"مسعود ومسعودة" في بيت جميلة التونسية

بدأت قصة غرام جميلة بهذه الأنواع من الببغاوات مع زوج من الببغاوات السنغالية، والتي أطلقت عليهم اسمي "مسعود ومسعودة". وبينما وقعت جميلة في حب مسعود ومسعودة، لكنها لم تكن تريد حبسهم في قفص صغير خانق.

وتوضح: "كنت دائما أريد الطير حرا، لكن هذا الطير ليس تونسيا وبطبيعته لا يمكن أن يعيش إلا في قفص، لأنه ليس في إطاره (بيئته) العادي، فقلت لم لا؟".

وبحسب جميلة، أصبحت هناك علاقة ودية مع هذه الطيور وتفاهم متبادل. وأصبحت الطيور، التي تخاف الطيران في أماكن غير مألوفة، لا تقبل إلا وجود جميلة في الغرفة، "ولا تقبل الطعام إلا مني".

مرت ٣ سنوات على وجود مسعود ومسعودة في حياة جميلة، وأحضرت معهما زوجا آخر، "كوكو ولايكا".

وأوضحت أن الزوج الثاني من "الغابون، اسمه الرمادي الغابوني، وتأتي مع الأفارقة الذين يرغبون في الهجرة غير النظامية إلى إيطاليا، انطلاقا من سواحل تونس.. ويأتون بأعداد كبيرة من هذه الطيور لبيعها من أجل مواجهة نفقات سفرهم".

وهذا النوع، حسب جميلة، "مطلوب في السوق، وهو من أكثر الببغاوات التي تحفظ الكلمات، وهو طير يدخل البهجة في البيت".

وتابعت: "بدأت بتربية الزوج الأول، ويلزمه كثير من الهدوء والتأقلم، ليدخل في الإنتاجية (التكاثر). الزوج الأول له أكثر من 3 أعوام والثاني له سنتان.. ولي أيضا زوج أصيل سنغالي يتميز بألوانه الزاهية، وبحكم الحجم هو أكثر قربا للإنسان ويتعامل معه دون خوف، عكس الغابوني الذي يمكن أن يشكل خطرا على الأطفال لكبر حجمه وحدة منقاره".

عن كيفية إعاشة هذا الطيور، قالت جميلة إنها "تأكل أطعمة عادية، ولكن إذا كنت راغبا في الإنتاج والحصول على فراخ، فيلزمها أكل متنوع".

وأضافت: "هي تحب المكسرات وتلزمها أغذية خاصة متنوعة خضر وبقول وماء، للمحافظة على البنية وتكوين البيضة، لأنها أولا ليست في بيئتها الطبيعية، خاصة أنها تخاف كثيرا، والخوف يمكن أن يؤدي بها إلى الموت".

وثانيا، وفق جميلة: "هي تتعلق بالإنسان كثيرا وتتعوّد عليه، فإذا غاب عنها كثيرا أو تغير مالكها يمكن أن تدخل في مرحلة كآبة تؤدي بها إلى الموت".

أما لرعايتها الطبية، فتنصح جميلة بتوفير بيئتها الطبيعية "بطريقة اصطناعية". وتابعت أنها تتردد على سوق "المنصف باي"، سوق شهير يُباع فيه مختلف أنواع الطيور.

وتوفر جميلة لطيورها "كل الأدوية اللازمة". في تجد في السوق، "أدوية للمساعدة على الإخصاب وتوفير البيض للأنثى دون أن تفقد قوتها".

وأردفت: "هناك أدوية للمحافظة على الريش، لاحتمال أن يفقده كونه في غير بيئته.. وهذه الأدوية يتم خلطها في الماء أو الأكل".

إلى جانب الأقفاص الحديدية التي تؤوي الببغاوات، تم تثبيت صندوق خشبي من طابقين، وهي "أعشاش الطير"، كما قالت جميلة. وأوضحت أن عشه "مقلد وفق عشه في البرية، فهذا الطير يريد أن تكون فراخه في مأمن، ويكون هو بدوره متخفيا".

وزادت أن "عشه مختلف عن العش الذي يمكن أن تراه في الطبيعة للطيور الأخرى، ويقوم بكل ما يمكن ليكون العش بعيدا عن الأعين".

و"الذكر هو الذي يبني العش، والأنثى تتفقده، إذا أعجبها تدخله، وإذا لم يعجبها تخرج منه، وعليه بناء عش جديد يرضيها"، كما أضافت جميلة. وبيَّنت أنها تأتي بالصناديق من حرفي متخصص في مدينة القيروان.

ولم تكتف جميلة بتربية الببغاء السنغالي والغابوني، بل أضافت لها ٣ من طيور الكروان، وهي أيضا تبعث في البيت "بهجة وسرورا بأصواتها الجميلة"، كما قالت.

ومعا، تشكل طيور جميلة سيمفونية صباحية لها، فالزوج السنغالي يعيد الألحان، بينما يغني الغابوني يتعلم الكلمات، و"طيور الكروان توقظني كل صباح على أنغام النشيد الوطني التونسي".