مبرمج في الثمانين.. الـAI في اليابان يتحدى العمر

١١ تطبيقاً مجانياً مخصصاً لكبار السنّ ابتكرها الياباني توميغي سوزوكي، بالاستعانة ببرنامج تشات جي بي تي القائم على الذكاء الاصطناعي. ويمكن تحميلها على هواتف الآيفون.

سوزوكي، ٨٩ عاماً، الذي كان يعمل في مجال التجارة الدولية، ركّز اهتمامه بعد التقاعد على برمجة الكومبيوتر، على خلاف النشاطات التي غالباً ما يرغب المتقاعدون القيام بها، كالسفر أو قضاء الوقت في الزراعة، أو ممارسة الرياضة، أو حتى قضاء الوقت مع العائلة والأحفاد.

أطقم الأسنان مصدر الابتكار

حبّه لابتكار الأشياء، دفعه إلى البدء بأخذ دروس في برمجة الكومبيوتر عام ٢٠١٠، ووجد أنّها فكرة جيدة أنه يستطيع ابتكار تطبيقات بنفسه و"ربما ستطرحها آبل في مختلف أنحاء العالم".

في أحد الأيام نسي توميغي سوزوكي أطقم أسنانه، بينما كان على وشك ركوب قطار فائق السرعة. وكان ذلك مصدر الإلهام لابتكار شرائح تُظهر للمستخدم الأغراض التي لا ينبغي نسيانها عند مغادرة المنزل، منها:

• المحفظة.
• المفاتيح.
• بطاقة التأمين الصحي.
• أدوات السمع.

يوضح سوزوكي: "هذا ما يحدث لكبار السنّ"، منوّهاً بأهمية أن يكون مبتكر التطبيقات من كبار السنّ كونه يدرك ما هو مفيد لهم، فبغضّ النظر عن جهود الشباب، لكن "لا أعتقد أنّ الشباب يفهمون احتياجات كبار السنّ وتطلعاتهم".

توميغي، طرح نحو 800 سؤال متعلق بالبرمجة على برنامج تشات جي بي تي، الذي يصفه بأنه "معلّم خارق"، لمساعدته في طرح تطبيقه. ولعبت خبرته المهنية في تصدير السيارات اليابانية تحديداً إلى جنوب شرق آسيا، دوراً في مساعدته لطرح أسئلة واضحة وقصيرة.

من التطبيقات الأخرى التي قام بابتكارها:

• عدّاد لفترة الدخول إلى الحمام، يتم تنزيله نحو 30 مرة في الأسبوع.
• أداة تعرّف على الصوت لكتابة رسائل بالبريد الإلكتروني، ويقول أخوه كينجي سوزوكي، ٩٢ عاماً، بأنه عمليّ لأن النقر على لوحة المفاتيح يصبح أصعب مع التقدّم في السن.
• تطبيق لتمارين تقوية عضلات الفم.

بين كبار السن والـAI "كيمياء جيدة"

توميغي سوزوكي عضو في مجموعة وطنية من كبار المبرمجين، الذين ساعدوه طوال فترة تدريبه المهني.

ويثني كاتسوهيرو كويزومي، مؤسس المجموعة، على وجود كيمياء جيدة بين كبار السّن والذكاء الاصطناعي، "لأن هذه التكنولوجيا لا تساعدهم على ابتكار تطبيقات فحسب، بل تسهّل عليهم استخدامها".

وينصح سوزوكي المتقاعد بعدم التردّد بدخول مجال جديد، في حال لم يكن لديه ما يفعله بعد التقاعد، إذ "قد تعيد اكتشاف نفسك".

يذكر أنّ اليابان تسجّل أعلى نسبة مسنّين في العالم، بعد موناكو. وتتخطى أعمار نحو ثلث سكانها 65 عاماً، وهناك ياباني من كل ١٠ يزيد عمره عن 80 عاماً.

ويثير انخفاض معدّل الولادات، مخاوف متعدّدة منها حدوث أزمة اقتصادية واجتماعية في البلاد، في ظل نقص في أعداد العاملين الذين يلبّون احتياجات الأعداد المتزايدة من المتقاعدين.