سوق ديانا، أقدم أسواق القاهرة عادت إليها الحياة مؤخرا

على مقربة من السينما يقف مؤمن، أحد باعة السوق أمام بضاعته المكونة من "أكواب أنتيكية"، مروحة قديمة تعود إلى ستينيات القرن الماضي، أسطوانات غرامافون تحمل صورة أم كلثوم، وغيرها من الأشياء التي يجمعها بحرص من تجار الأنتيكات، ويأتي ليبيعها في السوق كل يوم سبت.

يقول مؤمن إن تاريخ هذا السوق يعود إلى سنوات قديمة، كان مختصاً بالعملات والأحجار الكريمة فقط، ومع مرور السنوات خفتت حركة البيع في السوق، لكن كان التجار يعرضون بضاعتهم للبيع أونلاين، ويتفقون مع الزبائن على الأسعار على الإنترنت، ويأتون لتسليم البضاعة واستلام ثمنها في مكان السوق.

ويضيف في حديثه لبلينكس أن "الكثير ممن كانوا يحجزون البضاعة على الإنترنت كانوا يتخلفون عن القدوم لاستلامها، فبدأنا نعرضها على الأرصفة، فكانت تباع، وهكذا تكوّن السوق بشكله الحالي".

حركة الرواج التي صاحبت اشتهار السوق على الإنترنت لم تجذب له المشترين فقط، بل البائعين أيضاً. يقول مؤمن "هذا جذب للسوق بائعين الروبابيكيا (الثياب المستعملة)، وبعض الباعة الجائلين، لم يصبح سوقا للأنتيكات فقط".

ويتذكر مؤمن "قديماً كان زبائني يأتون إلى بالبدل الرسمية لشراء الأنتيكات، كان سوق ديانا بمثابة عيد لهم، الآن أصبح أقرب للأسواق الشعبية".

يقول "صحيح أن السوشيال ميديا ساعدت على ازدحام السوق، لكن أغلب الزوّار الآن يأتون لمشاهدة البضاعة فقط دون شراء".

على العكس منه، يقول طارق، وهو بائع آخر يتنوّع ما يعرضه بين الأطباق المطلية بالفضة والأنتيكات والتماثيل المنحوتة، إن "الانترنت ساعد على انتعاش حركة البيع في السوق قليلاً، خاصة واني أعرض كل بضاعتي على الإنترنت".

ويضيف "أنا عندي متجر لبيع التحف والأنتيكات، ومع ذلك منذ سنوات وأنا أحرص على المجيء لعرض بضاعتي في سوق ديانا كل يوم سبت، هذا السوق له طابع خاص، وزبونه مميّز".

لا يعتبر رمضان نفسه مجرد بائع للأنتيكات في السوق، يقول لبلينكس إنه "يجمع القطع الفنية والتراثية القديمة والتحف ويأتي لبيعها في السوق"، ويضيف "زبائننا من الفنانين والمثقفين، ونحن أيضا فنانون، الأمر أشبه بفنان يبيع لفنان قطع فنية".

ويتابع رمضان "أنا لا أبيع التحف فقط، أنا أيضا اشتريها من الزبائن، فالأشخاص الذين يبحثون عن تجديد منازلهم، أو يتخلصون من أشياء قديمة عندهم، نحن نشتريها منهم ونفحصها، نجد بداخلها كنوز، ما بين عملات قديمة، خطابات، كتب قديمة عليها إهداءات وموقعة وغيرها من الأشياء".

تحرص شهيرة التي تقيم في منطقة وسط البلد على زيارة السوق أسبوعياً. تقول لبلينكس إن زيارة السوق بمثابة نزهة أسبوعية لها "حتى لو لم اشتر شيئاً، هذا السوق يشبه متحف مفتوح تتجدد التحف والمعروضات الفنية فيه أسبوعياً".

وتضيف "حين يأتي لزيارتي أصدقاء أجانب، أحرص أن أصطحبهم إلى هذا السوق، التحف والأشياء المعروضة هنا بعضها نادر جداً، وتباع بأسعار زهيدة مقارنة بقيمتها وتاريخها".