غادة والي.. من منصة الفائز إلى مقعد المتهم

والي مصممة غرافيك مصرية، على الموقع الإلكتروني الخاص بالاستديو الفني الذي أسسته، تقتصد المصممة في ذكر تفاصيل عن خلفيتها الأكاديمية.

لكنها تؤكد على خوضها بعض التجارب المميزة، كونها أحد متحدثي TED العالميين للعام ٢٠١٧، و أحد الوجوه على قائمة فوربس لأهم ٣٠ شخصا تحت سن الثلاثين في مجال الفنون.

تقول والي كذلك إن من بين عملاء الاستديو الخاص بها شركات عالمية، ومؤسسات حكومية كوزارة السياحة المصرية وحتى منظمات دولية كمنظمة اليونيسكو وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

في يوليو من العام ٢٠٢٢ كانت والي في ذروة نجاحها، فتصميماتها تزين ملصقات الأفلام السينمائية، وتزين جدران محطات مترو الأنفاق في العاصمة المصرية القاهرة.

إلا أن منشورا على موقع فيسبوك بدأ في إحداث جلبة، إذ زعم فنان روسي يُدعى جورجي كوراسوف، أن تصميمات والي التي تظهر على جدران محطة مترو "كلية البنات" هي في الأصل لوحاته، وتم استخدامها دون إذنه أو ذكر اسمه.

قال الفنان الروسي في منشور على موقع فيسبوك إنه ينتظر "الرد الرسمي" بخصوص "سرقة لوحاته".

على مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت تصميمات والي جنبا إلى جنب مع لوحات كوراسوف، ما أثار موجات من الجدل.

وفي بيان رسمي أوضحت الهيئة القومية للأنفاق في مصر، والشركة المسؤولة عن تشغيل المترو، تفاصيل حصولها على التصميمات من الشركة المنفذة بحسب موقع مصراوي المحلي.

حدد البيان أن شركة الدعاية هي المسؤولة الوحيدة عن تقديم "تقديم تصميمات فنية أصيلة".

وتقدمت الهيئة باعتذار للفنان الروسي وللجمهور المصري، وأُزيلت تصميمات والي من على الجدران.

من منصة المتحدث في مؤتمر الشباب، انتقلت والي إلى مقعد الضيف في أحد البرامج الحوارية، حيث نفت سرقة التصميمات من كوراسوف، وقدمت عرضا عبر نماذج توضيحية حاولت من خلاله شرح أثر التشابه في المدارس الفنية.

في فترة لاحقة من المقابلة، أقرت والي أنه من الوارد أن يتأثر فنان بعمل فنان آخر، لاسيما خلال مرحلة البحث المبدئي في مجال الدعاية والإعلان بحسب ما ورد في صحيفة الشروق المصرية، أضافت والي: "ممكن غلطنا في درجة التأثر.. وارد يكون تأثرنا قوي".

إلا أن الجدل حول والي وأعمالها الفنية تخطى حاجز مواقع التواصل الاجتماعي، ووصل للنيابة العامة المصرية التي بدأت التحقيق في ادعاءات الفنان الروسي.

اتُهمت والي رسميا بالتعدي على الحق المالي والأدبي للفنان كوراسوف، وذلك من خلال تقليد ٤ رسومات هي نتاج "عمله المبتكر".

في التحقيقات الرسمية قالت المصممة إن دورها في التصميمات كان وضع الفكرة الرئيسية، وهي الاقتباس من الفن المصري القديم واستخدام المدرسة التكعيبية، فضلا عن استعانتها بعالم مصريات في إطار العمل، بحسب المصري اليوم.

إلا أن والي أُدينت في النهاية أمام المحكمة الاقتصادية في مصر، وعُوقبت بالحبس مدة ٦ أشهر وغرامة قدرها ١٠ آلاف جنيه مصري عن كل مصنف مسروق، بالإضافة إلى كفالة وتعويض مؤقت قدره ١٠٠ ألف جُنيه، أي حوالي ٣٢٣٦ دولارا أميركيا.