سودانية تتحدى التقاليد في ورشة تصليح سيارات

في ليبيا، توجد ورش تصليح سيارات فيها قسم نسائي، لكنها المرة الأولى التي تقدّم فيها امرأة الخدمات، وفق ما يقول القيمون على الكاراج. وتشعر بالارتياح لأن "النساء اللواتي يأتين سعيدات بالتعامل مع امرأة أخرى".

وتقول فوزية مانيطة، ٣٩ عاما، التي أتت لتصليح سيارتها، إنه "من الرائع رؤية النساء يتقدمن في جميع المجالات.. المزيد من النساء يقدن سياراتهن في ليبيا، وهن بحاجة إلى الشعور بالراحة في مكان يتعاملن فيه مع نساء، بينما يشعرن بالرهبة ربما في مواجهة الرجال".

وتشير إحصاءات البنك الدولي، إلى أن نسبة النساء العاملات في ليبيا وصلت إلى 37% في العام 2022.

أساور، التي عاشت هي ووالدتها وأشقاؤها الـ٥ رحلة تصفها "الأسوأ على الإطلاق" حتى تصل ليبيا، لم تحبطها تعليقات مثل "مكانك في البيت" و"في المطبخ" أو "هذه ليست وظيفة لك".

و"كان مضحكا تعليق الناس من دون معرفة ظروفي". هي من اضطرت إلى ترك دراسة الصيدلة في عامها الأخير، بسبب الحرب، لتعيل أسرتها.

لكنها مؤمنة أنه طالما تكون "المرأة عازمة، فلا توجد مهنة حكر على الرجل". وإذا كانت "الرغبة موجودة فلا ينبغي التردّد".

وتشيد أساور بتشجيع شقيقها صحابي، 19 سنة، وهو ميكانيكي يعمل في المكان نفسه في "قسم الرجال".

أما صاحب الكاراج عبد السلام شغيب، فيقول: "أنا موجود من أجلها إذا احتاجت إلى المساعدة أو الطمأنينة"، معبّرا عن رضاه الكامل عن عملها وعمل أخيها. ويؤكّد "لا ينبغي أن تظلّ هذه مهنة مخصصة للرجال".

ويأمل عبد السلام في "توسيع خدمات أساور للنساء، لتشمل هياكل السيارات وتكييف الهواء".

تمّ تسجيل بين 1,7 إلى 2 مليون أجنبي "دخلوا بشكل غير قانوني" إلى ليبيا، وفق وزارة الداخلية الليبية. ويعيش مهاجرون كثر في ظروف يرثى لها.

فرّ عشرات الآلاف من السودانيين إلى ليبيا هربا من الحرب المدمّرة، التي بدأت في أبريل 2023.

وسجّلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أكثر من 40 ألف لاجئ سوداني في الكفرة، وهي واحة يبلغ عدد سكانها 60 ألفا وتبعد نحو 1200 كيلومتر عن طرابلس.