تستغرق عمليات النسج بين أسبوعين إلى 4 بحسب حجم الزربية، التي تبدو أشبه بلوحة فنية حيث تختلف الزرابي في الألوان والنقوش، "وفقا لما توحي به نفسي.. أعرف أي لون يناسب الآخر"، كما توضح إيجا باستحياء وهي تتحدث بالأمازيغية اللغة الأم في المنطقة.
وتستطرد صفية أمنوتراس موضحة أن نسج الزرابي "يتم بالفطرة ولا يعتمد على تصميم مسبق، وإنما يتبع الشكل الذي تريده المرأة وتعبر من خلاله عن مشاعرها سواء إيجابية أكانت أو سلبية". بغض النظر عن التعبير، يظل هذا النشاط الحرفي بالأساس مصدر الدخل الأساسي للعاملات.
في الصباح الباكر كل خميس، تقصد الكثير منهن سوقا أسبوعية لعرض إبداعاتهن، حيث يقتنيها منهن وسطاء بسعر لا يتعدى متوسطه 25 دولارا، وفق إيجا بنشري. وتشكو هشاشة الصانعات في مسار التسويق "لم نعد نربح سوى القليل.. نجتهد في المساومة لكن السماسرة يفرضون في النهاية السعر الذي يناسبهم، فنضطر للقبول لأن هذا مصدر عيشنا".
وتأسف لكون "أسطا" أي نسج الزرابي باللغة الأمازيغية، "لم يعد يجذب الفتيات اللواتي يفضلن مهنا أخرى بدخل أفضل".
على الجانب الآخر من جبال الأطلس الكبير غربا، تُعرض جل تلك الزرابي في بازارات مراكش، العاصمة السياحية للمملكة، لتباع بأسعار قد تصل حتى 10 أضعاف المبلغ الذي كسبته الصانعات، ويمكن أن تصل إلى مبالغ خيالية في بعض منصات التسويق الإلكتروني.
وأنشئ في الآونة الأخيرة مجمع للمعارض في تازناخت لتشجيع نحو 30 تعاونية على عرض منتجات الصانعات مباشرة، على ما يفيد مديره محمد توفيق. ويعتزم المجمع توفير تدريب على التسويق الالكتروني، لفتح إمكانات جديدة أمام الصانعات.
لكنّ تراجع مداخيلهن، فضلا عن منافسة الزرابي الصناعية العصرية، "يطرح اليوم إشكالية فقدان هذا التراث.. إذا لم يتم تثمينه ليصبح مربحا ماديا"، وفق ما تنبّه امنواتراس.