لايف ستايل
.
لطالما أبدى الموسيقيون والنقاد أسفهم للغياب الكبير للنساء في سجلات الفائزين بـ"غرامي"، أبرز جوائز الموسيقى الأميركية.
لكن يُتوقع أن تصبّ أهمّ الجوائز في نسخة هذا العام، الأحد، في صالح فنانات، ما يعكس تغيراً في العقليات وتنوعاً متزايداً في المشهد الفني.
و7 من المرشحين الـ8، هنّ نساء في فئة ألبوم العام وحدها، يتنافسن عليها خلال الحفلة الـ66 لهذه الجوائز في لوس أنجلوس.
ومن بين المرشحات تيلا، وهي مغنية من دولة جنوب أفريقيا، إذ استُحدثت جائزة جديدة هذا العام لأفضل أداء موسيقي أفريقي.
فما هي العوامل التي أدت إلى زيادة تمثيل النساء في جوائز غرامي لعام 2024؟
وعلى المستوى الإحصائي، ثمة تغيير ملحوظ.
فبين عامي 2012 و2022، كان 13.9% فقط من المرشحين في الفئات الرئيسية من النساء، بحسب دراسة أجرتها مؤسسة Annenberg Inclusion Institute البحثية التابعة لجامعة جنوب كاليفورنيا.
وتتماشى هذه الأرقام مع التصريحات المثيرة للجدل للرئيس السابق لمنظمة ريكوردينغ أكاديمي، نيل بورتناو، الذي قال عام 2018 إن الفنانات يجب عليهن إبراز أنفسهنّ بصورة أكبر إذا ما أردن انتزاع المزيد من الاعتراف بهنّ.
وفي نوفمبر الماضي من عام 2023، كان بورتناو موضوع شكوى قانونية، إثر اتهامه بتخدير فنانة واغتصابها في 2018، وهو ما ينفيه.
وفي رد فعله على إعلان الترشيحات في نوفمبر الماضي، أشار رئيس ريكوردينغ أكاديمي، الحالي هارفي مايسن جونيور إلى أن "النساء صنعن موسيقى جيدة للغاية"، وأنّ "لجان التحكيم اقتنعت بأعمالهنّ".
تشارك في المنافسة جانيل موناي، وبيلي إيليش، والنجمة الصاعدة فيكتوريا مونيه في الفئات الأبرز (أفضل ألبوم وأفضل أغنية).
أما الرجل الوحيد الذي نجح في حجز مقعد له في هذه المنافسة فهو عازف الجاز جون باتيست، الفائز الكبير في حفلة غرامي قبل عامين.
وتتنافس تايلور سويفت، التي مع سزا "SZA" التي حصلت على أكبر عدد من الترشيحات (9)، بفضل ألبومها SOS وأغنيتها "كيل بيل".
وأوليفيا رودريغو، ملهمة ديزني السابقة التي تحظى أعمالها الموسيقية من نوع الروك باستحسان النقاد، في آن واحد على جائزتي أفضل ألبوم، وأفضل تسجيل لهذا العام، التي تُمنح تقديراً للأداء العام للأغنية.
والأمر سيّان مع مايلي سايروس وفرقة "بويجينيوس" التي أثارت موسيقياتها الثلاث فيبي بريدجرز وجوليان بيكر ولوسي داكوس ضجة كبيرة من خلال المزج بين موسيقى البوب الشعبية والروك المستقلة.
شهدت جوائز غرامي لعام 2023 تحولا ملحوظا نحو الفنانات، ومن المحتمل أن يتأثر ذلك بتغير التركيبة السكانية داخل هيئة التصويت. ومع تمتع أكاديمية التسجيلات بنسبة 30% من الأعضاء الإناث (مقارنة بـ26% في عام 2019)، بدأت تترسخ وجهات نظر متنوعة.
أدت زيادة توظيف النساء والأشخاص الملونين إلى إضفاء أصوات جديدة على الأكاديمية، ما قد يؤثر على الترشيحات والفوز.
جدير بالذكر أن بعض المتنافسين الذكور الرئيسيين لم يصدروا موسيقى جديدة خلال فترة الترشيح، مما خلق مساحة لفنانين آخرين.
وصل حضور النساء في Billboard Hot 100 إلى أعلى مستوى له منذ 12 عامًا بنسبة 35% في عام 2023.
شهدت أرصدة كتابة الأغاني النسائية أول زيادة لها منذ 12 عاما، مدفوعة بالنساء ذوات البشرة الملونة، إذ وصلت إلى ما يقرب من 20%.
وعلى الرغم من هذه الأرقام الإيجابية، فإن التكافؤ بين الجنسين في عالم الموسيقى لا يزال بعيد المنال.
لا تزال المرأة ممثلة تمثيلا ناقصا في الإنتاج، مع 6.5% فقط من اعتمادات عام 2023، وعدم وجود مرشحات لجائزة منتج العام.
لا تزال الأنواع مثل موسيقى الروك والرقص والهيب هوب تظهر اختلالات في التوازن بين الجنسين في مرشحي غرامي.
وبينما أظهر عام 2023 خطوات إيجابية بالنسبة للنساء في مجال الموسيقى، فإن التغيير المنهجي يستغرق وقتا.
إن زيادة التمثيل النسائي في جميع أنحاء الصناعة، من الفنانات إلى المنتجين إلى الناخبين، أمر بالغ الأهمية لتحقيق التقدم المستدام.
وفي رصيد أكثرية هؤلاء الفنانات مسيرة فنية قوية، ما سمح لهنّ باستكشاف أنماط متنوعة، بعدما كان يتم حصر النساء في كثير من الأحيان في موسيقى البوب.
وتوضح كريستين ليب "المرأة التي تحقق مبيعات جيدة مقدّر لها أن تفقد أسلوبها الموسيقي الأصلي ويتم تصنيفها على أنها نجمة بوب".
وفيما تعتمد موقفاً حذراً حيال مسألة تطور العقليات، سواء في القطاع الموسيقي أو في نظرة النقاد، تقول الأكاديمية: "بشكل عام، تُعد موسيقى البوب أمراً مصطنعاً أو سريع الزوال".
وتأمل خبيرة أخرى، هي كريستين ويش، التي تقدّم حصصاً في جامعة إنديانا حول تاريخ المرأة في الموسيقى منذ العصور الوسطى، أن "نتمكن في نهاية المطاف من متابعة الفن كما هو"، من دون أخذ "بعض الهويات" بعين الاعتبار.
وتوضح أن الطلاب لديهم إعجاب خاص بـ"بويجينيوس"، الثلاثي المرشح في ست فئات، والذي يسخر أعضاؤه طوعاً من تسمية "نساء في موسيقى الروك".
وتضيف ويش: "كموسيقية ومدرّسة، لا أستطيع الانتظار إلى اليوم الذي لن يعود فيه النوع الاجتماعي موضوعاً مهماً، ولن نتفاجأ بعد الآن بأن النساء يشكلن الأغلبية".
عندما يجتمع أبرز نجوم عالم الموسيقى، الأحد 4 فبراير، في حفل توزيع جوائز غرامي، ستُمنح جائزة جديدة لأفضل أداء موسيقي أفريقي.
وتعكس الجائزة الشعبية المتزايدة لموسيقى الأفروبيتس وغيرها من مختلف أنواع الموسيقى من القارة الأفريقية، إذ تحظى بجمهور على مستوى العالم بفضل منصات التواصل الاجتماعي مثل تطبيق تيك توك.
تم الاستماع لموسيقى الأفروبيتس على تطبيق سبوتيفاي 13.5 مليار مرة في عام 2022 مقابل مليارين في عام 2017.
ومن بين الموسيقيين المرشحين لجائزة جرامي الجديدة، تيلا، وهي مغنية من جنوب أفريقيا تبلغ من العمر 22 عاما. ووصلت إلى المراكز الـ10 الأولى في قائمة بيلبورد هوت 100 بأغنية "ووتر"، وهي مثال على موسيقى تعرف باسم أمابيانو التي تجمع بين موسيقى الجاز والبيانو.
ومن بين الفنانين الذين حظوا بجمهور من تطبيق تيك توك، مغني الراب النيجيري ريما الذي تعاون مع سيلينا جوميز في أغنية "كام داون" التي احتلت المركز الـ3 في قائمة بيلبورد هوت 100 في يونيو الماضي.
ونشأت موسيقى الأفروبيتس في غرب أفريقيا وتحديدا في غانا ونيجيريا. لكن مصطلح "أفروبيتس" يستخدم غالبا للإشارة إلى مختلف أنماط الموسيقى القادمة من أفريقيا وتتسم بأنها تجمع بين الإيقاعات وأنماط الموسيقى المختلفة، من موسيقى الراب إلى الجاز وآر اند بي وغيرها.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة