لماذا لا يوجد ميركاتو للمدربين؟

باعتبار كرة القدم "بزنس" يهدف على الدوام إلى جني الأرباح، التي تأتي من المداخيل، والتي بدورها تتضاعف بسبب الانتصارات والبطولات.. دائما ما تسعى الأندية إلى جلب أفضل المدربين، وكذا تغيرهم بسرعة إن لم تسر الأمور معهم على ما يرام.

"الأندية باتت الآن مهووسة بشكل أكبر بالجانب التجاري، عكس الماضي، قبل 10 أو 20 عاما عندما كانت تثق في المدرب وتبقيه فترات أطول، أما الآن فكل التفكير منصب حول نظرة الآخر للنادي صاحب النتائج السيئة، لهذا تقوم بتصحيح صورة سلبية تفترض أن الكل ينظر بها للنادي"، هكذا أجمل الكاتب البريطاني غابرييل شوتون في مقال له أسباب إقالات المدربين.

وربما يتعلق هذا الأمر بالأندية الكبيرة، في حين تسعى أندية الوسط والذيلية في الدوريات إلى تجنب الهبوط الذي يكلفها الكثير من العوائد (على سبيل المثال يكلف الهبوط في البريميرليغ 100 مليون إسترليني عبارة عن عوائد البث التلفزيوني حاليا).

وبشكل عام يعتبر المدرب دائما الحلقة الأضعف، بتعبير المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، إذ يتحمل وحده الهزائم، فيما ينال النجوم مديح الانتصارات.

وجاء توصيف أنشيلوتي هذا في 2017، عندما أعلن اتفاقه مع المدرب البرتغالي مورينيو، الذي انتقد إدارة ليستر سيتي على إقالة الإيطالي كلاوديو رانييري، بعد مدة قليلة من إنجازه التاريخي الخالد.

من دوريات عدة لفتت الانتباه بتوفيرها بيئة عمل مستقرة للمدربين، حسب تقرير (CIES)، كان الدوري الهندي لكرة القدم، والذي احتفظ فيه مدربي الفرق الـ11 بمناصبهم، وهو أمر أرجعه موقع يورونيوز إلى إلغاء فكرة الهبوط، وهو نموذج معمول به أيضا في الدوري الأميركي.

أما في الدوريات الخمس الكبرى، فتصدر الدوري الإنكليزي قائمة أكثر الدوريات إقالة للمدربين في الموسم الماضي، وذلك بنحو 55% منها، فيما حل في المركز الثاني الدوريين الإسباني والفرنسي بنسبة تغيير مدربين بلغت 50%، ثم الدوري الألماني بنسبة 44%، فيما تصدر الدوري الإيطالي قائمة الأفضل استقرارا للمدربين، إذ بلغت نسبة تغيير المدربين فيه 35% فقط.

قد تبدو الفكرة غريبة نوعا ما، لكن بعودة قليلة إلى الوراء قد تكون الدهشة منها لحظية فقط، سرعان ما تتلاشى بحال طبقها الفيفا.

وفي 2002، كانت هناك بعض الشكوك والغرابة التي تطارد إقرار فيفا لميركاتو اللاعبين، بعدما حصره في فترتين فقط خلال العام، تقوم فيها الأندية بالتخلص من بعض اللاعبين وتجديد دمائها بلاعبين جدد.

والآن باتت الفكرة أحد أهم عناصر منظومة كرة القدم.

وعن تطبيق ميركاتو مماثل للمدربين، رأى المدرب البرتغالي بيدرو ميندوكا أن الفكرة ستكون مجدية للغاية للنادي والمدربين.

وأضاف في تصريحات ليورو نيوز : " ستكون بالطبع فكرة ناجحة ومفيدة لكرة القدم، إذ تمنح المدرب وقتا جيدا بدون ضغوط لتنفيذ كل أفكاره".

ورأى ميندوكا أن النادي أيضا يمكن أن يستفيد بدوره، لجهة أن صبره المقنن بالقانون يمكن أن يعفيه من تعيين مدرب جديد، حيث ينجح المدرب في استغلال الوقت وتعديل الأوضاع.

وهنا يبدو نموذج ميكيل أرتيتا مع أرسنال لافتا، إذ كان الإسباني مرشحا في 2021 للإقالة، قبل أن تصبر عليه الإدارة، ويعود في موسم 2022 ـ 2023 بالفريق إلى وصافة البريمييرليغ.

بقدر ما لفكرة إنشاء ميركاتو للمدربين من فوائد بالنسبة لهم، لكنها بالمقابل ستكون وبالا على مدربين مثل البرتغالي جوزيه مورينيو.

ويتصدر مورينيو حاليا قائمة أكثر المدربين تربحا من الإقالات بسبب التعويضات التي جناها، والتي وصلت إلى 100 مليون يورو، بحسب تقارير.

وهنالك أسماء أخرى مثل الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو (52 مليون يورو)، والإيطالي أنطونيو كونتي (41 مليون يورو).