يظل هناك جزء كبير مظلم غير مكتشف على هذا الكوكب، وهذه مهمة "صائدي الأشباح".
يعمل الكثير من الباحثين والمحققين على إيجاد الدلائل المادية حول وجود الكثير من الأشياء التي يصعب على الإنسان تصديقها، مثل الأشباح والوحوش، والكائنات الفضائية والعمالقة، والأشياء الخفية في الأماكن المهجورة من بحيرات وغابات وجبال.
بعض العلماء والباحثين رأوا أشياء لم يتمكنوا من توثيقها، على حد قولهم، لكنهم أكدوا على وجود أشياء كثيرة مبهمة في عالم ما وراء الطبيعة، على رأسها "الأشباح".
ولا يتعلق الأمر كثيرا عند الباحثين بالتصديق من عدمه، بقدر ضرورة الحصول على دليل قبل التحدث إلى العامة، خاصة فيما يتعلق بالكائنات الفضائية، لكن أغلبهم اتفقوا على شيء واحد وهو أن "ما يعرفونه سيُرعب العالم"، فما أبرز ما توصلوا إليه؟
كرّست محققة الكائنات الفضائية ناتالي بيرس حياتها من أجل الوصول إلى حقيقة وجود مخلوقات قادمة من الفضاء إلى كوكب الأرض، ومحاولة التواصل معها، وتوثيق ذلك بالدلائل.
وقالت ناتالي بيرس، في مقابلة نشرتها صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، إنها كانت تعمل ممرضة في الأساس، لكنها دخلت عالم ما وراء الطبيعة، عندما شاهدت بأم عينيها أشباحا كاملة الجسد في المستشفى، على حد وصفها.
وتشير ناتالي إلى أن أكثر ما جذبها في عالم الظواهر غير المعروفة، هو الفضاء ومن يأتون منه إلى كوكب الأرض، لتؤسس مجموعة على فيسبوك، مع زميل آخر متحمس، يُدعى آش إليس، لتتبع الأمر.
وعلى عكس المتوقع، كشفت ناتالي أن نسبة 99.9% من التقارير التي تتحدث عن وجود أطباق فضائية طائرة وعلامات لرحلاتها في السماء، يمكن تفسيرها وفقا للظواهر الطبيعية والتغيرات في حالة الطقس.
ومع مجموعتها الصغيرة على "فيسبوك" تواصلت ناتالي مع العديد من الأشخاص في المملكة المتحدة، لاصطحابهم في جولات لمطاردة الفضائيين أملا في التوصل إليهم، وسجلت معظم روايات الأشخاص الذين أكدوا مشاهدتهم أطباقا طائرة أو مخلوقات فضائية، وبدأت العمل.
وتقسم مجموعة تتبع الفضائيين، الكائنات المجهولة إلى نوعين:
لكن هناك جانبا آخر سلبيا، إذ تقول ناتالي إن عائلتها تعتقد أنها مجنونة تماما، بعد أن تحدثت عن وجود فجوات زمنية، وأن بعض البشر نقلوا لعمل تجارب عليهم من قِبل الفضائيين، مشيرة إلى أنها تعلمت أن تتجاهل كل هذه الانتقادات، وكأنها تتمتع بـ"جلد ثخين".
وعن الدلائل، قالت ناتالي إنها وفريقها حققوا إنجازا كبيرا بتسجيل وميض شديد من الضوء جاء من السماء وتم التقاطه بالكاميرات على الطريق السريع باتجاه موقع قريب من بريستون، وظهرت كتلة قزحية الشكل في السماء على شكل كرة رغبي تدور حول محورها، ثم تلاشت في غضون 5 ثوان.
وتحسم مجموعة ناتالي الجدل، وتؤكد بنسبة 110% على وجود الكائنات الفضائية، وتضيف بيرس: "إنهم يريدون التواصل معنا، ما نحتاجه هو إفصاح الحكومة، لكنني لا أتوقع حدوث ذلك قريبا، لأنه سيُخيف الجميع".
تكتسب بحيرة لوخ نيس السحرية في اسكتلندا شهرة طاغية بسبب "الوحش" الذي يختبئ تحت مياهها العذبة.. وعلى الرغم من عدم رؤيته، أو تسجيل أي دليل على وجوده، فإن مراقب البحيرة آلان ماكينا يؤكد أنه يشعر به.
ويروي ماكينا قصته مع "وحش البحيرة"، قائلا: "كنت في السابعة من عمري، عالقا في منزل أجدادي في إدنبره، ووجدت كتابا يحمل صورة وحش غريب على الغلاف، فتعجبت، وطلبت من والدي قراءته أكثر من مرة، وكان بعنوان: وحش بحيرة لوخ نيس".
ويضيفا ماكينا: "بعد عام أو أكثر، زرت البحيرة في رحلة تجديف، وسقطت في الماء، وأنا مقتنع بأن شيئا ما جذبني إلى الأسفل لم أحدد هويته، صُدمت من الماء البارد، قبل أن ينقذني والدي، لكنني أصبت منذ ذلك الحين برهاب البحر والخوف من المسطحات المائية العميقة والمظلمة".
قصة السقوط في الماء تلك جعلت هناك رابطا ما بين ماكينا ووحش البحيرة، كما يقول.. سخر الغواصون من فكرة وجود وحش في البحيرة وذهب 4 منهم للغوص والتأكد، لكنهم عادوا ليؤكدوا عدم تكرار هذه التجربة بتاتا لأن الرؤية منعدمة بالأسفل على بعد 4 أقدام، رغم أن البحيرة عمقها 23 ميلا، ولم ينجح أحد في الغوص بمسافات بعيدة إلى أسفل ليخبر العالم بما رآه.
ويحاول مراقب بحيرة الوحش إيجاد تفسيرات علمية للأمر، ويفتح مجالا لاحتمال أن يكون الوحش هو عبارة عن كائن بحري غريب، مثل البليصور الأصلي، أو سملك السلور، لكن ماكينا يجد نفسه غير قادر على تفسير الأمر بهذه الطريقة، ويعلق: "ليست لدي إجابة واضحة".
ومثلما حدث مع ناتالي مطاردة الفضائيين، تعرض ماكينا لإساءات واتهامات بالجنون، لكنه يؤكد دائما لهم أن هذا وقته الخاص الذي يود أن يستمتع به في "الطقس النيسي" مع المنظار والملابس المقاومة للماء وما يكفي من طعام، مؤكدا أنه لا يود أبدا التعرف على الوحش الكامن تحت سطح البحيرة.
لم تكن الزوجة في البداية مقتنعة بما يقوله شريكها مدرس التربية البدنية عن الأشباح ورؤيته لها، وكيفية تعامله معها، حتى رأت بنفسها، ليشكلا معا "عائلة آدامز لصيد الأشباح".
ونشرت صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية قصة عائلة آدامز، التي ترك كل أفرادها عملهم وتفرغوا لمطاردة الأشباح في الأماكن المهجورة والمسكونة، مع طفلتين، عمر الأولى 10 سنوات وتدعى سنو، والثانية 7 سنوات واسمها بيبل.
الزوج يُدعي بول كيني، وزوجته هي كايمي جيفري، وكلاهما انطلق في عالم ما وراء الطبيعة، وانعزل تماما عن الحياة الطبيعية.
وتقول عائلة آدامز إن الفتاتين الصغيرتين باتت لديهما القدرة على الشعور بأشياء غير مرئية، ورؤية الطاقات والأشباح والأرواح المختلفة عندما تقتحم العائلة مكانا أبلغ عن نشاط خارج للطبيعة به.
وكالعادة، يقول كيني، كبير عائلة صيد الأشباح، إن الناس يعتبرونه مجنونا، وكذلك أسرته الصغيرة، لكنه يؤكد بكل تحد أنه سيثبت للجميع ما يحدث.
ويعتبر كيني وزوجته أن مطاردة الأشباح والخوارق الطبيعية أهم بالنسبة لهما من العمل، إذ ترك عمله في التعليم بعد 10 سنوات خبرة، وكذلك كايمي بعد 18 عاما، لكنه يضيف في حيرة: "لا أعرف إذا كنا أغبياء بتخلينا عن وظائفنا أم لا، لكننا نريد أن نقوم بشيء نحبه".
لكن كيف بدأت قصة العائلة مع مطاردة الأشباح؟ تقول جيفري إنها لم تكن مقتنعة بمثل هذه الأشياء، حتى أخذها زوجها إلى منزل مسكون للاحتفال بعيد ميلادها عام 2022، وهناك التقطت الكاميرا الخاصة بهما شبحا، ليبدأ عملهما في التحقيق والمطاردة.
ومنذ ذلك الحين، أصبحت عائلة آدامز تقتحم الأماكن المهجورة والمنازل المسكونة، وتقوم بجولات مرعبة في أماكن مظلمة، وتشارك في تجارب لألعاب مخيفة مثل الويغا والجلسات الروحانية، وغيرها من الأشياء.
مرت الباحثة ديبوراه هاتسويل بليلة غيرت حياتها، عندما كانت في الخامسة عشرة من عمرها عام 1982، وشاهدت بعينها مخلوقا غريبا في حديقة بويلي هيل في سالفورد بالمملكة المتحدة، وتقول عنه: "كان شيئا مثل قرد ورجل في آن واحد، له حاجبان كثيفان، بدا وكأنه إنسان نياندرتال، وكان مرعبا للغاية، فتركته وركضت بعيدا".
أطلق على المخلوق الغريب الذي تحدث عنه أكثر من شخص في المملكة المتحدة اسم "بيغ فوت"، أو "ذو القدم الكبيرة"، وكرّست هاتسويل حياتها فيما بعد لمحاولة الوصول إليه مرة أخرى لتخبر العالم به وتوثق تجربتها معه، لكن دون جدوى.
ونشرت "ذا ويك" قصة هاتسويل مع "بيغ فوت"، وقالت الباحثة التي أصبحت تعرف بمتتبعة البيغ فوت، إنها نشرت إعلانات في الصحف بجميع أنحاء المملكة المتحدة للعثور على شهود آخرين رأوا ذلك المخلوق، وبحثت في مقالات قديمة منذ القرن الثاني، لتجد أن هناك بلاغات عن رجل ذي شعر كثيف يظهر في الغابة.
ونجحت متتبعة "بيغ فوت" في الحصول على "آلاف الشهادات" من أناس رأوه، على حد قولها، مضيفة: "بعض الناس تعرضوا لصدمة مثلي عندما شاهدوه لأول مرة، حتى لو هربت من تلك اللحظة ستظل تطاردك طوال حياتك". ونشرت هاتسويل كتابا عن الناس الذين شاهدوا البيغ فوت أو ظواهر خارقة أخرى، وعملت حوار "بودكاست" لمحاورة أولئك الناس، وقالت إن لديها قائمة طويلة من المنتظرين الآن للظهور معها ورواية قصصهم، مضيفة: "يريدون التأكد من أنهم ليسوا مجانين كما يصفهم الناس".
وتحاول متتبعة البيغ فوت إيجاد هدف سام وراء مطاردة المخلوق الغامض، قائلة: "إن هذه المخلوقات تعيش على الطعام البري والدواء البري من الطبيعة، هناك الكثير يمكننا تعلمه منهم كبشر، لكن علينا أولا جمع الأدلة لكي يأخذنا الناس على محمل الجدل، أما أنا فما زلت أرى وجهه في كل ليلة".
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة